منح بحثية تعزز برامج تربية المحاصيل في أوغندا

تسعى أوغندا إلى زيادة إنتاجيتها الزراعية لتلبية الطلب المحلي المتنامي وتعزيز صادراتها من المنتجات الزراعية الصناعية، في ظل نمو سكاني يقترب من 3% سنويًا وتداعيات واضحة لتغير المناخ. وتعد تربية أصناف المحاصيل القادرة على التكيف مع التغيرات البيئية ومتطلبات السوق من أهم مجالات التطوير، إلا أن هذه الجهود كانت تواجه قيودا بسبب محدودية الموارد.
المنظمة الوطنية للبحوث الزراعية (NARO) تبنت نموذج شراكة جديد قائم على المنح، يتماشى مع خطة التنمية الوطنية الرابعة، لدعم تحديث برامجها في الذرة والفاصوليا والكسافا والموز والبطاطا الحلوة، وهي محاصيل استراتيجية للأمن الغذائي وتشكل مواد خام للصناعات الزراعية. ومنذ عام 2019، دخلت NARO في تعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية (CGIAR) ضمن برنامج "التربية المتسارعة TRANSFORM" الذي وفر أدوات متقدمة مثل اختيار الأصناف بمساعدة الواسمات الجزيئية، والاختيار الجينومي، وأنظمة إدارة التربية، إضافة إلى دعم استخبارات السوق.
كما ساهمت الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) عبر مبادرة "محاصيل للقضاء على الجوع" في تحديث البنية التحتية، بما في ذلك الميكنة والري وأنظمة مناولة البذور في المراكز البحثية الرئيسية. وأثمرت المنحة الأخيرة من برنامج "التربية من أجل الغد" عن تسريع العمل وتحقيق نتائج ملموسة خلال ستة أشهر فقط، بحسب ما أكد الدكتور بينارد يادا، رئيس برنامج المحاصيل الجذرية في المعهد الوطني لبحوث المحاصيل الجذرية.
شملت الإنجازات تحديد وتنميط سلالات الذرة الأساسية، وتحسين مجموعات الهجين، وفحص الأمراض، وتوسيع نطاق تجارب الهجن، إلى جانب تطوير برامج الموز والفاصوليا والكسافا والبطاطا الحلوة بإدخال تقنيات مقاومة الأمراض ورفع معدلات الكسب الوراثي. كما تم تنفيذ التنميط الجيني لجميع محاصيل التأسيس، وتطوير أدلة تربية، وإجراء تدريبات موسعة، واستكمال دراسات التكاليف.
ويبرز هذا النموذج أن التمويل المباشر للبرامج الوطنية لا يسرع من وتيرة التنفيذ فحسب، بل يضمن أيضًا مواءمة أنشطة البحث والتطوير مع الأولويات المحلية، ما يعزز قدرة أوغندا على مواجهة التحديات المناخية وضمان أمنها الغذائي.