موجات الصقيع والأمطار الغزيرة تهدد آمال الأرجنتين في موسم قمح قياسي
تواجه الأرجنتين، أحد أكبر منتجي ومصدري القمح في العالم، مخاطر مناخية متزايدة قد تضعف آمالها في تحقيق موسم قياسي جديد. فقد أعلنت بورصة بوينس آيرس للحبوب أن موجات صقيع متأخرة وأمطارا غزيرة ضربت المناطق الجنوبية في أواخر أكتوبر، ما أثار مخاوف من تراجع إنتاج موسم 2025/2026، الذي كان يتوقع أن يقترب من الرقم القياسي المسجل عام 2021/2022.
تأثيرات الصقيع و«النينيا» تعيد رسم المشهد الزراعي
أوضحت البورصة أن الصقيع المفاجئ، الذي أعقب جبهة باردة شديدة، تزامن مع عواصف وأمطار غزيرة، مما زاد من صعوبة تقييم حجم الأضرار على المحاصيل في مراحلها الحساسة.
وأشار التقرير المناخي الصادر في 16 أكتوبر إلى تزايد برودة مياه المحيط الهادئ، لتقترب من حالة «النينيا» الضعيفة، وهو ما ينذر بانخفاض متوقع في وتيرة الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، ما قد يفاقم المخاطر المناخية على موسم الزراعة.
رغم ذلك، أبقت بورصة بوينس آيرس على توقعاتها الإنتاجية عند 22 مليون طن من مساحة محصودة تقدر بـ 6.7 مليون هكتار، مع متوسط غلة يبلغ 3.28 طن للهكتار، إلى حين التحقق من مدى تأثير موجات الصقيع على المحصول. وفي حال تحققت هذه التوقعات، سيكون الموسم قريبا من الرقم القياسي التاريخي البالغ 22.4 مليون طن عام 2021/2022.
رطوبة عالية وحقول غارقة بالمياه تبطئ الحصاد
تظهر البيانات الأخيرة أن نسبة المحصول المصنف بين "الجيد والممتاز" تبلغ 88%، بانخفاض طفيف عن الأسبوع السابق لكنها تظل أفضل بكثير من العام الماضي حين بلغت 38% فقط.
ورغم تحسن الرطوبة في التربة لتصل إلى 76% من المساحات المزروعة، فإن الأمطار الغزيرة أدت إلى إغراق بعض المناطق وصعوبة الوصول إلى نحو ربع الحقول مؤقتا. وحتى 29 أكتوبر، لم يحصد سوى 8.4% من المساحات، وسط توقعات بتحسن الظروف خلال نوفمبر قبل ذروة موسم الحصاد في ديسمبر.
تفاؤل مشروط من بورصة روزاريو
على الجانب الآخر، رفعت بورصة روزاريو للحبوب تقديراتها للمحصول الجديد إلى 23 مليون طن، مدعومة برطوبة تربة مواتية وأمطار وفيرة خلال الشتاء والربيع، ما يجعل الموسم الحالي مرشحا لمعادلة الرقم القياسي السابق. وقال مستشارو البورصة: "لم نشهد قمحا بهذه الكثافة والحيوية منذ سنوات".
الشعير يستفيد من الظروف ويظهر أداء جيدا
في المقابل، تتوقع هيئة BAGE أن يبلغ إنتاج الشعير 5.3 ملايين طن من مساحة تبلغ 1.3 مليون هكتار، بمتوسط إنتاج 4.08 طن للهكتار، وهو تحسن ملحوظ مقارنة بالموسم الماضي.
نظرة مستقبلية حذرة
بين التفاؤل بإمكانات الغلة المرتفعة والمخاوف من تكرار موجات الطقس القاسي، يبدو موسم القمح الأرجنتيني على مفترق طرق. فإذا استقرت الظروف المناخية خلال الأسابيع المقبلة، فقد تتمكن البلاد من تسجيل أحد أفضل مواسمها في التاريخ. أما إذا تكررت موجات الصقيع أو تأخرت فترات الجفاف المتوقعة، فستبقى آمال الموسم القياسي معلقة بعوامل الطقس.


.jpg)























