مظاهرات سلمية فى بولندا تحذر الحكومة من انهيار الزراعة
تشهد بولندا موجة احتجاجات واسعة للمزارعين تمتد لشهر كامل، من 14 نوفمبر حتى 14 ديسمبر، اعتراضا على تدهور الأوضاع الاقتصادية في القطاع الزراعي. ومن المقرر أن تبلغ ذروة هذه التحركات بمظاهرة أوروبية كبرى في بروكسل في 18 ديسمبر، بمشاركة مزارعين من مختلف دول الاتحاد الأوروبي.
غضب متصاعد من تراجع الأسعار وتكلفة الإنتاج
يشير المزارعون البولنديون إلى أن انخفاض أسعار شراء المحاصيل وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى جانب تدفق الواردات الرخيصة من أوكرانيا ودول أمريكا الجنوبية، قد جعل من الصعب الاستمرار في الإنتاج المحلي. ويؤكد قادة النقابات الزراعية أن السياسات الحالية للاتحاد الأوروبي "تقوض جدوى الزراعة الأوروبية"، وتزيد من هشاشة المزارعين أمام المنافسة الخارجية غير المتكافئة.
احتجاجات رمزية وتحذير للحكومة
تبدأ أولى المواكب في مقاطعة بوميرانيا الغربية، حيث تسير مئات الجرارات رافعة الأعلام البولندية في مسيرات سلمية دون إغلاق الطرق. ووفقا للمنظمين، ومن بينهم نقابة "التضامن" وغرفة الزراعة المحلية، تهدف هذه المظاهرات إلى توجيه تحذير واضح للسلطات بأن الوضع الحالي لم يعد مقبولا. ويؤكد المزارعون: "لسنا نطالب بامتيازات، بل نقاتل من أجل البقاء ومن أجل مستقبل الزراعة البولندية".
تعبئة أوروبية ورفض لاتفاق ميركوسور
صرح فيكتور سزموليفيتش، رئيس المجلس الوطني للغرف الزراعية، أن التحركات في بولندا تشكل جزءا من تعبئة أوروبية أوسع ست culminate في بروكسل، تزامنا مع مفاوضات حول السياسة الزراعية المشتركة واتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي وميركوسور. وأوضح: "نريد أن نظهر أن المزارعين الأوروبيين لن يقبلوا بسياسات تدمر الزراعة وتضعف السيادة الغذائية".
دعوات إلى إصلاح شامل للأسواق
يطالب المحتجون بإنشاء آليات حماية فعالة ضد إغراق الأسواق بالأغذية المستوردة، وتعويضات عن الخسائر، وتثبيت المدفوعات الزراعية لضمان السيولة في المزارع. ويختتم المنظمون رسالتهم بقولهم: "المزارع لا يحتاج إلى إعانات، بل إلى سوق عادلة يلتزم فيها الجميع بالقواعد نفسها".


.jpg)























