أوكرانيا تعيد توزيع الأراضي الزراعية.. تراجع الحبوب وازدهار للبذور الزيتية

تتجه أوكرانيا، أحد أبرز منتجي الحبوب في العالم، نحو إعادة توزيع مساحات زراعتها الزراعية، مع تراجع ملحوظ في إنتاج الحبوب مقابل توسع كبير في زراعة البذور الزيتية، بحسب توقعات وزارة الزراعة الأمريكية.
فبعد الحصاد القياسي في موسم 2021/2022، سجل إنتاج الحبوب (القمح، الذرة، الشعير) في موسم 2024/2025 واحدًا من أدنى مستوياته خلال العقد الأخير، بانخفاض بلغ 34% نتيجة تقلص المساحات المزروعة. هذا التحول يُهدد بخفض حصة أوكرانيا من الصادرات العالمية في المواسم المقبلة.
في المقابل، اكتسبت محاصيل البذور الزيتية مثل عباد الشمس وفول الصويا وبذور اللفت جاذبية أكبر للمزارعين، بفضل هوامش الربح المرتفعة، وشبكة المعالجة المحلية المتطورة، والطلب الخارجي المتزايد على زيوتها ومنتجاتها.
وسجّل موسم 2023/2024 أعلى مستوى على الإطلاق من المساحات المزروعة بالبذور الزيتية، وهو الاتجاه الذي استمر في الموسم الحالي، مع نمو بأكثر من 30% خلال عشر سنوات.
وتتوقع وزارة الزراعة الأمريكية أن تشهد مساحة زراعة بذور اللفت تراجعًا في موسم 2025/2026 بسبب ظروف الزراعة الخريفية الصعبة، بينما تبقى التوقعات بالنسبة لعباد الشمس وفول الصويا غير واضحة، وإن كانت المساحة الإجمالية للبذور الزيتية مرجحة للاستقرار.
ويرى الخبراء أن هذا التحول قد يجعل مساحات البذور الزيتية مساوية لمساحات الحبوب لأول مرة في تاريخ أوكرانيا الحديث، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في أولويات المزارعين تجاه المحاصيل الأعلى ربحية والأكثر طلبًا عالميًا.