خبير مياه دولي يوضح حقيقية غرق أراضي طرح النهر جراء فيضانات سد النهضة

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن أراضي "طرح النهر" هي أراضٍ تقع على جانبي نهر النيل أو داخله، مثل بعض الجزر، وتكون في مستوى قريب من منسوب المياه، لكنها عادة لا تغمر بالمياه بسبب تنظيم السد العالي لمنسوب النهر على مدار العام. ولهذا، يتجه كثير من المزارعين إلى استغلالها وزراعتها، بعد استئجارها من وزارة الري، مع إدراكهم أنها أراضٍ معرضة للغمر في أي وقت، ولا يحق لهم المطالبة بتعويض حال حدوث ذلك.
وأشار شراقي إلى أن تحذير رئيس الوزراء مؤخرًا للمزارعين بشأن هذه الأراضي، جاء نتيجة توقعات بارتفاع منسوب نهر النيل خلال الأسابيع القادمة، بسبب الفيضانات القادمة من السودان والتصريف المستمر من سد النهضة الإثيوبي، لا سيما بعد بدء تشغيل التوربينات في 9 سبتمبر الماضي.
وأوضح أن السد العالي مستعد لاستقبال الإيراد المائي السنوي الجديد، الذي يبدأ في الأول من أغسطس، إلا أن التخزين في سد النهضة تسبب خلال السنوات الأخيرة في تأخير وصول المياه حتى أوائل سبتمبر، وقد بدأت هذا العام بكميات كبيرة تجاوزت 600 مليون متر مكعب يوميًا خلال شهر سبتمبر، نتيجة تصريف السدود السودانية في البداية، ثم التصريف الكبير من سد النهضة.
وأضاف شراقي أنه في حال اقتراب منسوب بحيرة ناصر من 182 مترًا، قد يتم فتح مفيض توشكى لتصريف أي كميات زائدة، خاصة مع استمرار هطول الأمطار، كما قد تضطر وزارة الري لضخ كميات إضافية من المياه إلى فرع رشيد عبر قناطر إدفينا لتصريفها إلى البحر المتوسط، مما قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه في النيل وغمر بعض أراضي طرح النهر المنخفضة، كما هو الحال في محافظتي المنوفية والبحيرة.
وأكد أن التخزين هذا العام في بحيرة ناصر يسير بصورة منتظمة، وأن إجمالي الأمطار كان في حدود المعدلات الطبيعية، حيث جاء النصف الأول من الموسم أقل من المتوسط، ثم ارتفع قليلاً في النصف الثاني. وأضاف: "لا أعتقد أننا سنحتاج إلى صرف كميات كبيرة من المياه عبر نهر النيل خلال الفترة المقبلة، لأننا بالفعل في نهاية موسم الأمطار، وإذا اضطررنا لتصريف أية كميات زائدة، فسيتم ذلك عبر مفيض توشكى إلى داخل الصحراء، بعيدًا عن مجرى النهر، وذلك لتفادي التأثير على الأراضي الزراعية بما فيها أراضي طرح النهر".