الجزائر تتجه للاكتفاء الذاتي من الحليب المجفف

تستعد الجزائر لتنفيذ مشروع ضخم من شأنه أن يغير ملامح قطاع الألبان في البلاد ويعزز أمنها الغذائي، إذ تخطط لإقامة أكبر مزرعة ألبان متكاملة ومصنع لإنتاج الحليب المجفف في العالم بولاية أدرار، ما سيضع حدا للاعتماد الكبير على الواردات.
وجرى توقيع اتفاقية المشروع في العاصمة الجزائرية بين الحكومة وشركة "بلدنا" القطرية والشركة الألمانية العملاقة "جي إي إيه"، التي ستتولى توفير حلول تكنولوجية متكاملة تشمل بناء المزرعة ومرافق المعالجة. وتقدر تكلفة الاستثمار بين 140 و170 مليون يورو، مع اكتمال الأعمال الرئيسية بحلول النصف الثاني من عام 2025، وبدء مرحلة البناء مطلع 2026 على بعد نحو 90 كيلومترا من مركز ولاية أدرار.
ومن المقرر أن يبدأ المصنع في الإنتاج التدريجي فور الافتتاح، ليصل إلى طاقته القصوى بنهاية عام 2027، بطاقة تصل إلى 100 ألف طن سنويا، وهو ما سيلبي نصف احتياجات السوق المحلية، ويقلل بشكل كبير من واردات البلاد، التي تحتل حاليًا المرتبة الثالثة عالميا في استيراد الحليب المجفف.
وسيتم تنفيذ المشروع من خلال الكيان المشترك "بلدنا الجزائر"، بتمويل من الصندوق الوطني الجزائري للاستثمار وشركة بلدنا، مع توقعات بتوفير أكثر من خمسة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، والالتزام بأعلى المعايير الدولية في الإنتاج والجودة.
وصف ستيفان كليبرت، الرئيس التنفيذي لشركة "جي إي إيه"، المشروع بأنه ليس مجرد مصنع، بل نموذج مستقبلي يدعم الأمن الغذائي ويحفز النمو الاقتصادي، فيما أكد محمد معتصم الخياط، الرئيس التنفيذي لشركة "بلدنا"، أن المشروع يجمع نخبة الخبراء العالميين لضمان إنجازه وفق أرقى المواصفات.
ويعد هذا الاستثمار من أضخم المشاريع في قطاع الألبان الإفريقي، ومن المتوقع أن يعزز مكانة الجزائر كمنافس قوي في صناعة الألبان العالمية، مع إحداث تحول جوهري في قدراتها الإنتاجية خلال السنوات المقبلة.