نقص حاد في البازلاء يهدد الأسواق البريطانية بعد خسائر فادحة في المحصول

يواجه قطاع الزراعة في المملكة المتحدة أزمة جديدة مع خسارة المزارعين ما يصل إلى 30% من محصول البازلاء الخضراء، نتيجة ربيع جاف غير مسبوق وشهر يونيو هو الأكثر حرارة في تاريخ البلاد. ويُتوقع أن يؤدي هذا الانخفاض الكبير في الإنتاج إلى نقص ملحوظ في توافر البازلاء في المتاجر الكبرى خلال الأسابيع المقبلة.
في مناطق الزراعة الرئيسية مثل لينكولنشاير ونورفولك وسوفولك وشرق يوركشاير، بدأ الحصاد مبكرا هذا العام، وهو أبكر موعد منذ 14 عاما، بسبب الإجهاد البيئي الذي تسبب في جفاف التربة وتسريع نضج المحاصيل. وقال إيان واتسون، مدير شركة "ستيمجولد بيز"، إنهم دخلوا الحقول في 4 يونيو، أي قبل الموعد المعتاد بكثير، وإن النباتات متعبة والتربة صلبة والحصاد ضعيف. وأوضح أن العديد من قرون البازلاء تحتوي على حبتين أو ثلاث فقط بدلا من العشر المعتادة، فيما جفت باقي الحبات.
وتنتج شركته البازلاء بالشراكة مع 45 مزرعة على مساحة تفوق 1400 هكتار، وكانوا يعتادون حصد نحو 6000 طن، إلا أن التوقعات تشير الآن إلى كمية أقل بكثير. كما حذر الاتحاد الوطني للمزارعين من أن استمرار الطقس الجاف دون هطول أمطار غزيرة قريبا قد يؤدي إلى غياب البازلاء البريطانية عن الأسواق.
من جانب آخر، يواجه مصنعو الأغذية تحديات لوجستية متزايدة. فشركة "بيردز آي"، التي تحصد نحو 35 ألف طن من البازلاء سنويا من أكثر من 250 مزرعة، تواجه صعوبة في الالتزام بإطار زمني لا يتجاوز ساعتين ونصف لقطف البازلاء وتجميدها، وهو أمر بات غير ممكن مع التسارع الشديد في نضج المحصول. وتدرس الشركة بالفعل إدخال أصناف جديدة أكثر مقاومة للحرارة، استجابة للتغيرات المناخية المتكررة.
ورغم الخسائر، هناك جانب إيجابي لفتت إليه ميشيل لوري، أخصائية الجودة في إحدى الشركات، مشيرة إلى أن البازلاء هذا العام تتميز بحلاوة استثنائية، نتيجة وفرة أشعة الشمس.
لكن المشهد العام يظهر اضطرابا متزايدا في الموسم الزراعي البريطاني. ففي عام 2023، حالت الأمطار المفرطة دون الزراعة في موعدها، مما يعكس التقلبات المناخية الحادة ويدق ناقوس الخطر بشأن الحاجة الماسة إلى التكيف الزراعي والاستثمار في أصناف أكثر مرونة.