الأرض
السبت 18 أكتوبر 2025 مـ 03:49 مـ 25 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

دلتا مصر تستقبل موسم «قشطة عبد الرازق» بأعلى جودة إنتاجية

تشهد مزارع الدلتا المصرية هذه الأيام ذروة موسم حصاد «قشطة عبد الرازق»، أحد أبرز أصناف الفاكهة الاستوائية التي تأقلمت بنجاح مع المناخ المصري. ومع دخول شهر أكتوبر، تبدأ مراحل جمع الثمار على دفعات، في عملية تمتد حتى منتصف نوفمبر، بهدف ضمان نضج القشطة وتحقيق أعلى جودة للمستهلك المحلي.

من أمريكا الجنوبية إلى الدلتا.. القشطة تتأقلم وتزدهر

تنتمي فاكهة القشطة إلى العائلة الاستوائية Annona، وموطنها الأصلي أمريكا الجنوبية. وقد دخلت مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين عبر محطات البحوث الزراعية، لتبدأ رحلة طويلة من التأقلم مع المناخ المحلي، لا سيما في مناطق الشرقية، الإسماعيلية، الفيوم، البحيرة، والمنيا.

وخلال العقود الأخيرة، أثبتت القشطة قدرتها على التكيف في مناخ الدلتا والصعيد، لتتحول من فاكهة نادرة إلى عنصر أساسي في مواسم الحصاد الزراعي المصري.

«قشطة عبد الرازق».. قصة صنف تفوق على الاستوائي الأصلي

يرتبط اسم «قشطة عبد الرازق» باسم أحد المهندسين الزراعيين المصريين الذين سعوا في منتصف القرن الماضي لاستنباط صنف جديد يتلاءم مع طبيعة التربة والمناخ في مصر. تم تطوير هذا الصنف ليجمع بين الحجم الكبير، القوام الكريمي، قلة البذور، والنكهة المميزة التي تمزج بين طعم الموز والأناناس.

ومع نجاح التجربة، أصبح هذا الصنف يحمل اسم صاحبه تكريمًا له، وتحول إلى الأكثر رواجًا في الأسواق المحلية، وركيزة أساسية للزراعة التجارية للقشطة في البلاد.

الطلب يتزايد والإنتاج بالملايين.. الأسواق تنتظر قشطة عبد الرازق

في هذه الفترة من كل عام، تتسارع وتيرة الحصاد في مزارع القشطة، مدفوعة بارتفاع الطلب على الفاكهة الطازجة، خصوصًا في الأسواق الشعبية والسوبر ماركت الكبرى.

ويُقدّر الإنتاج السنوي بعشرات الآلاف من الأطنان، تتصدرها محافظات الوجه البحري بفضل مناخها الرطب والدافئ نسبيًا.

وتُعد القشطة من الفواكه المفضلة لدى المستهلك المصري في شهري سبتمبر وأكتوبر، سواءً لتناولها طازجة أو استخدامها في إعداد العصائر والحلويات الطبيعية.

فوائد صحية تعزز الإقبال

تتميز القشطة بتركيبة غذائية غنية تشمل فيتامين C، مضادات الأكسدة، الألياف الطبيعية، والكثير من المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم. وتلك الخصائص جعلتها خيارًا صحيًا مفضلاً، لا سيما في ظل تزايد التوعية الغذائية لدى المستهلكين.

من الأسواق المحلية إلى التصدير.. القشطة المصرية تدخل المنافسة العالمية

رغم أن غالبية الإنتاج المحلي يتم استهلاكه داخل مصر، فإن خططًا مستقبلية تضع نصب أعينها التوسع في التصدير إلى أسواق الخليج وأوروبا، مع ازدياد الطلب العالمي على الفواكه الاستوائية عالية الجودة.

وفي هذا الإطار، تعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع كبار المزارعين على تطوير تقنيات التعبئة والتغليف والنقل المبرد، لرفع جودة الصادرات وزيادة صلاحية الفاكهة خلال مراحل الشحن والتوزيع.

من فاكهة القصور إلى فواكه المواسم

تاريخ «قشطة عبد الرازق» يعود إلى منتصف القرن العشرين، حيث كانت تُزرع في البداية داخل حدائق القصور والبيوت الراقية، نظرًا لندرتها وقيمتها العالية. ومع مرور الزمن وتطور الزراعة، أصبحت القشطة جزءًا أساسيًا من المشهد الزراعي الموسمي في مصر، تنافس بقوة فواكه استوائية أخرى على موائد المستهلكين.

خاتمة: فاكهة محلية بامتياز.. ومستقبل واعد للتصدير

يمثل موسم «قشطة عبد الرازق» دليلًا واضحًا على قدرة الفاكهة الاستوائية على التكيف والازدهار في البيئة المصرية. ومن خلال التوسع الزراعي، وتحسين تقنيات الإنتاج والتسويق، يُتوقع أن تلعب هذه الفاكهة دورًا أكبر في دعم الاقتصاد الزراعي المحلي، وتوسيع الحضور المصري في أسواق الفاكهة العالمية.