شعبة الخضروات: السوق بحاجة لضربات رقابية حاسمة
كشف حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن أسعار الخضروات والفاكهة تظل على رأس قائمة اهتمامات المواطن المصري، لا سيما في ظل ارتفاع الأعباء المعيشية. هذه السلع اليومية لم تعد مجرد مكونات على مائدة الطعام، بل تحولت إلى مرآة تعكس الواقع الاقتصادي وأزماته، فكل ارتفاع أو انخفاض في أسعارها يُحدث أثرًا مباشرًا في ميزانية الأسرة المصرية.
تلاعب البعض يربك السوق... والجهات الرقابية تتحرك
وقال، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة، إن السوق يواجه تحديات حقيقية، أبرزها تلاعب بعض التجار بالأسعار، والتجاوزات في الأوزان، فضلًا عن تفاوت المعروض في بعض الفترات نتيجة التغيرات المناخية أو مشاكل الإنتاج. وأضاف أن هذه التجاوزات لا يمكن التعامل معها بعشوائية، مشيرًا إلى أن الضبط يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف.
وأوضح النجيب أن الأسعار في النهاية تخضع لقانون العرض والطلب، وهو ما يعني أن زيادة الإنتاج تؤدي إلى انخفاض الأسعار والعكس صحيح، مؤكدًا أن أي محاولات فردية من بعض التجار لرفع الأسعار لا تصمد طويلًا أمام السوق المفتوح، خاصةً أن الخضروات والفاكهة سلع سريعة التلف ولا تحتمل التخزين أو الاحتكار.
الغرف التجارية.. عين على السوق وتواصل مع الجهات الرسمية
وأشار إلى أن شعبة الخضروات والفاكهة، بالتنسيق مع وزارة التموين والجهات الرقابية، تقوم بمتابعة السوق بشكل يومي، لرصد حركة البيع والشراء، وضبط المخالفات، مشددًا على أن الإعلان اليومي عن الأسعار على المنصات الرسمية هو أحد أدوات الشفافية، التي تتيح للمواطنين معرفة السعر الحقيقي وتحديد ما إذا كان هناك تلاعب.
وأضاف النجيب أن الشعبة ترفع تقارير دورية إلى الجهات المعنية في حال وجود أي أزمة أو اختلال في السوق، ليتم التعامل معها بشكل فوري، سواء بسبب نقص في المعروض أو تجاوزات من بعض التجار، مشيرًا إلى أن التنسيق المستمر بين الجهات الحكومية والغرف التجارية هو ما يحمي السوق من الانفلات.
المواطن شريك في الرقابة... والتكنولوجيا سلاح فعال
وتابع نائب رئيس الشعبة أن ضبط السوق لا يمكن أن يتم فقط من خلال الجهات الرسمية، بل يحتاج إلى تفاعل المواطن نفسه، إذ ينبغي على المستهلك الإبلاغ فورًا في حال اكتشاف غش في الوزن أو الأسعار. وأكد أن هناك تعاونًا قويًا بين جهاز حماية المستهلك ومباحث التموين لضبط المخالفين، واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.
في السياق نفسه، أشار النجيب إلى أن التكنولوجيا أصبحت لاعبًا أساسيًا في قطاع تداول الخضروات والفاكهة، إذ تسهم الوسائل الرقمية في رصد البيانات وتحليلها، وتساعد التجار والمنتجين على اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على المعلومات اللحظية. كما أن رفع وعي صغار التجار والمزارعين بالحلول الرقمية من شأنه أن يحسّن كفاءة التوزيع، ويقلل الفاقد، ويضمن جودة أعلى للمستهلك.
السوق لن ينضبط بدون وعي... والجودة تحدد السعر
وأكد النجيب على أن تحديد سعر أي منتج يعتمد على جودته وحجمه وتوقيت توافره، مؤكدًا أن السوق المصري يسير بنفس آليات أسواق المال، حيث يتحدد السعر وفقًا لحجم المعروض وحركة البيع والشراء.
وقال:"الرقابة وحدها لا تكفي، بل نحتاج إلى وعي مشترك بين الجهات الرسمية، والتاجر، والمواطن. وحده الوعي القادر على ضبط السوق واستقرار الأسعار."
