الأرض
الثلاثاء 29 يوليو 2025 مـ 09:32 صـ 3 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

بالصور.. ”صفط تراب” قنبلة موقوتة في الغربية

القمامة تحاصر المدارس.. مكتب الصحة يتحول إلى مستنقع.. وغياب المحليات

الصرف الصناعي يدمر المحاصيل الزراعية والأمراض تحصد أرواح البسطاء

"كارثة" تهدد 15 ألف مواطن فى عقارات "آيلة للسقوط"

الأهالى: البيروقراطية تدمر نجاح حل مشاكل القمامة بالرسوم التعجيزية

"الأسلاك العارية.. ومياه الأمطار" تهدد بـكارثة حقيقية في كفر الزيات

 

تقرير : مها أشرف

تحولت محافظة الغربية لأكبر وأهم قعلة صناعية للغزل والنسيج فى الشرق الأوسط، منذ إنشاء مصنع شركة الغزل والنسيج فى مدينة المحلة الكبرى، الذى يعمل به حوالي 27 ألف عامل وموظف، وتقع عاصمة إقليم الدلتا في قلب دلتا نهر النيل بين محافظات الوجه البحري وسط فرعي دمياط ورشيد، مما جعلها ملتقى لكثير من الثقافات القومية والفرعية ومركزا لكثير من الصناعات.

وتتصدر القمامة والصرف الصحي أهم الملفات المطروحة على مسئولى المحافظة، حالها حال معظم محافظات الجمهورية، حيث يعاني أهالي قرية صفط تراب، التابعة لمركز المحلة الكبرى، من إهمال مسئولي المحليات في جمع القمامة المتراكمة بالقرية، والتي تحاصر مجمع المدارس الابتدائي والإعدادي بالنفايات والمخلفات. 

وقال عشرات من أهالي القرية، إن الوحدة المحلية بالقرية خارج نطاق الخدمة، مشيرين إلى تعنت مديري إدارة هندسة الري والبيئة لعدم إزالة هذه المخلفات، على حد قولهم، مطالبين اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، بضرورة التدخل لإنهاء معاناة الأهالي ومتابعة منظومة النظافة في القرية قبل أن تتحول إلى قنبلة موقوتة.

بينما شهدت منطقة مساكن الجمهورية "العشوائية" حالة من الغضب الشديد للأهالي، بسبب تكرار مأساة غرق المنطقة بمياه الصرف الصحي والقمامة، حيث تشمل المنطقة عددا من المصالح الحكومية، منها إداراتا التضامن الاجتماعي "الوحدة الاجتماعية ثاني، إدارة الشئون الاجتماعيه فرع ب"، بالإضافة إلى مقر مكتب الصحة، الذي يقدم خدمات صحية للأطفال من تطعيم وحملات وقائية بخلاف استخراج شهادات الميلاد والوفاة، الأمر الذي حول المنطقة بالكامل إلى أرض خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة بين الأطفال والكبار، خاصة أن هذه المشكلة مستمرة منذ سنوات، على الرغم من تعدد الشكاوى لمسئولي الأحياء ومجلس المدينة، ولكن لا حياة لمن تنادي.

من جهتهم قال عدد من العاملين في مكتب الصحة، إننا منذ أكثر من عام أرسلنا شكوى إلى حى ثاني، برئاسة المهندسة نادية حسونة، التي أرسلت نائبيها المهندس أحمد السبع والمهندس عبد النبي، للوقوف على المشكلة، كما أبلغنا رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي المهندس عبد الله العريني، لاتخاذ اللازم في أزمة غرق المنطقة بمياه الصرف الصحي وتغيير خطوط الصرف، وإعادة رصف الطرق لوجود عدد من المصالح الحكومية التي تخدم المواطنين ومعاناة آلاف المواطنين يومياً لقضاء مصالحهم، فضلا عن انتشار الأمراض الخطيرة لسكان المنطقة.

 وأضاف العاملون، أن رئيسة الحى ومسئولى شركة المياه، آن ذاك، أكدوا إدراج المنطقة في خطة الرصف بعد الانتهاء من الصرف الصحي قبل نهاية ديسمبر ٢٠١٤، وبالفعل تم رصف عدد من الشوارع المجاورة للمنطقة، التي لا يوجد بها مصالح حكومية، وحتى  الآن لم تشهد المنطقة أى أعمال تطوير.

