الأرض
الأربعاء 27 أغسطس 2025 مـ 08:25 مـ 3 ربيع أول 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

طرق حديثة للري تعزز المحصول وتوفر المياه

قال الدكتور محمد عبد ربه، مدير المعمل المركزي للمناخ، إنه

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة وارتفاع درجات الحرارة، أصبحت إدارة مياه الري في زراعة محاصيل الخضر أحد أهم التحديات التي تواجه المزارعين، خاصة مع حساسية هذه المحاصيل الشديدة لنقص المياه.

وأوضح الدكتور محمد عبد ربه، أن معظم محاصيل الخضر لا تتحمل الإجهاد المائي، مما يستلزم إمدادها بالماء بشكل منتظم ومدروس لضمان تحقيق نمو سليم وإنتاج وفير.

التوازن المائي... أساس نجاح زراعة الخضر

وأشار عبد ربه إلى أن التوازن بين كمية الماء التي تمتصها النباتات من التربة وتلك التي تفقدها عن طريق النتح والتبخر، هو عنصر أساسي لنجاح زراعة محاصيل الخضر.

وأكد أن الهدف من الري يجب أن يكون إعادة نسبة الرطوبة في التربة إلى مستوى قريب من السعة الحقلية، خاصة في منطقة الجذور، حيث يكفي في كثير من الأحيان الاعتماد على الري الخفيف المتكرر بدلاً من الري الغزير، لضمان توفير الرطوبة دون إحداث تشبع يضر بالنبات.

علامات عطش النباتات... ومتى نروي؟

رغم اعتماد بعض المزارعين على خبرتهم الطويلة في تحديد توقيت الري، إلا أن الدكتور عبد ربه حذر من الاعتماد الكلي على الملاحظة فقط، خاصة مع زيادة تعقيدات المناخ واختلاف خصائص التربة. ومن بين العلامات التي تنذر بحاجة النباتات إلى الري:

تباطؤ نمو النباتات

ذبول مؤقت في الأوراق كما في الطماطم والسبانخ والباذنجان.

تغير لون الأوراق إلى الأخضر الداكن كما يظهر في الخيار والقاوون والطماطم.

التفاف الأوراق في بعض المحاصيل مثل الذرة السكرية.

تساقط الأزهار في محاصيل مثل الفاصوليا والفلفل والطماطم.

وأضاف أن بعض المزارعين يستخدمون نباتات حساسة للعطش مثل عباد الشمس والذرة كمؤشرات مبكرة لاحتياج باقي المحصول للماء، إذ تظهر عليها أعراض الجفاف أولًا.

قياس رطوبة التربة... الحل العلمي لتفادي الخسائر

يرى الدكتور عبد ربه أن الاعتماد فقط على المؤشرات البصرية لتحديد توقيت الري قد يؤدي إلى قرارات خاطئة، وبالتالي خسائر في المحصول، إما بسبب زيادة الري أو نقصانه. ولذا، يوصي بقياس نسبة الرطوبة في التربة باستخدام الوسائل العلمية لتحديد موعد الري بدقة، وضمان تحقيق أفضل نمو للنبات.

تنظيم الري: بين الكفاءة والمحافظة على التربة

وينبه إلى أن الإفراط في الري الخفيف والمتكرر قد يؤدي إلى تكوين جذور سطحية، ما يجعل النباتات أكثر عرضة للذبول في حال جفاف الطبقة العليا من التربة. كما أن هذا النوع من الري يحصر استفادة النبات من العناصر الغذائية الموجودة فقط في الطبقات العليا، مما يؤدي إلى جفاف الطبقات الأعمق تدريجيًا، ويستدعي استخدام الري الغزير لإعادة توازن الرطوبة.

الري بالتنقيط: التقنية المثالية للزراعة في الأراضي الرملية

وفيما يتعلق بالأراضي الرملية، التي تفقد المياه بسرعة، أكد الدكتور عبد ربه على أهمية تطبيق نظم الري الحديثة، خاصة الري بالتنقيط، الذي يسمح بري النباتات بشكل متكرر وخفيف لفترات قصيرة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة يوميًا، حسب شدة الحرارة. وتساعد هذه التقنية في توصيل المياه مباشرة إلى منطقة الجذور، دون إحداث تشبع مائي، مع توفير التهوية اللازمة لجذور النبات.

ولفت إلى أن نظم الري الحديثة لا تقتصر فائدتها على ترشيد استخدام المياه فقط، بل تسهم أيضًا في تقليل الإجهاد المائي على النباتات، وتحقيق إنتاجية أعلى وجودة أفضل للمحصول، وهي أمور ضرورية لضمان الأمن الغذائي وتحقيق عائد اقتصادي مستدام للمزارعين