الإثنين 29 أبريل 2024 مـ 04:17 صـ 20 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

«حماية البحيرات» تحذر: التغييرات المناخية تسبب نفوق أسماك البلطي بشكل كبير

أسماك البلطي
أسماك البلطي

قال خبراء فى الثروة السمكية، إن التغييرات المناخية تؤثر علي جميع الكائنات الحية علي سطح الأرض أو داخل البحار، مما يضطر الباحثين في كل القطاعات المعنية بالحفاظ علي الأمن الغذائي القومي إلي التوصل لآليات تهدف إلي إيجاد طرق للحفاظ علي الغذاء سواء الخاص بالقطاع الزراعي أو بالثروة الحيوانية والسمكية.


قال الدكتور أحمد سني الدين، رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، في تصريح «موقع الارض»، إن الأسماك من الكائنات التي تتغير بشكل مباشر بسبب التغييرات المناخية، حيث أنه تعتبر من الكائنات ذوات الدم البارد، أي لا يوجد لديها درجة حرارة جسم ثابتة، لذا لا يوجد لديها القدرة علي تحمل التغييرات المناخية.


وأضاف «سني الدين»، أن الاسماك تستطيع أن تظبط فسيولوجيتها علي نفس الدرجة في المياه الموجودة بداخلها، لذلك نجد في فصل الشتاء أو في موجات الصيف الشديدة أسماك البلطي يحدث لها نفوق بشكل كبير في مصر، مشيرًا إلي أن عام 1991 شهد نهر النيل في شهر يناير أطنان نافقة من أسماك البلطي، نظرا لأن المدي الحراري لهذا النوع من الأسماك الفسيولوجية الذي يتحمله جسمه ويتحمل التعايش معه والقيام بوظائفه أقل من باقي الأصناف، كمثال صنف «المبروك» الذي يستطيع أن يعيش بدرجات حرارة منخفضة جدآ، و«أسماك العائلة البورية» تستطيع أن تعيش في مدي حراري كبير، هنا نجد الاختلافات ما بين الأصناف وبعضها، ولكن في المجمل جميع الأسماك، خاصة المتوطنة في المياه الداخلية تكون من الأسماك ذوات الدم البارد إلي ينطبق عليها هذا الكلام.


ولفت رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، إلي أننا ننصح المزارعيين بضرورة إلقاء الزريعة أواخر شهر مارس، وينتهي الموسم الإنتاجي بنهاية شهر نوفمبر، حيث أن قبل أو بعد هذه الفترة تكون درجات الحرارة منخفضة كانت أو مرتفعة تسبب خروج أسماك البطلي من المدي الحراري التي تستطيع تحمله، وبالتالي يحدث لها نفوق بشكل كبير.


وأكد «سني الدين»، أن ما ينطبق علي أسماك البلطي لا ينطبق علي باقي الأصناف التي تتحمل مدي حراري أعلي، حيث أنه في حال تعرضها للموجات الشديدة يبدأ النمو يتأثر نظراً لقلة إقبالها علي الأكل، مما تتاثر بالتلوث الموجود في المياه، ولكن النفوق يكون بشكل أقل مما يحدث مع أسماك البلطي.


وأوضح رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، أن المزارع السمكية تنتج ما يقرب من 80% من اجمالي الانتاج الوطني الموجود في الأسواق، وبالتالي المزارع تكون أكثر القطاعات تأثراً بالتغييرات المناخية، خاصةً أننا في المزارع نزيد من كثافة الأسماك في وحدة الحجم من المياه، مضيفاً أن نهر النيل بمساحته لا يوجد بها أسماك بالكمية أو الأنواع الموجودة في المزارع السمكية، بالتالي نحن نتدخل في عملية التكثيف والأسمدة المضافة للمياه حتي نستطيع وضع غذاء طبيعي للأسماك «الطحالب»، كما نتدخل في تقديم أعلاف للأسماك، ولكن نظراً لتحلل جزء من الأعلاف نتيجة تغذية الأسماك عليها مما يخرج افرازاته من التي تسبب ضغط علي الدورة الحياتية الخاصة به، ثم يتقابل هذا مع التغيرات المناخية مما يسبب انهيار النظام الفسيولوجي في جسم الأسماك.


وقدم رئيس الإدارة المركزية للإنتاج والتشغيل بجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، بعض النصائح للمزارع للحماية من التقلبات الجوية :ـ


1ـ مراعاة الوقت السليم لوضع الاسمدة"الطحالب" أثناء تجهيز الاحواض قبل الاستزراع السمكي، أو فترة التربة إذا انخفضت كميتها للاستعانه بها في تغذية الاسماك لما تحتويه من عناصر دقيق تحتاج اليها الاسماك في فترة النمو، مشبرآ إلي أن كل فدان يحتاج ما بين 10 الي 25 تباعا لنوع السماد لتنمية الغذاء الطبيعي بالصورة المثلي.


2 ـ أن يقلل من التكثيف العالي، حتي نقلل من مخاطر فقد كمية كبيرة من الانتاج الخاص بالمزرعة.


وعرض «سني الدين»، أنظمة الاستزراع السمكي :ـ
ــ النظام الشائع لدينا هو الاستزراع شبه المكثف نستخدم فيه مسطحات من مساحات الارض ويضاف عليه عمود من المياه، وبالتالي تكون معرضة تماما للتغييرات المناخية.


ــ وهناك النظام المغلق، وهذا النظام تم تنفيذه في المزارع التابعة لجهاز حماية وتنمية البحيرات السمكية ويسمي "نظام المياه الجارية في الاحواض"، وهذا النظام يكون مكثف وبه احواض خرسانية أو بلاستيكية، تتميز بعدم تغيير المياه وتكون الكثافة به عالية، ولكن باقي الاحواض المعمولة بالاحواض الخرسانية يعتبر فلتر للمياه، نظرا لتحرك المياه داخل الحوض الترابي، بحيث يكون لديها القدره علي الدخول والخروج في الاحواض الصغيرة، كما يمكننا التحكم في كميات المياه، وتكون الزريعة أكبر قليلاً من الزريعة الموجودة بالأحواض المفتوحة، وبالتالي استطيع عمل دورة قصيرة حتي نتلاشي التعرض لموجات الحر الشديدة أو موجات البرد الشديدة.


ومن مميزاته أيضا النظام المغلق ، تغطية مساحة الحوض بالمشمع لتلافي درجات الحرارة المنخفضة، مشيراً إلي أن الحوض مساحته لا تزيد عن فدان ولكن نحصل علي انتاجية 4 أو 5 فدادين، وهناك أنواع من النايلون يتم وضعه علي الاحواض في فصل الصيف لكي يعمل عملية تظليل ويقلل من رفع درجة الحرارة نتيجة للتعرض المباشر لأشعة الشمس، وبالتالي نستطيع التقليل من الاسماك النافقة أو المشاكل التي تحدث نتيجة التغييرات المناخية.


ــ وهناك نظم مغلقة، وتكون تحت مباني، او اماكن مغلقة مثل الهناجر ولكن تكلفته تكون باهظة، حيث أنها تحتاج طاقة مباشرة، والأنسب في الوقت الحالي يوجد لدينا العديد من النماذج داخل الجهاز تناسب الفترة القادمة، سواء المشاكل المتعلقة بالتغييرات المناخية، أو الشح المائي الذي تتعرض له المياه.

موضوعات متعلقة