الجمعة 29 مارس 2024 مـ 04:01 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

سيادة الرئيس: هل يسعدك فشل الحكومة حقا؟

الرأي العام المصري حاليا، يتجه نحو الاتفاق على أن رئيس الجمهورية يسعد بفشل الحكومة في جميع الميادين، حتى إذا زرع شجرة في فلاة، اجتذبت خضرتها وينعها أنظار الشعب، وحتى يصبح الأداء الرئاسي هو الضمانة الوحيدة للإنتاج في دولة بها أكثر من 35 وزارة، تستهلك معظم الناتج القومي الإجمالي، كرواتب وحوافز، وتأمينات اجتماعية، وتشريفات، وطاقة، وخلافه.
تقارير الخبراء وأصحاب الأفكار تتصارع للوصول إلى رئاسة مجلس الوزراء، ثم بعد اليأس من الرد أو التجاوب، تعاود الصراع على الجهات الرقابية، "الأمن الوطني، الرقابة الإدارية، والأمن القومي"، ثم إذا اقتصر التجاوب فقط على كلمة "تمام"، احتدم صراع التقارير على بوابة قصر الرئاسة، عشما في التجاوب الحاسم، ومع كل هذه الجولات، يراقب أصحاب التقارير الوضع، فلا يجدون جديدا، ولا حيادا عن الخط الذي اتخذته الرئاسة، كبرنامج قومي موحد للمشاريع، مع استمرار تراخي الوزارات، وفشلها في إدارة الملفات الآنية والمطلوبة لسير عجلة الحياة، بالتوازي مع عجلة الخطط المستقبلية للمشاريع العملاقة.
هذا الذي يظهر جليا، مع وجود برلمان لا هو مع الشعب، ولا أعضاؤه يعملون لمصالحهم الخاصة، لكنهم بلا طعم ولا لون ولا رائحة، كأنهم لم يكونوا.
ـ فعلى صعيد الأراضي، نقرأ عن لجنة استرداد أراضي الدولة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، أخبارا عن استرداد أراض لطرحها في مزادات، على الرغم من وجود أراض بيعت بمزادات لم يتسلمها أصحابها حتى الآن، وأراض زرعت من عشرات السنين، وسدد أصحابها رسوم المعاينات، ولم يتم تقنين وضعها حتى الآن، وغيرها تم تسعيرها، وسداد أثمانها بالكامل، ثم لم يتسلمها أصحبها بسبب تعديات واضعي اليد.
ـ لم يتدخل رئيس مجلس الوزراء مثلا لحل مشاكل المستثمرين الزراعيين الذين أنفق الفرد منهم عشرات الملايين، بإجمالي مليارات، ثم هبطت عليهم خطة "الـ 1.5 مليون فدان"، لتحطم ما وضعوه من بنية تحتية، كطرق، ومبان، وآبار، ومحطات طاقة شمسية، في مناطق لم يكن "الذباب الأزرق يعرف طريقها، ومنطقة المغرة مثالا حيا.
ـ نقرأ عن تعديلات وزارية مرتقبة بعد عيد الفطر، ثم لا نجد بين ترشيحات الإزاحة، وزراء أثبتوا فشلهم بـ "الثلث"، مثل وزير الأوقاف الذي استحل مال الوقف، مقابل تصريحات لا تنم إلا عن النفاق والممالأة، والإفراط في "سبوبة" تطهير المساجد من "الإخوان".
ـ على الرغم من استنشاق رياح النجاح في وزارة الزراعة، بتعيين الدكتور سيد خليفة في قطاع الإرشاد، والدكتور أحمد أبو اليزيد في قطاع الخدمات والمتابعة، وجدنا رئيسا لهيئة مشروعات التعمير والتنمية الزراعية، يهبط بالبراشوت، دون المرور على وزير الزراعة، الذي هو بحكم وظيفته رئيسا لمجلس إدارة هذه الهيئة التي تتحكم في مفاصل التنمية الزراعية الشاملة في مصر، ومنذ أكثر من خمسة أعوام، لم يدخل هذه الهيئة من هو قادر على فك فرملتها، سوى المهندس أيمن المعداوي، الذي لم نهنأ برئاسته لها سوى 45 يوما، وتم إبعاده عنها في ظروف "غامقة".
في مجال قطاع الأعمال العام، الذي تم تحريره أخيرا من قبضة وزارة الاستثمار، سألت أحد القيادات الشابة تم إبعاده عمدا من العمل التنفيذي كرئيس لإحدى الشركات الرابحة: لماذا يبق الدكتور رضا العدل رئيسا للشركة القابضة للصناعات الكيماوية حتى الآن، رغم تخطيه سن الـ 83 عاما، ورغم غروب شمس أشرف سالمان، ورغم وعيد أشرف الشرقاوي بالتغيير والتجديد، وإحلال الشباب؟
سألت القيادي المبعد على درجة "مستشار في القابضة" وعمره حاليا ٥٢ عاما، عن سر بقاء رضا العدل، فكانت إجابته بالحرف الواحد دون تعديل، كالتالي:
رضا العدل قدس الأقداس وسر الأسرار .. رجل ظل نصف قرن يتقلب في المناصب القيادية في شركات الدولة، وهو الجندي المجهول وعراب الخصخصة الغامض .. مات الجميع .. عاطف صدقي .. عاطف عبيد ..عبد الوهاب الحباك، وغيرهم، لكنه (خالد فيها ولايبغي عنها حولا).
رحل الجميع ولكنه مستمر .. رحل مختار خطاب ومحمود محي الدين وعادل الموزي وأشرف سلمان وسيرحل الشرقاوي، ويستمر رضا العدل .. أقسم بالله هذا الرجل وراءه لغز يحتاج كبار الخبراء في حل الألغاز كي يفكو طلسمه .. ويحتاج إلى شيخ مشايخ الرفاعية كي يخرجوا سحره الدفين الذي أثر به على الجميع ومازال.
كم ظلم وكم شرد .. ومازال واقفا صنديدا يتحدي الجميع أن يحركه أحد قيد أنملة، بعيدا عن الشركات.
يستطرد القيادي الشاب متسائلا: لماذا تدنت القابضة وانهار الاقتصاد الكلي للبلاد في ظل وجود هذا الفيلسوف الدكتور كاهن المحاسبة وأستاذ الأقتصاد في العالم؟
ويختتم القيادي إجابته بحسم غريب: هذا الرجل كائن فضائي وليس بشرا من لحم ودم !!!!!
سيادة الرئيس: هل يرضى أحدنا أن يكون مديرا فنيا لفريق من "المكسحين" .. وهل من الإنصاف أن يكون المدير الفني للفريق، هو المدرب، وهو اللاعب في كل المواقع، دفاع، خط وسط، هجوم، وحارس مرمى؟
سيادة الرئيس: الشعب يتشوق إلى جهاز فني رفيع المستوى، يخطط، ويدير، وفقا لتشريعات محكمة، ووسط أمن وأمان لا يقبلان الخرق، وإلى فريق من الفنيين اللاعبين المهرة، يحرز أعضاؤه الأهداف المرجوة في شبكة الظروف الصعبة، فتخرج البلد من هذه المعارك "غالبة"، والغلبة الحقيقية لن تتحقق إلا بجماهير "راضية مرضية".
اللهم إني قد بلغت .. اللهم فاشهد