أزمة في الأسواق العالمية بسبب توقف مصانع الأسمدة

تشهد الأسواق العالمية موجة جديدة من ارتفاع أسعار الأسمدة، لا سيما اليوريا، في ظل توقف عدد من مصانع الإنتاج في مصر نتيجة لنقص إمدادات الغاز الطبيعي، بحسب ما أكده خبراء ومصنّعون في قطاع الأسمدة.
وتُعد مصر من اللاعبين الرئيسيين في سوق الأسمدة العالمي، حيث تصدّر سنويًا ما تتراوح قيمته بين 3 إلى 3.5 مليار دولار من الأسمدة، ما يجعلها دولة محورية في هذا القطاع.
قفزة في الأسعار العالمية
قبل توقف الإنتاج، كانت أسعار طن اليوريا تتراوح بين 370 إلى 380 دولارًا، إلا أن هذه الأسعار ارتفعت مؤخرًا لتصل إلى ما بين 440 و450 دولارًا للطن، ولم يقتصر الأمر على اليوريا فحسب، بل ارتفعت كذلك أسعار الأمونيا، ما أحدث تأثيرًا مباشرًا على سلاسل التوريد والأسواق العالمية.
مصر في صدارة الإنتاج والتصدير
وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أكدت بدورها أن مصر تحتل موقعًا عالميًا متميزًا في مجال إنتاج وتصدير الأسمدة المعدنية والمغذيات النباتية، حيث تتصدر الدول العربية في إنتاج سماد اليوريا وتأتي في المرتبة الخامسة عالميًا، بإنتاج سنوي يتجاوز 7.6 مليون طن.
وفي هذا السياق، أوضح علاء فاروق، وزير الزراعة، أن صناعة الأسمدة تمثل ركيزة استراتيجية للقطاع الزراعي محليًا ودوليًا، لدورها في تحسين خصوبة التربة وتعزيز إنتاج المحاصيل الاستراتيجية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.
انتظام التوزيع محليًا رغم التحديات
ورغم التحديات المرتبطة بالإنتاج، طمأنت وزارة الزراعة المزارعين بتوافر الأسمدة داخل الجمعيات الزراعية في مختلف المحافظات، مؤكدة انتظام عمليات الصرف وفقًا لمنظومة "كارت الفلاح الذكي"، وتوفير مخزون استراتيجي كافٍ يغطي احتياجات الموسم الصيفي.
وأشار تقرير الوزارة إلى أنه تم صرف أكثر من 300 ألف طن من الأسمدة خلال الشهرين الماضيين، بينما يتوفر حاليًا أكثر من 250 ألف طن كمخزون احتياطي، وتتم عملية الصرف على دفعات بحسب نوع المحصول والحصر الزراعي، لضمان تغطية كافة احتياجات المزارعين.
كما شددت الوزارة على استمرار حملات المتابعة الميدانية لضمان انسيابية التوزيع، ومنع أية تلاعبات أو معوقات، داعية المزارعين إلى الإبلاغ الفوري عن أي مشكلات تواجههم لضمان سرعة التدخل وحلها.