«حيمري»: مراكز الإرشاد أصبحت منصات تنموية متكاملة

أوضح الدكتور ياسر حيمري، مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية والمنسق العام للبرامج الإرشادية والتدريبية بمركز البحوث الزراعية، أن مبادرة "حياة كريمة" مثلت نقطة انطلاق لعهد جديد من التنمية الشاملة وتحسين جودة الحياة لسكان القرى والنجوع، لم تكن مجرد مشروع لتحسين البنية التحتية، بل جاءت برؤية شاملة تهدف إلى إعادة صياغة الحياة الاقتصادية والاجتماعية داخل الريف، وتحديداً عبر تمكين الفئات الأكثر احتياجاً، وعلى رأسها المرأة الريفية.
من المبادرة إلى التنفيذ.. الريف يتحرك
وأكد حيمري أن السنوات الماضية شهدت تفعيل دور المراكز الإرشادية الزراعية في مختلف المحافظات، والتي تحولت إلى منصات لتقديم خدمات توعوية وزراعية متكاملة، تخاطب الواقع الفعلي للمزارعين وأسرهم، وتسهم في رفع كفاءتهم الحياتية والعملية.
وأشار إلى أن المبادرات لم تقتصر على النشاط الزراعي فقط، بل امتدت لتشمل برامج تنموية متعددة الأبعاد، كان للمرأة الريفية فيها نصيب الأسد. حيث جرى تشكيل فرق عمل ميدانية تضم باحثات متخصصات، بالتعاون مع خبراء في مجالات متنوعة مثل الإنتاج الحيواني، وتكنولوجيا الأغذية، والاقتصاد الزراعي، بهدف تمكين المرأة اقتصادياً واجتماعياً.
أرقام تتحدث.. تمكين حقيقي ونتائج ملموسة
وكشف حيمري أن أبرز ما تحقق حتى الآن، هو وصول عدد المستفيدات من برامج التمكين الاقتصادي إلى نحو 4 آلاف سيدة في 18 محافظة، عبر مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر شملت التصنيع الغذائي وتربية الدواجن، إلى جانب تدريبهن على التسويق التقليدي والإلكتروني، مما فتح أمامهن آفاقاً جديدة للاستقلال المالي والمشاركة الفاعلة في الاقتصاد المحلي.
وأضاف أن المبادرات شملت محاور متكاملة مثل التوعية السكانية، والرعاية الصحية، والتنشئة الاجتماعية، وريادة الأعمال، لتكريس مفهوم التنمية المستدامة داخل الأسرة الريفية، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها سكان الريف.
نحو أفق جديد.. المرأة والشباب في قلب المشهد
وقال إنه تم إدراج التمكين السياسي ضمن خطط التوعية، بهدف تعزيز مشاركة المرأة الريفية في الحياة العامة والاستحقاقات الانتخابية، بما يضمن حفاظها على مكتسباتها ودورها الحيوي في المجتمع. وفي موازاة ذلك، يجري العمل على برامج تستهدف الشباب في القرى، لتوفير فرص بديلة عن الهجرة الداخلية، من خلال تشجيعهم على إنشاء مشروعات صغيرة داخل مجتمعاتهم، بدعم فني وتسويقي يضمن الاستمرارية والنجاح.
بناء على الواقع.. مستقبل تنموي مستدام
وأكد الدكتور حيمري أن جميع هذه البرامج تنبع من احتياجات حقيقية داخل المجتمعات الريفية، حيث يتم تصميم المبادرات بعد دراسات ميدانية دقيقة، مع توفير كل أوجه الدعم لضمان استدامة النتائج وتحقيق الهدف الأسمى: حياة كريمة لكل أسرة ريفية.