الجمعة 29 مارس 2024 مـ 02:33 صـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

”مقاومة الإنسولين” مشكلة صحية خطيرة .. تعرف على أعراضها 

 د. أمال صبري
د. أمال صبري

أظهرت دراسات علمية أن الارتفاع السريع والمتكرر في مستوى السكر في الدم نتيجة اتباع أنظمة غذائية عالية النشويات، يزيد مستوي إفراز الإنسولين من البنكرياس بكميات كبيرة، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

والإنسولين هرمون يفرز من البنكرياس لضبط مستوي السكر في الدم، عن طريق إمداد خلايا الجسم بالجلوكوز لتزويدها بالطاقة اللازمة لعملها.

ومع استمرار ارتفاع سكر الدم، يفرز البنكرياس كميات كبيرة من الإنسولين إلى أن تفقد الخلايا حساسيتها له، وهو ما يسمي ب "مقاومة الإنسولين"، فلا تفتح بواباتها للجلوكوز، فيظل مستواه مرتفعاً في الدم، فينتج البنكرياس كميات أكبر من الهرمون الذي يفشل في ضبط مستوي السكر فيحول الجلوكوز إلى دهون تتراكم في منطقة البطن، وهكذا إلى أن يزداد وزن الجسم.

ومع قلة النشاط البدني وممارسة الرياضة، يتعرض الجسم لمخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل: السمنة، السكري من النوع الثاني، أمراض القلب التاجية، النوبات القلبية والسكتات الدماغية، وأمراض الكلي والسرطان والزهايمر، لدرجة أنه أصبح حاليا يُصنّف على أنه "النوع الثالث من السكر".

والخطير في الأمر، أن الشخص المصاب بمقاومة الإنسولين قد لا يشعر بأعراضٍ تنبهه إلى ذلك، حتى يفاجأ بأحد الأمراض المزمنة.

و من علامات مقاومة الإنسولين في الجسم،
زيادة محيط الخصر عن ١٠٢ سم في الرجال و٨٨ سم في النساء، لذلك يعد قياس محيط الخصر من القياسات الضرورية حاليا مع الفحص الدوري فوق سن ٢٥ سنة.

ومن علامات "مقومة الإنسولين" أيضاً: وجود بقع مخملية داكنة اللون حول الرقبة أو تحت الإبط، وكذلك زوائد جلدية، وارتفاع ضغط الدم إلي ١٣٠/٨٠ أو أكثر، وارتفاع نسبة سكر الدم الصائم عن ١٠٠.

كما ترتفع نسبة الدهون الثلاثية الضارة عن ١٥٠، وتنخفض تلك الحميدة عن ٤٠ في الرجال، وعن ٥٠ في النساء، وهو أمر يسبق حدوث تصلب الشرايين.

ويعد وجود هذه العلامات إنذاراً لبداية سلسة أمراض "مقاومة الإنسولين"، والتي يمكن منعها بتغيير عاداتنا الغذائية السيئة، واتباع نظام غذائي متوازن خال من النشويات المكررة والبسيطة، مثل الخبز الأبيض والمعجنات والفطائر والحلويات.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك بدائل يمكن تناولها، وتعرف بالنشويات المعقدة، التي لا يرتفع معها سكر الدم بسرعة لغناها بالألياف، مثل الحبوب الكاملة والخبز الأسمر والشوفان والفريك والبرغل والخضروات والبقول.

كما يوصى بتجنب السكريات البسيطة الموجودة في العصائر والمشروبات الغازية، وتناول الفاكهة بدلا منها.

ولممارسة الرياضة دور فعال في علاج "مقاومة الإنسولين"، وإنقاص الوزن، وأبسط أنواع الرياضة هو المشي بسرعات مختلفة - ٣٠ دقيقة على الأقل- ٥ مرات أسبوعياً.

كما يُنصح بزيادة النشاط البدني بالمساعدة في الأعمال المنزلية، واستخدام السلالم صعودا بدلاً من المصاعد، والمشي للمسافات القريبة بدلاً من استخدام المواصلات.

ولابد من تجنب الدهون المهدرجة الموجودة في الوجبات السريعة والتحمير، واستخدام الدهون الصحية بدلا منها، مثل: زيت الزيتون أو السمن البلدي، لكن بكميات قليلة، وتجنب التحمير والقلية.

و يعد الإقلاع عن التدخين والبعد عن التوتر وتجنب السهر، من أهم عوامل نجاح علاج "مقاومة الإنسولين"، و لابد من المتابعة مع طبيب لكتابة الدواء المخصص لهذه الحالة.

والخلاصة: بإمكاننا أن نتجنب الكثير من الألم والندم وزيارة الأطباء، ببعض التعديلات في أسلوب حياتنا الغذائية، وإدخال الرياضة إلى برامجنا اليومية، لضمان "الصحة والعافية".
...............
* استشارية طب الأطفال
والتغذية العلاجية