الأرض
الجمعة 20 يونيو 2025 مـ 05:09 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مزارعو الفلفل في رواندا بين الطموح والخسائر

يواجه مزارعو الفلفل الحار في مقاطعة كايونزا بشرق رواندا تحديات متزايدة تهدد استدامة نشاطهم الزراعي، في ظل مشاكل تتعلق بفعالية المبيدات، وارتفاع أسعار البذور، وتذبذب سوق التصدير. وتشير تعاونية "جيكاديني"، التي تضم 87 عضوًا، إلى خسارة ستة أطنان من المحصول خلال الموسم الماضي بسبب مرض فتاك لم تنجح المبيدات في احتوائه، رغم إنفاق كبير على مستلزمات الزراعة.

يعاني المزارعون من صعوبة استرداد تكاليف الإنتاج ودفع أجور العمال، في وقت تظل فيه بذور الفلفل الحار باهظة الثمن وتحت سيطرة متعاقدين من القطاع الخاص. يبلغ سعر كيلوجرام واحد من بذور فلفل "باداي" نحو 3900 دولار، ولا توجد سوق عامة تتيح للمزارعين حرية التفاوض أو البدائل. ويقول رئيس التعاونية فينوستي نكونديمانا إن اعتمادهم الكامل على هؤلاء المقاولين في التسعير والدفع يضعهم في موقف ضعيف، مضيفًا: "المقاول يحدد السعر، ونحن ندفع بعد الحصاد".

ورغم هذه التحديات، تشير قصص نجاح فردية مثل المزارعة آن ماري أويراجي إلى الإمكانات التي توفرها زراعة الفلفل، حيث تمكنت من توسيع أرضها وسداد قرض بقيمة 2300 دولار. ويطالب المزارعون حاليًا بأسعار لا تقل عن 0.80 دولار لفلفل "باداي" و1.60 دولار لفلفل "تيجا"، في حين يباع الأخير حاليًا بنحو 1.45 دولار.

ساهم نشاط التعاونية في تحسين الوضع الاجتماعي في المنطقة من خلال تمويل التجديدات المنزلية، وتوسيع التغطية الصحية، وزيادة الالتحاق بالمدارس. لكن رغم هذه النتائج، لم ينجح المزارعون في الحصول على توضيحات من المقاولين بشأن الأسعار أو جودة البذور.

من جانبها، أقرت نائبة عمدة المنطقة، هوب مونجانينكا، بالمشاكل، وتعهدت بإجراءات جديدة لضمان جودة البذور وتشجيع الحوار بين المزارعين والمقاولين. كما أشارت إلى مبادرات محلية سابقة هدفت إلى خفض خسائر ما بعد الحصاد من خلال بناء مرافق التجفيف وتوفير معدات المعالجة بدعم من عائدات السياحة.

وتسعى السلطات المحلية حاليًا للتعاون مع مجلس الزراعة الأسترالي لتحليل المرض الذي أصاب المحاصيل وتقديم حلول علمية. وفي منطقة يعتمد فيها أكثر من 76 بالمئة من السكان على الزراعة، تعكس أزمة "جيكاديني" التحديات الأوسع التي يواجهها القطاع، وسط مطالبات بتدخل حكومي يشمل اعتماد البذور، وتقديم الدعم المباشر، وتنظيم السوق الزراعي بشكل أوسع.