الأرض
الإثنين 20 أكتوبر 2025 مـ 01:30 مـ 27 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خسارة 8.1 مليون هكتار غابات بالتحطيب في 2024 مؤشر لنهاية العالم

«الإنسانية تحفر قبرها بيديها» بسبب التحول المناخي

يبدو أن الناشطين بيئيا حول العالم، غير متفائلين بنتائج أي دورة جديدة من دورات مؤتمرات المناخ COP، حتى تلك التي ستنعقد في البرازيل تحت رقم 30 في نوفمبر المقبل، وذلك بعد خسارة 8.1 مليون هكتار غابات بالتكذيب في 2024.

ووفقا لمؤشرات إنسانية على الكوكب، نعاني اليوم مزيداً من الخوف والرجاء والأمل، إذ تزداد التحديات البيئية والمناخية، وترتفع معدلات الحرارة العالمية وتتوالى الكوارث والملوثات، لتزيد الضغوط على النظم البيئية والمناخية، ما ينعكس سلبا على صحة الأحياء، وأهمها الإنسان والتنوع الإحيائي عامة.

تراجع أمل العلاج الفاعل وزيادة الخلافات حول معدلات الإنفاق البيئي

ويتراجع الأمل لدى العارفين بعلوم المناخ، رغم تعاظم النداءات لإنقاذ الكوكب، لمنع دخوله عتبة اللا عودة، في ظل تسارع العوامل المؤدية للتدهور البيئي وتغير المناخ، إضافة إلى مخاطر أخرى كثيرة تهدد فعليا مستقبل الحياة على الأرض، مع زيادة الخلافات حول معدلات إنفاق الدول الصناعية الكبرى لعلاج مشاكل التخشب وموت الأشجار وزيادة انبعاثات الكربون للجو.

ومنذ عقود سابقة، لم تكن خطوة أزمة البيئة والمناخ بارزة كما هي عليه الآن، بينما تواصل المؤشرات البيئية دق ناقوس الخطر، مع تفاقم التلوث، ورصد ذوبان الجليد، وحرائق الغابات، وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، ووصول نقاط التحول المناخي إلى مراحل حرجة، وذلك وفقاً لبرنامج «بالأخضر» الذي تقدمه ميساء عيد على قناة CNBC عربية.

العالم يبتعد عن أهدافه المناخية ويخسر 8.1 مليون هكتار من الغابات

ويبدو أن العالم يبتعد أكثر عن أهدافه المناخية المستهدفة من خلال المؤتمرات الأممية، مع فقدان 8.1 مليون هكتار من الغابات في العام 2024، وتصاعد الانقسام الدولي حول تمويل توصيات ومقترحات دورات مؤتمر قمة المناخ COP، وترقب ما ستسفر عنهالدورة 30 منه في مدينة بيليم البرازيلية، وسط تصاعد أهمية مناقشة ملف الغابات، بوصفه أحد الركائز الأساسية لإنقاذ الأرض من تداعيات التغيرات المناخية.

وبالفعل أن العالم يبعد عن هدف وقف إزالة الغابات، حيث خسرالكوكب نحو 8.1 هكتار من الغابات في عام واحد، ما يشكل انتكاسة كبيرة بحلول 2030، إذ تعد معظم الخسائر ناتجة عن تصاعد مؤشر أعمال التعدين والمناجم كمسببات إضافية إلى الحرائق والتحطيب.

الولايات المتحدة ترفض التوقيع على بيان الحد من المخالفات البيئية

كما رفضت الولايات المتحدة توقيع بيان مشترك للحد من آثار التغيرالمناخي، أصدره 19 من أصل 25 مديرا تنفيذيا بالبنك الدولى، كمارفضت روسيا واليابان والهند التوقيع على قرار يمثل 120 دولة، حيث يطالب البنك بالالتزام بتخصيص 45% من تمويله السنوى للاهتمام بالمناخ، بينما يوجد انقسام حاد بالتزامن مع الاجتماعات السنوية مع صندوق النقد الدولي.

