الجزائر تضاعف إنتاجها الزراعي 3 مرات وتستعد لدخول الأسواق الأوروبية

حققت الزراعة الجزائرية نموا ملحوظا خلال العقد الماضي، إذ تضاعف إنتاج البلاد الزراعي ثلاث مرات بفضل الظروف المناخية المواتية، وخصوبة التربة، والدعم الحكومي المتزايد للقطاع.
وبينما تُعد إسبانيا المنتج الأبرز للفواكه والخضراوات في أوروبا، تُقدّم الجزائر اليوم منتجات زراعية وفيرة وذات أسعار تنافسية تشمل الطماطم، والكوسة، والفلفل، والبرتقال، والتمر، والبطيخ، والخضراوات الورقية.
ورغم هذا النمو السريع، لا تزال الخدمات اللوجستية والتصديرية تمثل تحديًا رئيسيًا، نظرًا لنقص البنية التحتية لسلاسل التوريد والتبريد اللازمة لتصدير المنتجات بكفاءة إلى أوروبا. لكن مؤشرات التغيير باتت واضحة.
بدأت سلاسل المتاجر الأوروبية الكبرى ومكاتب التوريد بدراسة السوق الجزائرية كبديل محتمل عن مصادر الإنتاج التقليدية، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الزراعة في إسبانيا ودول الاتحاد الأوروبي. وتُعد الجزائر، بأراضيها الزراعية الواسعة وغير المستغلة بالكامل، فرصة واعدة لتلبية الطلب الأوروبي بكفاءة أعلى وتكلفة أقل.
ويُظهر عدد متزايد من المستثمرين الإسبان اهتمامًا بالاستثمار في الجزائر، سواء في مشروعات الصوب الزراعية، أو التخزين المبرد، أو سلاسل الإمداد الموجهة للتصدير. ويكمن عنصر الجذب في القدرة الإنتاجية العالية والكلفة التنافسية التي تميز المزارع الجزائرية.
لكن لتحقيق طموح التحول إلى مورد رئيسي للأسواق الأوروبية، تحتاج الجزائر إلى تعزيز جاهزيتها التصديرية، من خلال تحسين شبكات النقل، وتحديث نظم التعبئة والتغليف، وضمان مطابقة المنتجات للمعايير الغذائية الأوروبية، إلى جانب تطوير سلاسل تبريد حديثة.
في ظل هذه الديناميكيات، تتحول الجزائر من نجاح زراعي محلي إلى فاعل تنافسي عالمي في سوق الفواكه والخضراوات، ما يلفت انتباه المستوردين الأوروبيين الباحثين عن مصادر جديدة أكثر كفاءة وربحية.