الخميس 28 مارس 2024 مـ 06:08 مـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طرق تغذية دجاج اللحم في الأجواء الحارة

تزايد الاهتمام في الاونة الأخيرة بدراسة تأثير ارتفاع درجات حرارة الجو على أداء الدواجن ، حيث وضعت المعالجات التي من شأنها أن تعمل على تحسين إنتاجية الدجاج في تلك المناطق الحارة باتجاهات علمية و بحثية مختلفة

تعتبر الطرق الوراثية أول الخطوات الهامة لانتقاء السلالات المتاقلمة مع تلك الظروف أو الخلط بينها وبين السلالات التجارية ذات التراكيب الوراثية ذات الإنتاجية العالية، وتحسين طرق إدارة قطعان الإنتاج، وبالمعاملات الغذائية المختلفة، والرعاية الصحية وغيرها من الإتجاهات الحديثة.

يتأثر أداء دجاج اللحم عند ارتفاع درجات الحرارة في مساكنه عن الحدود المثلى. فالمدى الحراري الأمثل لتربية السلالات التجارية لإنتاج اللحم يكون 21-24 درجة مئوية عدا الأفراخ حديثة الفقس، فهي تحتاج إلى درجات حرارة أعلى وبالأخص في الأيام الأولى من حياتها أثناء فترة الحضانة. ثم تبدأ بالانخفاض تدريجياً لتصل إلى المستوى المشار إليه.

ويطلق عادة على المدى الحراري أعلاه بالمدى الطبيعي لتنظيم درجة حرارة الجسم

ويتحقق داخل هذا المدى التوازن بين المنتج الحراري من خلال عمليات التمثيل الغذائي وبين الفاقد الحراري الناتج عنها لأن الطاقة المستهلكة لتمثيل الغذاء أو ما يسمى بالطاقة اللازمة للأعمال الحيوية تكون أقل مما عليه، وتبدأ بالإنحدار تدريجياً بارتفاع درجات الحرارة.

ويصاحب ارتفاع درجة الحرارة عادة عن هذا المدى العديد من التغيرات الفسيولوجية التي من شأنها أن تؤثر سلباً على أداء الدجاج.

وقبل الحديث عن كيفية التغلب على ارتفاع درجات حرارة الوسط على الدجاج، لا بد من التطرق إلى النظام الفسيولوجي في جسم الطيور ونظم التخلص من درجات الحرارة الزائدة. فعند ارتفاع درجة حرارة الوسط عن الأمثل للأداء، فإنه بمقدور الدجاج التخلص من 75% من الحرارة الناجمة عن عمليات الأيض الغذائي ونشاط الطيور، وذلك عن طريق فقد ما يسمى بالحرارة المحسوسة والتي تتم عادة بإحدى طرق فقد الحرارة وهي الإشعاع ، التوصيل ، أو الحمل.

ومع الزيادة التدريجية في درجات الحرارة، يقل تأثير فقد الحرارة المحسوسة ويصبح تأثيرها محدوداً ويبدو على الطيور بعض المعاناة من تأثير الحرارة.
غير أن درجة الحرارة هذه لا تعد درجة مؤثرة على العمليات الفسيولوجية أو على الأداء الإنتاجي للدجاج. ولكن عند ارتفاع درجة الحرارة لأعلى من 30 درجة مئوية، يتوقف فقد الحرارة تماماً عن طريق فقد الحرارة المحسوسة.
وبعد هذه المرحلة، يبدأ فقد الحرارة الكامنة (latent heat) وذلك بفقد الحرارة عن طريق الرئتين على هيئة بخار من خلال عملية التنفس في صوره نهجان أو البهر (panting) والذي يزداد معدله بارتفاع درجات حرارة الوسط المحيط في ما يعرف بالتبخير التبريدي من الجهاز التنفسي والذي يعتبر الوسيلة الرئيسية لفقد الحرارة أثناء التعرض للإجهاد الحراري الشديد. وتصبح تلك الوسيلة ذات أهمية محدودة مع زيادة الرطوبة النسبية لفقد الماء قدرته على التبخير.

