تقلب الطقس يعيد رسم ملامح أسواق الحبوب والزيوت النباتية

تستعد أسواق الحبوب والبذور الزيتية العالمية لموجة من التغيرات في الأسابيع المقبلة، بفعل تقلبات مناخية حادة تتوزع بين ارتفاع شديد في الحرارة في الولايات المتحدة، ونقص هطول الأمطار في منطقة البحر الأسود، وأجواء رطبة مواتية في أستراليا.

في الولايات المتحدة، يُتوقع أن تضرب موجة حر ولايات الغرب الأوسط والسهول مطلع هذا الأسبوع، حيث ستتجاوز درجات الحرارة 35 درجة مئوية، ما قد يزيد الضغط على المحاصيل التي تعاني بالفعل من نقص الأمطار. ورغم ذلك، قد تحمل بعض العواصف المرتقبة أمطارا وانخفاضا في درجات الحرارة في وقت لاحق من الأسبوع. وبحسب وزارة الزراعة الأمريكية، لا تزال الظروف الجوية في معظم مناطق الزراعة الأساسية جيدة، مما دفعها لرفع توقعات حصاد الذرة بمقدار 26 مليون طن ليصل إلى مستوى قياسي عند 425 مليون طن.

في كندا، جلبت الأمطار الغزيرة هذا الأسبوع فوائد للمحاصيل المتأخرة، لكنها أعاقت الحصاد المبكر وأثرت على جودة الإنتاج. كما لم تفلح الأمطار في إنقاذ حقول الكانولا في الشرق التي تواجه ظروف جفاف مزمنة، بينما يُتوقع استمرار الهطول الأسبوع المقبل مما قد يبطئ عمليات الحصاد ويضغط على الجودة أكثر.

أوروبا تستعد لأجواء جافة وحارة خلال الأسبوعين القادمين، وهو ما سيتيح إنهاء حصاد الحبوب المبكر لكنه قد يضر بمحاصيل الذرة وفول الصويا ويؤخر زراعة بذور اللفت الشتوية. ورغم توقع هطول أمطار متفرقة في بعض المناطق، فإنها لن تكون كافية لتوفير ظروف مثالية للزراعة.

أما أوكرانيا، فقد شهدت طقسا جافا ودافئا ساعد على استكمال حصاد المحاصيل المبكرة وزراعة بذور اللفت الشتوية، لكن نقص الأمطار يهدد سرعة الإنبات، خصوصا في الجنوب والشرق حيث يستمر الجفاف في تقليص إمكانات المحاصيل المتأخرة. الوضع لا يختلف كثيرا في جنوب غرب روسيا، حيث الجفاف والحرارة يقللان من إنتاجية الذرة وعباد الشمس، بينما تبقى الظروف في المناطق الوسطى والشرقية أكثر ملاءمة للنمو.

في المقابل، استفادت غرب أستراليا هذا الأسبوع من موجة أمطار جديدة حسنت حالة المحاصيل الشتوية بعد فترة السكون الشتوي، بينما شهد الشرق أمطارا أخف حدة مع توقع ازديادها في الأسبوع المقبل.

وفي الصين، تتزايد معدلات هطول الأمطار في المناطق القاحلة بوسط البلاد مع احتمال وصول إعصار آخر الأسبوع القادم، ما قد يحسن حالة محاصيل الذرة وفول الصويا، في حين تبقى بقية مناطق الزراعة في وضع جوي ملائم للإنتاج.

هذه التطورات المناخية المتباينة من قارة إلى أخرى تعكس صورة سوق زراعية عالمية تتأرجح بين مخاطر الطقس القاسي وفرص تحسن الإنتاج، وهو ما سيترك أثرا مباشرا على حركة الأسعار والتجارة الدولية في الفترة المقبلة.