الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 11:46 مـ 14 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي
«تجارية بورسعيد» تفجر مفاجأة عن حملة مقاطعة الأسماك نجاح حملات مقاطعة الأسماك في بورسعيد.. شوف سعره وصل كام «البحوث الزراعية»: فرق إرشادية لأشجار الموالح الكلامنتين والزيتون والتين والرمان بشمال سيناء «النقد الدولي»: مصر تعهدت بالكف عن الاقتراض المباشر من المركزي «البيئة» تحذر كبار السن وأصحاب الأمراض من هذا الأمر الخطير وزير التموين: التعاقد على شراء 500 ألف طن سكر تكليفات رئاسية عاجلة بشأن مخزون السلع الرئيسية والاحتياطي الاستراتيجي «الغرف التجارية» تصدر بيانًا عاجلًا وهامًا حول التزام التجار بمبادرة خفض الأسعار وزيرة البيئة تشهد مراسم توقيع بروتوكول تعاون بين جهاز شئون البيئة ومؤسسة حارتنا المصرية شعبة المصدرين تطالب بضرورة إعفاء المصدرين من الضرائب على التصدير لمده عامين كاملين المستلزمات الطبية تناقش ملفات اقتصادية ومجتمعية وتستعد لاحتفالية الـ 35 عاما علي إنشاؤها الزراعة: «بحوث الصحراء» يستعد لاطلاق المؤتمر الدولى الخامس لتحلية المياه بشرم الشيخ

لجنة اغتيال الإبداع والابتكار

د. إسماعيل عبد الجليل
د. إسماعيل عبد الجليل

في محراب العلوم الزراعية، يحتل مربو النبات مرتبة الرهبان والصوفيين المقربين لإبداعات الخالق العظيم، من تنوع وراثي أودعه الله في مخلوقاته، ليكون مصدرا للأبداع في إنتاج أصناف نباتية وحيوانية مبتكرة تتمتع بصفات وراثية أكثر قدرة على تحمل تحديات الطبيعة واحتياجات البشر فب كل عصر.

تعاظم دور علماء وخبراء التحسين الوراثي مع تصاعد تحديات التنمية الزراعية والأمن الغذائي والمائي، والتغيرات المناخية وغيرها من تحديات لا يقو على مواجهتها سوى إبداعات العلماء والخبراء في ابتكار أصناف جديدة ملائمة لتلك التحديات.

من هنا صاغ المجتمع الدولي إطارا قانونيا لحفظ حقوق الملكية الفكرية ماليا ومعنويا، لأصحاب تلك الابتكارات نظير جهودهم التي تستغرق سنوات طويلة عادة من الصبر والمثابرة، بالرغم من تواضع حقوق المربي التي يتمتع بعائدها التجاري الأكبر إمبراطوريات تسويقها عالميا من البذور المحسنة ومنتجات التكنولوجيا الحيوية، إلا أنها كانت مصدرا لتعويض مالي ومعنوي للكثيرين منهم في العالم، ومصدرا للشقاء والإحباط لأقرانهم في مصر .. لماذا؟

والإجاب: لأننا ننفرد عن العالم بنظم بيروقراطية لتسجيل الأصناف المحسنة الجديدة التي تتولى إدارتها لجنة حكومية تتمتع بصلاحيات لا يوجد نظير لها في العالم، حيث تجمع بين صلاحيات إجراءات التقييم وصلاحيات التحكيم واعتماد الصنف، وهو سر البلاء في بلدنا.

العجيب أن إدارات ومؤسسات الحكومة تقيّم ذاتها وتمنح ذاتها شهادات الجودة والتميز، والأمر الأعجب أن تلك اللجنة الحكومية تملك صلاحية تحديد "حق المربي" الذي يذهب لحساب بنكي خاص بها يسدده المبتكر لها، والتساؤل المنطقي الواجب هنا: أين تذهب أرصدة هذا الحساب، وما أوجه الإنفاق منه.

كثيرون يتسائلون عن سر الشكاوى العديدة من خبراء التحسين الوراثي في بلدنا، والذين يكابدون مرارة دكتاتورية لجنة حكومية منافسة للمربين المبدعين المبتكرين، بصلاحيات وبلا محاسبة، وقد يكون مبررها أحيانا الأهواء الشخصية كما سمعت.

كيف نتجاهل أهمية مراجعة الواقع الحالي وتصويبه ونحن في أشد الحاجة للتحسين الوراثي لزيادة الإنتاجية رأسيا في ظل محدوية الأرض والمياه؟

كيف نتغافل عن حقيقه أننا نملك ثروة هائلة من الأصول الوراثية النباتية التي ذهبت بطرق غير شرعية لبنوك الجينات في أمريكا وأوروبا لإنتاج أصناف جديدة تحقق أرباحا تجارية هائلة، بينما نحن أصحاب الثروة نعاني فقر استثمارها، بسبب لجان حكومية بيروقراطية في حاجة للأصلاح والتطوير حتى تواكب تحديات القرن الحالي، ومنفذها الوحيد والأوحد هو التكنولوجيا الحيوية.

...........................

* رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق