الأرض
الخميس 31 يوليو 2025 مـ 06:31 مـ 5 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

آلة دراس مبتكرة تقلب موازين الزراعة المصرية

آلة دراس مبتكرة
آلة دراس مبتكرة

نجح معهد بحوث الهندسة الزراعية بمركز البحوث الزراعية في تطوير وتصنيع آلة دراس وتعبئة تبن محليًا بنسبة 100%، في خطوة واعدة تُعد الأولى من نوعها لخدمة صغار المزارعين وتحقيق الاستقلال الصناعي الزراعي.

ويأتي هذا الإنجاز في إطار تنفيذ توجيهات الدكتور علاء الدين فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وبتكليف مباشر من الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، الذي شدد على ضرورة توطين صناعة الآلات الزراعية محليًا، خصوصًا تلك التي تُلبي احتياجات الفلاح البسيط وتواجه التحديات المناخية والاقتصادية.

تكنولوجيا ميدانية... آلة مبتكرة تتحرك وتدرس القمح دون كومات

تحت إشراف مباشر من الدكتور يسري الصياد، مدير معهد بحوث الهندسة الزراعية، تم تطوير آلة دراس مزودة بإمكانية التحرك أثناء العمل، ما يتيح إجراء عملية الدراس دون الحاجة إلى تجميع قش القمح في كومات كما هو الحال في النظم التقليدية الثابتة. ويُعد هذا التطوير نقلة نوعية في تقنيات الحصاد، لما يوفره من وقت وجهد ويقلل من نسبة الفاقد.

خزان مبتكر يقلل التلوث ويُحسن جودة التبن

نظرًا للأهمية الحيوية لمحصول التبن في تغذية الماشية، شمل الابتكار تصميم خزان محكم لتجميع التبن، تم تركيبه على نفس شاسيه آلة الدراس. ويتميز هذا الخزان بقدرته على حفظ التبن من التبعثر بفعل الرياح، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تؤثر على البيئة الزراعية، كما يمنع تلوث الهواء ويُنتج تبنًا نظيفًا وعالي الجودة.

نظام تعبئة ذكي للحبوب يوفر الوقود ويحمي القمح

ولم يتوقف التطوير عند التبن فقط؛ بل شمل كذلك حبوب القمح، حيث تم تصميم وتصنيع جهاز محلي جديد أشبه بـ"الساقية"، يعمل على تعبئة الحبوب في الأجولة بسهولة كبيرة، مع تقليل فاقد الحبوب ومنع تناثرها كما كان يحدث في النظام التقليدي، بالإضافة إلى خفض استهلاك الوقود أثناء التشغيل.

ارتياح كبير بين المزارعين: "وفر جهدًا ووقتًا وأمانًا"

وأعرب عدد من المزارعين عن رضاهم الكامل بهذا التطوير غير المسبوق، مؤكدين أن الآلة الجديدة وفّرت عليهم الجهد والوقت، وساهمت في تقليل العمالة المطلوبة بنسبة 50%، وتقليص مدة الدراس بنحو 15%، فضلًا عن سهولة نقل التبن خارج الحقل أثناء العمل، وهو ما يتيح لهم سرعة تجهيز الأرض للموسم الزراعي التالي.

كما أشاروا إلى أن وجود وسائل أمان كاملة على جميع أجزاء الآلة المتحركة ساهم في رفع مستوى الأمان أثناء التشغيل، مؤكدين أن الابتكار يمثل حلًا عمليًا لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه الفلاحين في الوقت الراهن.

نقلة جديدة نحو التصنيع الزراعي المحلي

يمثل هذا الابتكار بداية واعدة في مسار الاعتماد على الذات في تصنيع المعدات الزراعية، ويؤكد أن الخبرات البحثية المصرية قادرة على تقديم حلول عملية ومبتكرة لتطوير القطاع الزراعي، ودعم صغار المزارعين بشكل حقيقي وملموس، وبصناعة محلية خالصة.