الزراعة الحديثة تدفع مصر لصدارة إنتاج الخضروات

كشف الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في أحدث تقاريره الرسمية، عن تحقيق زيادة ملحوظة في إنتاج مصر من الخضروات خلال عام 2023 – 2024، مقارنة بالعام السابق.
وأوضح التقرير أن حجم الإنتاج بلغ 27.8 مليون طن، مقابل 24.9 مليون طن في موسم 2022 – 2023، أي بزيادة قدرها 11.5%، وهو ما يعكس تحسناً ملحوظًا في أداء القطاع الزراعي، وقدرته على تلبية احتياجات السوق المحلي والتصديري.
ارتفاع نصيب الفرد من استهلاك الخضروات
بحسب التقرير، ارتفع نصيب الفرد من الخضروات ليصل إلى 94.7 كجم سنويًا في العام الزراعي الأخير، مقارنة بـ 84.9 كجم في العام السابق، ما يشير إلى تحسن في وفرة المعروض، وتحقيق نوع من الأمن الغذائي على مستوى المحاصيل الطازجة.
أسباب الزيادة في إنتاج الخضروات
أرجعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الطفرة في الإنتاج إلى مجموعة من السياسات والإجراءات التي نُفذت خلال السنوات الأخيرة، وجاءت أبرز الأسباب على النحو التالي:
● التوسع في مشروعات الاستصلاح الزراعي
اعتمدت الدولة سياسة توسعية جادة في استصلاح الأراضي الصحراوية، ودخول العديد من المشروعات القومية مرحلة الإنتاج، مثل مشروع "مستقبل مصر" و"الدلتا الجديدة" و"توشكى"، مما ساهم بشكل مباشر في رفع الرقعة الزراعية.
● زيادة المساحات المزروعة بالمحاصيل السريعة
شهدت الأراضي القديمة في وادي النيل والدلتا زيادة في المساحات المزروعة بالخضروات نظرًا لدورة إنتاجها السريعة والطلب المرتفع عليها في السوق، ما شجع المزارعين على التوسع فيها.
● الاعتماد على أنظمة الري الحديثة
ساهمت تقنيات الري بالتنقيط والري المحوري في ترشيد استهلاك المياه وزيادة إنتاجية الفدان، خاصة في المناطق المستصلحة حديثًا التي كانت تعاني من ضعف كفاءة الري التقليدي.
● انتشار الزراعة داخل الصوب الزراعية
أتاحت الزراعات المحمية (الصوب) وفرة إنتاجية على مدار العام، كما قللت من تأثير التغيرات المناخية، وساعدت في رفع جودة المحصول وتقليل الفاقد.
● استخدام التقاوي المحسّنة والأصناف الجديدة
اعتمدت وزارة الزراعة استراتيجية لتشجيع استخدام التقاوي المعتمدة والأصناف عالية الإنتاجية، والتي أثبتت كفاءة أعلى في مقاومة الأمراض وتحمّل الظروف المناخية الصعبة، وهو ما انعكس على زيادة العائد الإنتاجي لكل فدان.
● إدارة فعّالة للمبيدات والأسمدة
شهد الموسم الزراعي الماضي تحسنًا في إدارة مدخلات الإنتاج من مبيدات وأسمدة، إلى جانب تطبيق نظم المكافحة المتكاملة للآفات، وهو ما ساعد في إنتاج محاصيل ذات جودة عالية وأسعار مناسبة.
توازن بين التوسع الأفقي والرأسي في الزراعة
أشارت وزارة الزراعة إلى أن المساحات المزروعة حاليًا تتراوح بين 9 و10 ملايين فدان، موزعة بين الأراضي القديمة والجديدة، وتشمل محاصيل الحبوب والخضر والفاكهة والنباتات الزيتية والأعلاف.
ومع ذلك، لم تعتمد الدولة على التوسع الأفقي فقط، بل اتجهت أيضًا إلى رفع كفاءة الإنتاج الرأسي من خلال استخدام التكنولوجيا والميكنة الزراعية، والتحول إلى الزراعة الذكية مناخيًا، بهدف تعظيم إنتاجية وحدة الأرض والمياه.