غابات الأمازون مهددة بالانهيار

ويؤمن العلماء المهتمون بالبيئة بأن العالم تجاوز بعض نقاط التحول المناخية الحرجة، قبل مؤتمر التغير المناخي في نوفمبر المقبل في البرازيل، حيث تعاني الشعب المرجانية موتا شبه حتمي، ويحتمل أن تنهار غابات الأمازون إذا تجاوز متوسط الحرارة 1.5 درجة مئوية، كما يعد انقطاع التيارات المحيطة الحيوية، خطراً متوقعاً إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة، وذلك وفقاً لما أكده 160 عالماً وباحثاً.

3.3 تريليون دولار استثمارات للطاقة المتجددة في 2025

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية أن تصل الاستثمارات الخضراء إلى نحو3.3 تريليون دولار في العام 2025، كما أن 91% من مشاريع الطاقةالمتجددة الجديدة أقل ثمناً من الوقود الأحفوري، وبالتالي فإن الطاقة المتجددة ساهمت في تجنب ارتفاع تكلفة الوقود الإحفوري (النفط والغاز والفحم).

تعقيدات المياه وكربون الغابات

وفي سياق متصل، خلصت دراسة حديثة إلى أن الغابات المطيرة الاستوائية باتت تطلق كربونًا في الغلاف الجوي أكثر مما تمتصه، في أول مؤشر من نوعه عالميًا على تأثير التغيّر المناخي، وأظهرت النتائج أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وتكرار فترات الجفاف أديا إلى زيادة معدلات موت الأشجار.

ومنذ مطلع الألفية تقريبًا، أصبحت الكتلة الحيوية الخشبية لتلك الأشجار، من جذوع وأغصان وأوراق، مصدرًا صافيًا للكربون فيالغلاف الجوي بدلًا من أن تكون مخزونًا له.

ولعل التغيّر المناخي هو السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدلات موت الأشجار الذي يؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون، وهو ما أكده الباحثون، حيث لم يقابَل هذا الارتفاع في خسائر الكربون بزيادة في نمو الأشجار.

التغيرات المناخية ترفع مؤشر الفقر في العالم

ويتعرض نحو 80% من فقراء العالم، أو نحو 900 مليون شخص، بشكل مباشر لمخاطر مناخية تتفاقم بسبب الاحترار، وفق تحذيرات الأمم المتحدة، حيث بيّنت النتائج أن 1,1 مليار شخص كانوا يعيشون في فقر متعدد الأبعاد "حاد" عام 2024، نصفهم من القُصّر.

وتتأثر منطقتان بشكل خاص بهذا الفقر، هما جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية (565 مليون فقير) وجنوب آسيا (390 مليون)، وهما منطقتان معرضتان بشدة لآثار تغير المناخ.

وإذا تطرقنا إلى حالة المياه في العالم، سنجدها أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدا مع تفاقم التغير المناخي العالمي وزيادة وتيرة الفيضانات والكوارث المائية، وتتطلب هذه الكوارث المناخية المتطرفة والمتزايدة معايير أعلى للأمان والحماية من تسونامي المحيطات والبحار والأنهار.

وبذلك لا يعد التغير المناخي، مجرد مصطلح رمزي يعقد بشأنه القمم الأممية والمؤتمرات متعددة الأطراف، بل هو تذكير صارخ بأن الكوكب في حالة تحول خطير، ولم تعد خطة الإنقاذ تحتمل التأجيل والخلافات ونزعات تسخير الطبيعة ومواردها للأغراض الاقتصادية والتجارية، إنما يجب ترسيخ إرادة فاعلة وقوانين ملزمة وتغيير جوهري في الوعي البيئي، وأنماط الإنتاج والاستهلاك، واستثمار هائل في الاقتصاد الأخضر وتقليل انبعاثات الكربون.