الأرض
الأحد 4 مايو 2025 مـ 09:37 مـ 6 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

توقعات بقاء أسعار القمح منخفضة ما لم ترتفع الذرة

أسعار القمح
أسعار القمح

تشير التوقعات إلى أن أسعار القمح ستظل منخفضة خلال فصل الربيع، ما لم تحدث صدمة في سوق الذرة تدفع الأسعار إلى الارتفاع. فقد تراجعت العقود الآجلة للقمح منذ أن بلغت ذروتها في منتصف فبراير، متأثرة بتهديدات تجارية، خاصة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول فرض رسوم جمركية، إضافة إلى تحسن آفاق الإنتاج في أوروبا وروسيا.

وساهم الأمل المؤقت في وقف إطلاق النار بأوكرانيا في تهدئة الأسواق، لكن تجدد القتال أضعف هذا التأثير. في غضون ذلك، لم يُظهر القمح مؤشرات على التعافي، حيث تراجعت العقود الآجلة للقمح الأحمر الصلد بنسبة 15%، والقمح الربيعي بنسبة 10%.

وفي كندا، خفّف تحسّن القاعدة الأساسية من انخفاض الأسعار النقدية، حيث تراجع سعر قمح CWRS رقم 1 بنسبة 4.5% في جنوب غرب ساسكاتشوان. ويرتبط هذا الانخفاض بشكل كبير بتوقعات بارتفاع مخزونات نهاية العام، إذ تتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تصل نسبة مخزون القمح الأحمر الصلب إلى 64% من الاستخدام، مقارنةً بـ36% قبل عامين، ما يُعد مؤشرًا على وفرة المعروض.

على الرغم من أن المحصول الشتوي في الولايات المتحدة يواجه تحديات مثل الجفاف، خصوصًا في نبراسكا، فإن التوقعات المناخية لشهر مايو تشير إلى هطول أمطار طبيعية. وتُظهر بيانات الزراعة انخفاضًا طفيفًا في المساحات المزروعة بالقمح بمختلف أنواعه، لتسجل 45.4 مليون فدان، وهو أدنى مستوى منذ عام 1919.

وفي روسيا، تحسنت حالة القمح هذا الربيع، لكن الإنتاج لا يزال دون مستويات السنوات الماضية، حيث يُتوقع أن يبلغ 79.7 مليون طن، بانخفاض عن 81.6 مليون طن في 2023. أما أوروبا، فتُعوّل على انتعاش بعد موسم سابق مخيب، رغم الجفاف الذي يضرب شمال القارة حاليًا.

الصين، من جانبها، تتجه نحو حصاد مستقر، وقد قلصت وارداتها من القمح إلى 3.5 مليون طن فقط، بعد أن بلغت أكثر من 13 مليونًا في كل من العامين الماضيين.

في ظل هذا السياق، لا يبدو أن هناك محفزات حالية ترفع أسعار القمح بشكل مباشر، إلا أن الذرة قد تلعب دورًا غير مباشر في هذا الصدد. فأسعار الذرة في البرازيل مرتفعة هذا العام بفضل الطلب المتزايد من مصانع الإيثانول، رغم تحسّن الطقس في أبريل. وإذا تعرض محصول الذرة في أمريكا الجنوبية لمزيد من الجفاف في مايو، فقد ترتفع أسعار الذرة عالميًا، مما قد يدفع مربّي الماشية لاستخدام القمح بديلاً غذائيًا أرخص، ويُحسن الطلب عليه.

ومع ذلك، قد يُخفف ارتفاع مساحة زراعة الذرة في الولايات المتحدة — بزيادة 4.7 مليون فدان هذا الموسم — من هذا التأثير. وقد دفع القلق بشأن صادرات فول الصويا إلى الصين العديد من المزارعين إلى التحول نحو الذرة، ما يزيد من المعروض العالمي المتوقع.

في المحصلة، لا يبدو أن القمح في طريقه للتعافي السعري ما لم تُحدث الذرة مفاجأة كبيرة في السوق العالمية.

موضوعات متعلقة