 

وتابع العاملون، خاطبنا محافظ الغربية، الذي زار مكتب الصحة وشاهد بعينه حجم الكارثة، ووعد بحلها، ولكن حتى الآن لم نرَ مسئولا يفي بوعوده، وإنما تقتصر تصريحات المسئولين على مجرد شو إعلامي لامتصاص غضب الأهالي وتكميم الأفواه فقط، على حد تعبرهم.

من جهته قال خالد الرزاز، أحد أهالي مركز سمنود، إن كوبري العزيزية، الذى يربط أربعة مراكز هي "المحلة وسمنود وزفتى والسنطة"، سقطت أجزاء منه منذ ثلاثة أشهر، وقامت الإدارة الهندسية بالمعاينة وإرسال صورة منه إلى رئيس مدينة سمنود، وتم إغلاق الكوبري لحين إجراء عمليات الإصلاح، وبعد تولي اللواء أحمد صقر محافظ الغربية المسئولية لم يتحرك مسئول، على الرغم من أن الكوبري يخدم 250 ألف نسمة يوميا. 

ووصف محمد مبروك، أحد الأهالي، معاناة العاملين بشركة البترول في مدينة طنطا، والمقيمين بمساكنها الواقعة بحي ثان طنطا، وتحول كورنيش طريق المساكن الخاصة بهم إلى جبال من القمامة وبواقي أعمال الحفر الخاصة بالعمارات والأبراج التي يتم إنشاؤها، معبرا عن استيائه لعدم اتخاذ حي ثان طنطا أى إجراءات ضد المخالفات البيئية في المنطقة، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة والحشرات، موضحاً أن الطريق المشار إليه أصبح لا يصلح للاستخدام، رغم إنه يخدم طلبة مدرسة للغات التجريبي والفئات الخاصة المتواجدة بشارع الجلاء.

من ناحية أخرى، أكدت المهندسة نادية حسونة، رئيسة حي ثان طنطا، أن محافظ الغربية زار المكان المشار إليه ووضعه في خطة التطوير، لافتة إلى أنها شنت عدة حملات لرفع أكوام القمامة والأتربة من الطريق، ولكن عمال بناء العمارات والأبراج يعاودون إلقاء بواقي أعمال الحفر مرة أخرى، مشيرة إلى أن المحافظة تسعي للتعاقد مع أحد المقاولين لرفع كافة بواقي أعمال الحفر من مدينة طنطا، كما كان يحدث مع القمامة قبل عمل مصنع التدوير.      

                                        

أما منطقة "سوق اللبن" في المحلة الكبرى فتشهد سلسلة من التصدعات بعدد من المنازل السكنية، بالإضافة إلى الانهيارات الأرضية بسبب تسرب مياه الصرف الصحي أسفل المنازل، مما أثار حفيظة الأهالي الذين أصيبوا بحالة من الفزع خوفا من انهيار العقارات فوق رؤوسهم في ظل تجاهل مسؤولي المحافظة شكواهم المتكررة وتعرض حياة أكثر من 15 ألف مواطن للموت في أى لحظة.

وفوجئ أهالي منطقة سوق اللبن بتكون كميات من البرك والمستنقعات أسفل منازلهم، وغرق معظم المنازل وحدوث تصدعات وشروخ وانبعاث الروائح الكريهة. وأكد محمد حسن، أحد سكان المنطقة، أن هناك كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف من المواطنين القاطنين بذات الناحية، بسبب تصدع المنازل وحدوث بعض الانهيارات الأرضية التي قد تؤدي إلى هلاك المواطنين، وسط مأساة إنسانية تطارد المواطنين، وتقاعس المسئولين بالشركة القومية للمياه الشرب والصرف الصحي لإغاثتهم.

من جهته أصدر اللواء ناصر أنور طه، رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة، توجيهاته إلى المهندس صلاح موسى نائب رئيس مجلس المدينة بضرورة تشكيل لجان للمتابعة والرقابة بالتنسيق مع مسئولي الشركة القومية للمياه الشرب والصرف الصحي، لبحث مشاكل المواطنين القاطنين بذات المنطقة لإنقاذ حياتهم، وبحث سبل تطوير البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي القائمة بذات المنطقة في المرحلة المقبلة.

