تفاقم الفيضانات في سومطرة مع تصاعد ازمة إزالة الغابات
تتصاعد مخاوف الخبراء في إندونيسيا من تأثير إزالة الغابات في سومطرة على شدة الفيضانات والانهيارات الارضية التي دمرت مناطق واسعة ورفعت حصيلة الضحايا الى اكثر من 900 شخص. وتتحول إزالة الغابات الى محور نقاش وطني وسط اتهامات لسياسات الاستخراج والامتيازات الواسعة التي غيرت توازن النظام البيئي.
تصاعد تحذيرات العلماء من ارتباط إزالة الغابات بالكارثة
يتحدث خبراء الارصاد والمتخصصون في البيئة عن دور إزالة الغابات في مضاعفة قوة الفيضانات التي اجتاحت مناطق عدة في سومطرة. ويشيرون الى ان الاعاصير النادرة التي تفاعلت في مضيق ملقا لم تكن وحدها السبب، بل تزامنت مع توسع نشاط التعدين وقطع الاشجار وفقدان الغطاء النباتي. وفيما تتواصل عمليات البحث عن مفقودين، تؤكد وكالة ادارة الكوارث ان اكثر من 1.2 مليون شخص اصبحوا بلا مأوى.
تكشف منظمات البيئة اتساع نطاق إزالة الغابات
تعرض بيانات المنتدى الاندونيسي للبيئة حصيلة عشرين عاما من إزالة الغابات عبر مئات التراخيص، حيث جرى منح 631 شركة امتيازات ادت الى اقتلاع مئات آلاف الهكتارات. وترى منظمات البيئة ان إزالة الغابات لصالح زيت النخيل والورق اصبحت خطرا مباشرا على قدرة الارض على امتصاص الامطار. وترتفع حدة الانتقادات تجاه غياب المنطقة الخضراء العازلة وتدمير اشجار المانجروف في السواحل.
تواجه الحكومة ضغوطا لتحديد مسؤوليات إزالة الغابات
تقر الحكومة الاندونيسية نفسها بدور إزالة الغابات في تفاقم الكارثة. ويعلن الرئيس برابوو سوبيانتو ضرورة وقف تدمير الغابات، فيما تبدأ وزارة البيئة تحقيقا يشمل آلاف جذوع الاشجار التي جرفتها المياه. وتشير السلطات الى الاشتباه في ثماني شركات تعمل في زيوت النخيل والتعدين وحقول الذهب. وتتعالى المطالب بمحاسبة الشركات التي وسعت اعمالها قرب ضفاف الانهار.
يحمل السكان المحليون إزالة الغابات عبء الفيضانات
يتحدث سكان المناطق المتضررة عن دور مباشر لإزالة الغابات في تضخيم حجم الفيضان المفاجئ. ويشيرون الى ان المزارع التجارية امتدت داخل منتزهات محمية مثل ليوسر، مما حرم التربة من قدرة امتصاص الامطار. وتزداد مخاوف الاهالي من ان تعيد الكارثة نفسها مع استمرار سياسات التوسع الزراعي وغياب الرقابة.
يتصاعد الجدل حول مشاريع الطاقة والتعدين وسط مخاطر متنامية
ترى شبكات مراقبة التعدين ان المشكلة تتجاوز الانشطة غير القانونية، لتشمل آلاف التراخيص الرسمية لمشاريع الطاقة والسدود وامتيازات التعدين. ويحذر ناشطون من ان مشاريع كبرى تقع فوق خطوط صدع نشطة، مثل محطة باتانج تورو، مما يضاعف المخاطر في منطقة تقع بالكامل على حزام النار النشط زلزاليا. ويطالب الخبراء باعادة تقييم شاملة للسياسات التي ترتبط مباشرة بزيادة إزالة الغابات.
تتجه التوقعات الى موجة نقاش سياسي حول مستقبل إزالة الغابات
يتوقع محللون اندونيسيون صعود ملف إزالة الغابات الى واجهة الجدل السياسي خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد الخسائر البشرية الواسعة. ويرى مراقبون ان اعادة النظر في امتيازات الشركات ومشاريع استخراج الموارد قد تصبح شرطا اساسيا لمنع تكرار الكارثة. كما يتزايد الضغط الشعبي من اجل ادراج الحفاظ على البيئة ضمن التعليم والسياسات العامة لضمان تماسك النظام البيئي في مواجهة العواصف المتطرفة.


.jpg)























