بالمصايد والمصانع.. جريدة« الأرض» ترصد خطة إنقاذ الرمان في أسيوط

قال الدكتور عبد الرحيم أحمد عبد الرحيم، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة أسيوط، إن المحافظة وضعت حجر الأساس لأول مصنع لتجهيز وتعبئة الرمان بمنطقة الكوم الأحمر في مركز البداري، بحضور رسمي من قيادات المحافظة، وتنسيق مباشر بين الدكتور علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط، في إطار خطة طموحة لدعم محصول الرمان الاستراتيجي وتحقيق قيمة مضافة لهذا المورد الزراعي الواعد.
الرمان.. ذهب أحمر ينهض بأسيوط زراعيًا واقتصاديًا
وأوضح ، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة أسيوط، إن مركز البداري يشتهر بزراعة الرمان ويُلقب بـ"ملك الرمان"، حيث تبلغ المساحة المزروعة بهذا المحصول في أسيوط نحو 11,400 فدان، منها 5,000 فدان فقط بمركز البداري.
وأشار إلى أن التربة الخصبة للبداري، وقربها من نهر النيل، وسهولة الصرف، جعلت المنطقة مركزًا رئيسيًا لزراعة الرمان في مصر، موضحًا أن المزارعين في المنطقة يمتلكون خبرات تراكمية تمتد لأكثر من 10 إلى 15 عامًا، ما يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع تغيرات المناخ والتحديات الزراعية.
استجابة سريعة لشكاوى المزارعين من الآفات والأسعار
وأكد عبد الرحيم أن بعض المزارعين أبدوا تخوفهم من ارتفاع تكلفة مستلزمات الإنتاج وظهور بعض الآفات التي تؤثر على جودة المحصول، ولا يوجد لها مبيد متخصص. وبناءً عليه، تم التواصل مع وزير الزراعة، الذي استجاب بشكل فوري، وكلف الإدارة المركزية لمكافحة الآفات بإرسال فريق متخصص إلى الموقع.
وبالفعل، وصل فريق ميداني مجهز بـ:
100 مصيدة لذبابة الفاكهة
100 مصيدة لذبابة الخوخ
12 عبوة جاذبة جنسيًا
وأوضح أن كل مصيدتين يمكن أن تنشطا ما يقرب من 25 فدانًا من أشجار الرمان، مما يُعد حلاً فعالًا لمواجهة الآفات الموسمية وتعزيز جودة الإنتاج.
مصنع الكوم الأحمر... رئة جديدة لتسويق الرمان
أضاف وكيل الوزارة أن إنشاء مصنع الكوم الأحمر جاء استجابة لاحتياجات المزارعين في المنطقة، ونتيجة طبيعية لتمركز زراعة الرمان بها، ما يُسهم في دعم تسويق المحصول والتوسع في التصدير.
وأوضح أن المصنع يتمتع بموقع استراتيجي على مقربة من محور "الظهير الصحراوي"، الذي يجري العمل على افتتاحه بطول 27 كيلومترًا لربط مركز البداري بمدينة سفاجا على البحر الأحمر، ما يسهل حركة النقل ويقلل من الضغط المروري داخل المدن.
كما يُدرس حاليًا طرح أراضٍ على جانبي الطريق لصالح المزارعين، بعقود إيجار طويلة الأجل تصل إلى 20 عامًا، بهدف التوسع في الرقعة الزراعية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل التصديرية.
مركز تحليل المبيدات في أسيوط.. خطوة نحو التصدير الآمن
واختتم عبد الرحيم حديثه مشددًا على ضرورة التزام المزارعين بتوصيات وزارة الزراعة، خاصة فيما يتعلق بمكافحة متبقيات المبيدات التي تُعد شرطًا أساسيًا للتصدير.
وأضاف أنه تم إنشاء فرع لمركز تحليل متبقيات المبيدات داخل مديرية الزراعة بشارع الجلاء في أسيوط، ليخدم مزارعي المحافظة ويوفر الوقت والتكلفة، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص غرفتين وقاعة تدريب للمزارعين داخل المديرية، وتم تجهيزهما بالكامل بالتعاون مع الجهات الداعمة مثل الاتحاد الأوروبي ومنظمة الفاو.
وأكد أن أي مشروع تنموي أو دعم خارجي يخص القطاع الزراعي يتم الاستفادة منه لتطوير هذه البنية، سواء بتوفير الأجهزة أو تجهيز المعامل، لضمان مواكبة المعايير الدولية في إنتاج وتصدير المحاصيل.
ختامًا... من الرمان إلى التنمية المتكاملة
ما يجري في أسيوط ليس مجرد زراعة منتج، بل هو نموذج متكامل للتنمية الزراعية والصناعية والتجارية، حيث يتم تسخير العلم والدعم الحكومي والخبرة الميدانية لتحويل الرمان إلى قصة نجاح وطنية.
إن إنشاء المصنع، وتوفير الدعم الفني، وتسهيل التصدير، كلها خطوات ترسم ملامح مستقبل مشرق للمنتج المصري، وتحول محافظات الصعيد إلى مراكز إنتاج وتصدير واعدة في قلب خريطة الاقتصاد القومي.