قشر البرتقال بديل ذكي لمواجهة غلاء الأعلاف

كشفت الدكتورة حنان أحمد حسنين، رئيس قسم بحوث المخلفات بمركز البحوث الزراعية، عن أهمية قشور البرتقال كمكون علفي بديل يحقق قيمة غذائية عالية للماشية والدواجن، إلى جانب دوره في خفض التكاليف وتقليل التأثيرات البيئية السلبية لتلك المخلفات.
وأوضحت حسنين أن سيلاج قشور البرتقال يتميز بتركيبة غذائية متكاملة، حيث يحتوي على نسبة مواد صلبة ذائبة تتراوح بين 21% إلى 35%، ومعدل هضم يتجاوز 90%، بالإضافة إلى نحو 7% بروتين و12.5% ألياف، فضلًا عن طاقة ممثلة تصل إلى 3.42 ميجا كالوري/كجم مادة جافة، ما يجعله خيارًا مثاليًا في علائق الحيوان.
وأضافت أن القشور تُستخدم سواء كانت طازجة أو مجففة، وتُعد بديلًا واعدًا للذرة في تركيبات أعلاف الدواجن، حيث أظهرت التجارب أن قشر البرتقال المجفف يساهم في زيادة الاستهلاك العلفي وتحسين الوزن النهائي للطائر، مع تقليل تراكم الدهون في الكبد والبطن، وتحسين صفات الذبيحة والصحة العامة.
حل بيئي واقتصادي لمشكلة المخلفات
لفتت حسنين إلى أن كميات قشور البرتقال المتزايدة الناتجة عن مصانع العصائر والتعبئة تمثل تحديًا بيئيًا حقيقيًا نظرًا لارتفاع محتواها من الرطوبة والسكريات، ما يسرع من تلفها وتخمرها، مهددة البيئة وصحة الإنسان. وقدمت حلاً عمليًا يتمثل في خلط القشور بمواد جافة مثل التبن أثناء إجراء السيلاج، إلى جانب إضافة ملح بنسبة 25 جرامًا/كجم للحد من الفساد الميكروبي للسيلاج الناتج.
تأثيرات ملموسة على إنتاج الحليب ونمو الأغنام
في سياق متصل، أشارت إلى أن إدخال قشور البرتقال كجزء من سيلاج الأبقار الحلابة لم يؤثر سلبيًا على إنتاجية أو جودة الحليب، بل أظهر نتائج إيجابية، منها زيادة طفيفة في كمية الغذاء المستهلك وتحسن أداء القطيع. كما سجلت نتائج تجريبية ارتفاعًا في معدلات إنتاج اللبن والدهن في الأغنام الحلابة بنسبة تصل إلى 12% و16% على التوالي، عند الاستبدال الجزئي بالسيلاج القائم على قشر البرتقال.
قيمة غذائية عالية ومنافع صحية للدواجن
وأكدت حسنين أن قشور البرتقال تحتوي على مضادات أكسدة طبيعية، ومركبات مضادة للبكتيريا، أبرزها تلك الفعالة ضد بكتيريا الإشريكية القولونية، مما يعزز المناعة ويحسن أداء الجهاز الهضمي للدواجن. وأثبتت الدراسات أن إضافة 2% من القشر المجفف شمسيًا إلى علائق دجاج التسمين يحسن الأداء الإنتاجي من حيث زيادة كمية الأكل والوزن وانخفاض دهون البطن والكبد.
توصيات مهمة للاستخدام الآمن والفعّال
وفي إطار ضمان الاستخدام الآمن، نصحت بألا تتجاوز نسبة قشور البرتقال في الأعلاف عمومًا 20%، بسبب طعمها المر، مع ضرورة إدخالها بشكل تدريجي لتجنب الاضطرابات الهضمية. كما أوصت باستخدام مستخلصات البرتقال كمضافات طبيعية ضمن العلائق لرفع كفاءة التحويل الغذائي وتحسين النمو، لا سيما مع ارتفاع أسعار العلف التقليدي.
حلول واقعية لتقليل تكلفة الإنتاج
اختتمت حسنين حديثها بالتأكيد على أن استخدام مخلفات التصنيع الغذائي مثل قشور البرتقال يُعد من البدائل الاستراتيجية التي تفتح آفاقًا جديدة أمام مشروعات تربية الحيوان، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الأعلاف التقليدية، التي تمثل نحو 75% من إجمالي تكلفة الإنتاج الحيواني، مشددة على أهمية نشر الوعي وتعريف المربين بهذه البدائل الفعالة، بما يحقق توازنًا اقتصاديًا في منظومة الإنتاج الحيواني، ويدعم توجه الدولة نحو الاستدامة وتقليل الفاقد.