الأرض
الخميس 29 مايو 2025 مـ 06:54 مـ 1 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بسبب الهيمنة المصرية.. شركات البطاطا الحلوة في الأندلس تغلق أبوابها

تشهد شركات البطاطا الحلوة في إقليم الأندلس الإسباني أزمة خانقة، دفعت بعضها إلى إغلاق أبوابها، وسط تصاعد المنافسة مع المنتج المصري، الذي يغزو الأسواق الأوروبية بأسعار منخفضة، لا سيما خلال ذروة الطلب بين شهري أكتوبر ويناير.

تُعد التربة الرملية في مناطق مثل مالقة وهويلفا وأليكانتي مثالية لزراعة البطاطا الحلوة، التي بدأت تحظى بشعبية متزايدة في إسبانيا، رغم أنها لا تزال منتجاً ناشئاً مقارنةً بإقبال المستهلكين في أسواق مثل المملكة المتحدة وإيطاليا.
ويقول فرانسيسكو مورا، نائب مدير شركة "أجروباكو" المتخصصة في إنتاج الخضراوات، إن المنافسة المصرية باتت تهدد بقاء القطاع، موضحاً أن مصر، بفضل بيئتها الرملية ومياهها الوفيرة، أصبحت منافساً رئيسياً خلال السنوات الأخيرة، في ظل ما يصفه بـ"ممارسات غير عادلة" على صعيد الجودة والاستدامة وشروط العمل.
وأشار مورا إلى أن تدفق البطاطا الحلوة المصرية بأسعار منخفضة خلال موسم الذروة يُلحق أضراراً كبيرة بالمزارعين المحليين، الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن مجاراة هذا الإغراق. كما حذر من أن بعض الشحنات القادمة من الخارج لا تفي بالمعايير الصحية المطلوبة، مما يزيد من خطر انتشار العفن والبكتيريا في الأسواق.
وأكد مورا أن القطاع يعاني من اختناق تنظيمي بسبب سياسات زراعية أوروبية وصفها بـ"غير المعقولة"، مطالباً بموقف أكثر حزماً من المؤسسات لحماية المنتجين المحليين. وقال: "لا يمكننا الشكوى من تراجع الزراعة وغياب الأجيال الجديدة عنها، بينما تُترك الأبواب مفتوحة أمام منافسة غير متكافئة".
وفي سياق آخر، أوضح مورا أن شركته تزرع البروكلي فقط في فصل الشتاء، وتتمتع بتاريخ طويل في تزويد العائلة المالكة البريطانية ومتاجر هارودز والمدارس بمنتجاتها. كما شدد على الحاجة إلى دعم مؤسسي أكبر لتعزيز استهلاك خضراوات مثل اليقطين والبروكلي الروماني، في ظل تغير العادات الغذائية وتراجع الإقبال على الطبخ وتناول الخضراوات التقليدية.