خطر العطش يهدد الذرة الرفيعة في الحقول

أطلقت الجهات الإرشادية الزراعية تحذيرات عاجلة وتوصيات ميدانية لمزارعي الذرة الرفيعة، وذلك بهدف حماية المحصول من الإجهاد الحراري وتفادي أي تراجع في الإنتاجية، خاصة في الأراضي الرملية أو حديثة الاستصلاح التي تُعد الأكثر تأثرًا بالتغيرات المناخية المفاجئة.
ري منتظم ومتابعة مستمرة لتجنب العطش والإجهاد
وأوصى خبراء الزراعة بضرورة الاستمرار في ري محصول الذرة الرفيعة كل 15 يومًا كحد أقصى، مع مراعاة طبيعة التربة والظروف الجوية المحيطة، مؤكدين على أهمية ضبط مناوبات الري وعدم تأخيرها، تجنبًا لظهور علامات العطش على النباتات، مثل التفاف الأوراق أو ذبولها، وهي إشارات تستدعي التدخل الفوري لحماية المحصول من الجفاف وخطر فقدان الإنتاج.
وشددوا على أن الأراضي الجديدة أو الخفيفة تحتاج إلى مراقبة يومية، حيث أن قدرتها على الاحتفاظ بالرطوبة أقل من الأراضي الطينية، ما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات الحرارة والجفاف السريع.
الإنذار المبكر... السلاح الأهم في مواجهة الآفات
في سياق متصل، دعت الجهات المعنية كافة المزارعين إلى الإبلاغ الفوري للمهندسين الزراعيين أو مسؤولي المكافحة حال ظهور أية أعراض إصابة مرضية أو حشرية، لضمان سرعة التشخيص والتعامل الفوري عبر التوصيات الفنية الدقيقة، ومنع انتشار الآفات التي قد تُهدد المحصول في مراحل نموه المختلفة.
التحذير من أخطاء شائعة: لا لتوريق النبات
من أبرز الأخطاء التي تقع فيها بعض المزارع، بحسب الخبراء، هو إزالة أوراق نبات الذرة الرفيعة (التوريق) لاستخدامها كعلف حيواني أو لأي أغراض أخرى، وهي ممارسة تُعد شديدة الخطورة، إذ تقلل من كفاءة التمثيل الضوئي للنبات، وتنعكس سلبًا على حجم وحيوية الإنتاج النهائي.
الذرة الرفيعة... محصول واعد ولكن!
ورغم أن الذرة الرفيعة تُعد من المحاصيل المقاومة نسبيًا للحرارة والجفاف، إلا أن إهمال المتابعة الميدانية، أو التأخر في الري، أو تجاهل ظهور الإصابات، يمكن أن يحول هذا المحصول الواعد إلى خسارة كبيرة.
ويؤكد المتخصصون أن المستقبل يحمل فرصًا كبيرة لتوسيع زراعة الذرة الرفيعة، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية التي تتطلب محاصيل أكثر تحمّلًا، لكن هذا لا يلغي أهمية الإدارة الدقيقة والالتزام التام بالإرشادات الفنية طوال دورة حياة النبات.
الزراعة تحت التحدي المناخي... والنجاح يبدأ من الحقل
وفي ضوء استمرار التغيرات المناخية، أصبحت ممارسات الزراعة الذكية وإدارة الموارد المائية ومراقبة صحة النبات، عناصر حاسمة في نجاح أي موسم زراعي. ومن هنا، تتزايد الحاجة لتكامل جهود الدولة والمزارعين والمهندسين الزراعيين لضمان حماية المحاصيل الاستراتيجية، وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.