والأعراض الفسيولوجية الهامة المصاحبة للإجهاد الحراري تشمل حدوث تمدد للأوعية الدموية في الأعضاء الطرفية (vasodilution)، مثل العرف والداليات والأرجل وترتفع درجات حرارة تلك الأعضاء لتخفيف العبء الحراري على بقية أعضاء الجسم الداخلية، وزيادة معدل التنفس من 20-30 مرة/دقيقة ليصل لأعلى من 150 مرة في الدقيقة، والنهجان لفترات طويلة يؤدي إلى زيادة فقد ثاني أكسيد الكربون من الدم (قلوية الدم).
عندئذ، يعمل الطائر على زيادة إفراز البوتاسيوم والبيكربونات من الكليتين، ما يؤدي إلى خلل في اتزان الحموضة-القلوية بالدم ويؤثر سلباً بالتالي على العديد من العمليات التمثيلية بالجسم، ومنها هضم العناصر الغذائية، وبالتالي على معدلات النمو وكفاءة استخدام الغذاء وارتفاع النفوق في مزارع التربية.

ويوجد العديد من التغيرات السلوكية التي تلاحظ على الطيور المجهدة حرارياً. فهي تميل لتغيير وضع أجسامها للتكيف مع الإرتفاع الحادث في درجة حرارة البيئة المحيطة، منها إبعاد أجنحتها عن جسمها بقدر الإمكان لزيادة مسطح الجسم وزيادة فقد الحرارة من الأجزاء غير المغطاة بالريش، والرقاد والكسل لتقليل المجهود العضلي، وزيادة استهلاك الماء للعمل على تبريد الجسم.
ومن أهم الأعراض انخفاض استهلاك الغذاء لتقليل المنتج الحراري للجسم الناتج عن عمليات التمثيل الغذائي ونشاط الأكل، حيث أن 75% من الطاقة الممثلة التي يتناولها الطائر في غذائه تتحول إلى حرارة يجب فقدها للبيئة المحيطة وكل ما سبق أيضاً يؤثر سلباً على كفاءة عملية الإنتاج.

وعند تشريح الدجاج النافق، تبدو العضلات جافة ولزجة عند لمسها ويبدو الدم أكثر كثافة ولونه أغمق عن الطبيعي. وتبدو الأرجل جافة ذابلة. أما الحوصلة، فتكون فارغة وجافة، وجدار القانصة الداخلي (العضلي) سهل التقشير.

وقبل الحديث عن أهم الطرق التي يجب اتباعها لتغذية ورعاية دجاج التسمين في الأجواء الحارة، يجب أن نشير إلى ضرورة الإهتمام بتربية وتحسين السلالات التي تتحمل الإجهاد الحراري، من منطلق أن معظم السلالات التجارية التي تستخدم بغرض إنتاج دجاج التسمين تم استنباط معظمها في دول تمتاز باعتدال المناخ أو ميله ناحية البرودة (فرنسا، هولندا، الولايات المتحدة الأمريكية باستثناء جنوبها، والمملكة المتحدة) وهي ما يناسبها التربية تحت ظروف العنابر المغلقة.

وبالتالي، فانه تحت ظروف العنابر المفتوحة قد يكون استخدام مثل هذه السلالات موضع جدل عند ارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة عن المستوى الأمثل للإنتاج. إلا انه يجب ألا نغفل أن انتخاب سلالات بغرض مقاومة الإجهاد الحراري فقط قد يكون من دون جدوة اقتصادية كبيرة للمربي في تلك الأنحاء بل يجب أن تؤخذ في الإعتبار الصفات الأخرى من معدلات النمو العالية، كفاءة تحويل الغذاء، ومقاومة الأمراض.

كل هذه الصفات السابق ذكرها يجب وضعها في الإعتبار عند اختيار السلالة التي سوف يتم استخدامها في عمليات الإنتاج.
ومن أمثلة تلك السلالات التي يمكن استخدامها الدجاج ذات جين الرقبة العاري (naked neck) أو جين التقزم (dwarfism) أما كسلالات نقية أو بخلطها مع السلالات التجارية المعروفة. ويمتاز الأول بقلة عدد الريش الذي يغطي الجسم (60-70%) وعند تربيته في درجات حرارة بيئية تزيد عن 30 درجة مئوية، فإنه يعطي أوزان معقولة ونسبة حيوية (viability) عالية وبانخفاض الإفتراس بين الطيور، خصوصاً إذا كان الدجاج من النوع متماثل الزيجوت (homozygote NaNa). بينما يمتاز دجاج جين التقزم بقلة حجم الجسم وبالتالي يقل المنتج الحراري التمثيلي له.

وقد أدخل هذا الجين بنجاح في بعض قطعان اللحم التجارية في أوروبا بغرض تقليل المساحة المخصصة للطائر ورفع كفاءة استخدام العلف.