بينما يستغيث أحمد ضيف صقر، أحد أهالى "حى ثان" طنطا بمحافظة الغربية، من مجموعة من البلطجية فى شارع 25 مساكن الجلاء ناصية شارع عمر بن الخطاب، استأجروا قطعة أرض عليها سور لاتسع إلا عدد صغير من السيارات، واستولوا على الشارع الرئيسي، بعد تحويله إلى جراج للسيارات بجانب الأرصفة الأمر الذي يعوق المارة والسيارات، علماً بأن هذا الجراج غير مرخص لأنه مخالف للأمن الصناعي وقواعد الترخيص وموظفي مجلس المدينة.

وأشار أيمن عبد الحميد محمد معوض، أحد الأهالى بقرية "ميت عساس" مركز سمنود، إلى مشكلة أخرى وهي انقطاع المياه بالقرية، وتحديدا فى منطقة المحطة شارع الراضوان، مؤكدا انقطاع المياه ليل نهار حتى الفجر تأتى إلينا ضعيفة، مشددا على تقديم عدة شكاوى للمسئولين، ولكن دون جدوى.

وأشار محمد فؤاد أبو بطة، مواطن من صفط تراب، بمدينة المحلة الكبرى، إلى مصنع كريستينا للملابس الجاهزة بجوار قاعات أفراح ميدو بارك، مؤكدا أنهما يلقيان مخلفاتهما في ترعة ري صغيرة تمر أمامهما علي طريق المحلة الكبرى – طنطا القديم المار أمام القرية، وسط تجاهل المسئولين، الأمر الذي يدمر المحاصيل الزراعية فضلا عن الإصابة بالأمراض الخطيرة.

أما بالنسبة للمصنع فالمصيبة أكبر، حيث تتضمن المخلفات أصباغا كيماوية، ويتم صرف جزء مباشر في الترعة الصغيرة وجزء آخر عن طريق مقطورات المياه التي تصرفها مباشرة في فتحات الترعة التي تم تغطيتها واستغلالها بعقود تأجير من السكة الحديد، والجزء الباقي يتم إلقاؤه في مصرف الري الزراعي المتجه نحو دنوشر، حيث يروي المزارعون أراضيهم.

 أم قرية السجاعية في المحلة الكبرى فتجد مشكلة الصرف الصحي، غير المفعلة، حيث يعانى أهالي القرية، التابعة لمدينة المحلة الكبرى، عدم وجود خطوط للصرف، رغم وجود الشبكة بالفعل، إلا أن محطة التشغيل المسئولة عن سحب الصرف غير موجودة، بعد الانتهاء من تركيب المواسير منذ سنوات طويلة، وبالتالى وجود المحطة والعدم سواء لأنها غير مفعلة.

ويقول سكان قرية "كفر حجازي" مركز المحلة الكبرى، نعاني منذ سنوات من تراكم القمامة، التي ترتب عليها انتشار  الأمراض والأوبئة، خاصة أمراض الكبد والكلى وغيرها.

 

وأضاف الأهالي، منذ أشهر قليلة وبجهود أبناء القرية استطعنا أن نحل تلك المشكلة وأصبحت القرية نظيفة قدر الإمكان وفي حدود الإمكانيات المتاحة، وكالعادة وقف لنا وباء الفساد والبيوقراطية والروتين الذي يدمر كل إنجاز، حيث وضع رئيس مجلس المدينة المعوقات والعراقيل بفرض رسوم تعجيزية ليست في إمكانياتنا، من خلال دفع 1200 جنيه على المقطورة الواحدة ليسمح لنا بدخول المقلب العمومي في المحلة، فبدلا من أن يقفوا بجانبنا ويحفزوننا توقف المشروع ووصل بنائب مجلس المدينة أن يقول لمسئول النظافة ادفع أو قم برميها أمام بيتك، واستكترت علينا الدولة أن نعيش في نظافة كبقية البشر، وهذا أقل حق للإنسان أن يعيش في بيئة نظيفة، على حد تعبيرهم.

وفى "الدلجمون السفلى"، التابعة لكفر الزيات، تجد شللا مروريا تاما على طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي، بسبب كسور بالكوبري ونتيجه لاهمال البلديه له، وما يزيد  "الطين بلة" وجود أسلاك عارية على أرصفة طنطا بين مياه الأمطار، ما يهدد بوقوع كارثة حقيقية يدفع ثمنها المواطن البسيط فقط.