وكيل زراعة الشرقية: حملات مستمرة لضبط أسواق المبيدات والأسمدة

أكد المهندس عماد محمد جنجن، وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أنه في ظل التحديات المتسارعة التي يشهدها القطاع الزراعي على مستوى الجمهورية، استطاعت مديرية الزراعة بالشرقية أن تُحقق إنجازات ملموسة في أكثر من اتجاه، مُجسدة نموذجًا يحتذى به في الإدارة الرشيدة والتخطيط العلمي، من خلال زيادة الإنتاج، وتوسيع الرقعة الزراعية، وضبط الأسواق الزراعية، والتصدي الحاسم للتعديات والغش التجاري.

وأوضح وكيل وزارة الزراعة بالشرقية، أن المحافظة تشهد حاليًا طفرة زراعية غير مسبوقة، تُبشّر بموسم ناجح يُسهم بشكل مباشر في دعم منظومة الأمن الغذائي الوطني.

موسم القمح.. أرقام غير مسبوقة في التوريد

من أبرز ملامح هذا النجاح، ما تحقق خلال موسم توريد القمح لعام 2025، حيث بلغ حجم الكميات الموردة حتى الآن 603,783.3 طنًا، بنسبة 108.7% من المستهدف، ما يعكس مدى التزام المزارعين وثقة الدولة في دعم هذا المحصول الاستراتيجي.

وقد تم زراعة القمح على مساحة بلغت 370,183 فدانًا، ما يجعله من أكبر المحاصيل الشتوية في المحافظة، ويعزز مكانة الشرقية كمركز رئيسي لإنتاج الحبوب في مصر.

الذرة.. زراعة متنامية وحصاد قريب

ضمن خطة المديرية للتوسع في زراعة المحاصيل الصيفية، تستهدف زراعة 173,000 فدان من الذرة البيضاء، وتم حتى الآن زراعة 80,387 فدانًا، بينما بلغ إجمالي المساحات المزروعة من الذرة الصفراء 41,882 فدانًا من أصل 98,500 فدان مستهدفة.

ويُتوقع انطلاق موسم الحصاد خلال الأسابيع المقبلة، وسط متابعة دقيقة من الجهات المعنية لضمان تحقيق أعلى إنتاجية ممكنة وجودة محسّنة للمحصول.

إزالة التعديات.. مواجهة لا تعرف التهاون

وفي سياق متصل، شدّد وكيل وزارة الزراعة على أن حماية الرقعة الزراعية تمثل أولوية قصوى، حيث تم تنفيذ المرحلة الثالثة من الموجة 26 لإزالة التعديات، خلال الفترة من 7 يوليو حتى 24 يوليو 2025، وأسفرت الحملة عن إزالة 90 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية، بمساحة تُقدَّر بـ 3 أفدنة و14 قيراطًا و22 سهمًا.

وتتم الإزالات بالتنسيق الكامل مع مديرية الأمن ومجالس المدن والوحدات المحلية، بهدف التصدي الفوري لأي محاولة لتبوير أو البناء على الأراضي الزراعية.

خارطة المحاصيل.. تنوع يخدم الأمن الغذائي

رغم عدم وجود ظهير صحراوي بالمحافظة، إلا أن الشرقية تمتلك 872,477 فدانًا من الأراضي المزروعة، من إجمالي المسطح الكلي الذي يبلغ 1,169,285 فدانًا، مما يجعلها من أهم المحافظات المنتجة للمحاصيل بأنواعها.

● أبرز المحاصيل الشتوية:

القمح: 370,183 فدانًا

بنجر السكر: 107,994 فدانًا

أهم المحاصيل الصيفية والبستانية:

الذرة البيضاء: 221,824 فدانًا

الذرة الصفراء: 41,882 فدانًا

الأرز: 29,389 فدانًا

القطن: 36,856 فدانًا

عباد الشمس: 31,420 فدانًا

البطاطس: 8,087 فدانًا

السمسم: 14,771 فدانًا

الفول السوداني: 12,565 فدانًا

الفراولة: 2,927 فدانًا

الفول البلدي: 6,804 فدانًا

هذا التنوع في الزراعة يُساهم في استقرار السوق المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من عدة محاصيل أساسية.

ضبط الأسواق الزراعية.. رقابة حاسمة على المبيدات والأسمدة

ضمن جهود مكافحة الغش التجاري في مستلزمات الإنتاج، نفّذت مديرية الزراعة بالتعاون مع شرطة المسطحات حملات تفتيش واسعة على المحلات المرخصة وغير المرخصة، أسفرت عن ضبط مبيدات وأسمدة مغشوشة وغير مسجلة، خاصة حبوب التبخير الممنوعة.

وتم توجيه إنذارات قانونية للمحال المخالفة، إضافة إلى تنظيم دورات إرشادية وتوعوية لمسؤولي المحال لتدريبهم على الأساليب الصحيحة لتداول المبيدات، والتعريف بمخاطر استخدام الأنواع غير المسجلة.

ويبلغ عدد المحال المرخصة حاليًا:

محال مبيدات: 215 محلًا

محال أسمدة: 315 محلًا

بإجمالي: 530 محلًا مرخصًا

منظومة الأسمدة.. توزيع منظم وعدالة في الصرف

وفي إطار ضبط آليات توزيع الأسمدة، تُقدر احتياجات الشرقية للموسم الصيفي بحوالي 100 ألف طن، ولموسم الشتاء ما بين 85 إلى 100 ألف طن. وتقوم المديرية بإعداد برنامج شهري دقيق لتحديد احتياجات الجمعيات الزراعية بناءً على المساحات المنزرعة.

كما يتم تشكيل لجان رقابية لمتابعة صرف الأسمدة والتأكد من الالتزام بالمخصصات، وضبط أي تلاعب في المنظومة، مع إحالة المخالفين إلى النيابة الإدارية أو العامة حسب نوع المخالفة، بما يضمن الشفافية في التوزيع.

مستقبل واعد للزراعة.. خطوات ثابتة نحو التنمية المستدامة

وفي ختام حديثه، أكد المهندس عماد جنجن أن المديرية تضع في مقدمة أولوياتها التوسع الأفقي والرأسي في الزراعة، وتحقيق الاستغلال الأمثل لكل الموارد المتاحة، مع التركيز على جودة المحاصيل وتوفير الأسمدة والتقاوي الجيدة، إضافة إلى تحفيز المزارعين ومتابعة الحصاد لحظة بلحظة.

ومع اقتراب مواسم الحصاد، تترقب المحافظة نتائج هذه الخطط الطموحة، التي لا تعزز فقط الأمن الغذائي، بل تُرسخ لمرحلة جديدة من النهضة الزراعية المستدامة، في واحدة من أكثر المحافظات إنتاجًا وريادة في الزراعة المصرية.