الثلاثاء 23 أبريل 2024 مـ 10:08 صـ 14 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

يستخدم في إنضاج الموز والتفاح ويسبب السرطان ..إحذروا كربيد الكالسيوم

أكد المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات بوزارة الزراعة إنه نظرا للإتجاه العالمى والقومى نحو الإهتمام بصحة الإنسان ومع ظهور العديد من الأمراض الغريبة والمزمنة فلذلك سوف نلقى الضوء على بعض العوامل التى قد تسبب مثل هذه الأمراض والتى قد تثبت أن الإستخدام السيئ للمبيدات ليس هو المتهم الوحيد فى وجود تلك الأمراض.

أكد المعمل في تقرير نشره على صفحته الرسمية فيس بوك ان الأقاويل تضاربت حول ما إذا كان إستخدام الهرمونات النباتية ومشابهاتها ضارة لصحة الإنسان أم لا و لذلك سوف يتم استعراض ما هية الهرمونات النباتية و مشابهاتها و تأثيراتها:
وعرفت الدكتورة سناء الصاوي، الباحث بمركز البحوث الزراعية ان الهرمونات النباتية مواد كيميائية تساعد في نمو النباتات وتطورها وعملها، والنباتات كائنات حية تعمل كوحدة واحدة، تنفذ التفاعلات الحيوية الكيميائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة، وتتطلب هذه التفاعلات الكيميائية الحيوية هرمونات تعرف أيضا باسم “مواد نمو النبات” وتساعد هذه الهرمونات في تكوين الأوراق ، الزهور، السيقان، الثمار… إلخ كما أنها تساعد في تحديد جنس الزهور ولون الفواكه والأوراق وتكوين الأنسجة والتنفس وإنتاج الطاقة، وحتى طول العمر للنبات وموتها .
كما أن الهرمونات ضرورية تساعد الكائنات الحية الخضراء على البقاء بشكل طبيعي حيث ينتجها النبات بصورة طبيعية بنسبة معينة يتم عن طريقها تنظيم النمو و إتمام مراحل النضج من زهرة لثمرة غير ناضجة الى ثمرة كاملة النضج و هناك خمس فئات عامة من الهرمونات وهم الأكسينات و السيتوكينين و الجبرلين و الإيثيلين و حمض الأبسيسيك.
و كما هو الحال فى كثير الأحيان عند تدخل الإنسان فى الطبيعة بإستخدام المواد الكيماوية الصناعية فإنه يتسبب فى الضرر له وللكائنات التى حوله فعندما قام الإنسان بإنتاج مواد كيماوية تحاكى فعل الهرمونات النباتية للإسراع من نمو و تطور الثمار وذلك إما لتصديرها او لطرحها فى الأسواق مبكرا للحصول على أكبر عائد مادى دون النظر لما قد تسببه هذه المركبات من أضرار فكل هذه المنتجات الزراعية التى أنتجت قبل أوانها لا تتمتع بالخصائص المميزة لكل نوع من حيث الحجم واللون والطعم الطبيعي نتيجة إضافة الهرمونات و مشابهاتها إليها.
ومن أمثلة هذه المركبات كربيد الكالسيوم مركّب كيميائي على شكل بلّورات (رمادية إلى سوداء)، يتفكّك لدى احتكاكه بالماء حيث ينطلق منه غاز الأسيتلين الذي يستعمل في لحام المعادن وقد وجد أن قسم كبير من المزارعين والتجّار في لبنان يلجئون إلى استعمال كربيد الكالسيوم في إنضاج ثمار الفاكهة بسبب انخفاض كلفته وسهولة استخدامه.
وهو يستخدم كثيرًا في إنضاج ثمار الموز والمانجو والتفّاح والمشمش والبرتقال وغيرها وتعتبر مادة كربيد الكالسيوم التي تستعمل في محلات لحام الصلب خطرة للغاية إذا ما وجدت على المنتجات الغذائية لأنها تحتوي على متبقيات من العناصر الثقيلة كالزرنيخ والفوسفور اللذين يشكّلان خطرًا على الصحة. وكربيد الكالسيوم يتفاعل مع رطوبة الهواء لإنتاج غاز الأسيتلين الذي يعتقد أنه يؤثر سلبًا على الجهاز العصبي.
اكدت إنّ رش بعض الثمار وخصوصًا الموز بمادة كربيد الكالسيوم لتسريع عملية الإنضاج، يؤدي إلى تراكم هذه المادة داخل الجسم ويسبّب تغيّرات في الخلايا الحية التي قد تتحوّل إلى خلايا سرطانية، لذا ينصح بغسل الموز والتفاح (خاصة المستورد منها) جيدًا بالماء قبل تقشيره وبغسل اليدين عند ملامسته. يتضح مما ورد أنّ هناك طرقًا عديدة لإنضاج ثمار الفاكهة، والأكثر شيوعًا في العالم استخدام الكهرباء أو الغازات ومع أنّ لكل من الطريقتين حسناتها وسيئاتها فإنّ استخدامهما (وكذلك الأمر في ما خصّ الكمر والموقد والهرمونات) يظل أكثر أمانًا من رش الثمار بكربيد الكالسيوم.
وأيضا كأحد الأمثلة على هذه المركبات مركب الإثيفون وطبقا للدراسة التى أجرتها هيئة سلامة الغذاء الأوربية على هذا المركب فقد تم تعريفه على انه مركب جهازى يمتصه النبات ويخترق انسجته و يتحلل داخل النبات إلى غاز الإثيلين الذى يساعد الثمار على سرعة النضج وحمض الهيدروكسى إثيل فوسفونك.
وهنا تكمن خطورة المعاملة الغير رشيدة لهذا المركب حيث تراكم هذا المركب ونواتج تحليله فى الأنسجة النباتية وبالتبعية الحيوانية ويؤدى الى حدوث نوع من التسمم العصبى حيث انه يؤثر على إنزيمات نقل الإشارة العصبية و لذلك قامت هيئة سلامة الغذاء الأوربية(EFSA) بوضع حدود قصوى لهذا المركب تختلف من نبات لاخر تبعا لطبيعة النبات و خصائصه.
ومما سبق يتضح أنه كل مركب يتم تصنيعه على يد الإنسان لابد عند تطبيقه مراعاه و ضع القواعد اللازمة للإستفادة منه دون حدوث أضرار جسيمة على صحة الإنسان .ولذلك لابد من نشر التوعية الكاملة لمستخدمى مثل هذه المركبات وذلك بإجراء دورات تدريبية و إرشادية عن طريق الجمعيات الزراعية تنشر خطورة الإستخدام العشوائى لمثل هذه المركبات الخطيرة و مع التطور و نشر الوعى سوف نصل فى النهاية الى التخلص من هذه الأمراض التى أصبحت تهدد كل فرد فى المجتمع.