الأرض
الإثنين 27 أكتوبر 2025 مـ 12:59 صـ 4 جمادى أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

زراعة «الزعفران» في سيناء تفتح آفاقًا اقتصادية جديدة

زراعة الزعفران
زراعة الزعفران

تنجح محافظة جنوب سيناء في تحقيق إنجاز زراعي فريد من نوعه، بعد نجاح تجربة زراعة الزعفران، المعروف بـ"الذهب الأحمر" وأغلى توابل العالم، داخل محمية سانت كاترين، في خطوة تؤكد غنى أرض الفيروز بمواردها الطبيعية وتنوّعها البيولوجي النادر.

تُعدّ مدينة سانت كاترين، أو ما تُعرف بـ"أرض التجلي"، واحدة من أغنى مناطق مصر بالأعشاب الطبية والعطرية النادرة، إذ تضم أكثر من 19 نوعًا نباتيًا متوطنًا لا يوجد إلا بها، ما يجعلها محمية طبيعية استثنائية تُجسّد التنوع الفريد في البيئة المصرية.

وفي هذا السياق، أعلن سعيد جميع، المصور الفوتوغرافي وأحد أبناء سانت كاترين، عن نجاح تجربة زراعة الزعفران وازدهار موسمه داخل أرض التجلي، مشيرًا إلى أن هذه التجربة تُنفّذ للعام الثاني على التوالي وقد أثبتت جدارتها وإمكانية نجاحها في بيئة المدينة الجبلية.

الذهب الأحمر يزهر في أرض التجلي

يُعرف الزعفران علميًا باسم (Crocus sativus)، ويُلقّب بـ"الذهب الأحمر" لقيمته الاقتصادية العالية، حيث يُستخرج من مياسم زهرة بنفسجية دقيقة تُجفف بعناية لإنتاج أحد أثمن التوابل في العالم. ويتميّز بلونه الذهبي المائل إلى الأحمر ورائحته العطرية القوية، إلى جانب خصائصه الغذائية والطبية الفريدة.

استخدامات الزعفران وفوائده الصحية

يُستخدم الزعفران على نطاق واسع في الطهي الفاخر لإضفاء نكهة مميزة ولون جذاب على الأطباق مثل الكبسة والمندي والحلويات الشرقية، كما يُستعمل في الطب التقليدي والحديث لاحتوائه على مضادات أكسدة قوية تساعد على تحسين المزاج، ومكافحة الاكتئاب، وتعزيز صحة القلب والجهاز الهضمي.

وتشير دراسات حديثة إلى أن الزعفران قد يساهم أيضًا في تقوية الذاكرة والوقاية من بعض الأمراض المزمنة.

أهمية التجربة ودلالاتها البيئية

يمثل نجاح زراعة الزعفران في سانت كاترين إنجازًا بيئيًا وتنمويًا يعكس قدرة الدولة على استغلال مواردها الطبيعية بشكل مستدام، كما يفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمار في النباتات الطبية والعطرية، ويعزز مكانة جنوب سيناء كمركز رائد في زراعة النباتات النادرة ذات القيمة الاقتصادية العالية.

بهذا النجاح، تؤكد أرض الفيروز من جديد أنها أرض العطاء والتنوع، وأن جبالها ووديانها لا تحمل فقط عبق التاريخ المقدس، بل تُخفي أيضًا كنوزًا طبيعية قادرة على دعم الاقتصاد الوطني وتنمية المجتمعات المحلية.