رسالة حب إلى صُنّاع الزيتون

إلى، المزارعين، والمستثمرين، والمصنّعين، والتجّار، والعلماء، والإعلاميين الزراعيين، وكل من يحمل راية زيت الزيتون المصري، رسالة شكر ومحبة.
نُوجِّه إليكم هذه الرسالة عرفانًا وتقديرًا، كونكم لا تصنعون منتجًا غذائيا فحسب، بل تُقدِّمون هويّةً مصريةً متأصِّلة، متجذِّرة في أرض الوطن، وممتدّة في ضمير الإنسانية.
إلى الفلاح المصري الأصيل، الذي غرس شجرة الزيتون بإيمان، وسقاها بعرقه، واحتضنها موسما تلو آخر حتى أثمرت خيرً اوفيرًا.
إلى المزارعين الذين أخلصوا للأرض، فبادلَتهم خصبًا، وجعلوا من الزيتون حكاية وفاء وارتباطٍ بالوطن.
إلى الشركات الزراعية والمستثمرين الذين آمنوا بأن الجودة ليست خيارًا بل التزاما، وأن الزيت المصري يستحق مكانةً في الصدارة.
إلى المعاصر والمصانع التي التزمت بأعلى المعايير، والتجّار النُزهاء الذين صانوا الأمانة، ورفضوا الغش والعبث باسم هذا الكنز الطبيعي.
ما يُمثله زيت الزيتون المصري
أنتم لا تنتجون زيتًا فقط، بل تقدِّمون ذهبًا سائلًا يحمل في كل قطرة منه قصةَ كفاح، ورسالةَ شفاء، ونموذجًا للأصالة الغذائية.
زيت الزيتون الذي تصنعونه هو صحةٌ للأجساد، ونقاء للضمائر، وفخرٌ للوطن، يشهد له العالم بالجودة، ويشهد لكم التاريخ بالإخلاص.
شركاء النجاح في هذه المنظومة
العلماء والخبراء في مجالات الزراعة والصناعات الغذائية، الذين يقودون مسيرة البحث والتطوير نحو آفاق أعلى.
- الاستشاريون والمهندسون الزراعيون والفنيون الذين يبذلون علمهم وجهدهم لتعظيم الإنتاج وتحسين الجودة.
الجهات التشريعية والرقابية التي ترعى المنظومة بالقوانين الحامية والتطبيقات الضامنة للنزاهة.
العمال المجتهدون في الحقول والمعاصر، الذين يشكّلون العمود الفقري لهذه الصناعة النبيلة.
الإعلاميون والمدوّنون الذين يُسهمون في نشر الوعي، وكشف الحقائق، وتكريم الجهود الصادقة.
المستهلكون الواعون الذين يختارون الجودة، ويمنحون الثقة لمَن يستحقّها.
وبكل فخر، نخص بالشكر الشركات الوطنية الرائدة والسبّاقة في هذا المجال، والتي قدّمت نموذجًا يحتذى به في دعم قطاع زيت الزيتون المصري، وأسهمت بفعالية في تنظيم مهرجانات الزيتون المصري خلال السنوات الأخيرة، وكانت في طليعة من تبنَّو افكرة إقامة أول مسابقة دولية على أرض مصر - مسابقة الأهرام الدولية لزيت الزيتون وزيتون المائدة - ما أضاف للمجال زخمًا كبيرًا على المستويين المهني والإعلامي.
كما نُثمّن دور الخبراء المصريين في مجال التقييم الحسي، وتشجيع الابتكار والجودة، إلى جانب الدور المتميز للشركات الراعية والمحفزة، والتى أدركت قيمة هذا القطاع وعمقه الاستراتيجي.
أنتم شركاء في إنجاز وطني، يُعيد مجد الزراعة المصرية، أملا في مستقبل قائم على الاقتصاد الأخضر والإنتاج المستدام.
رسالة ختامية
أنتم جميعًا شركاء في صناعة المجد، ترفعون اسم مصر عاليًا، وتُثبتون أن الزراعة المصرية قادرة على المنافسة، وعلى تصدير الصحة والهوية معًا.
إن ما تفعلونه هو أكثر من إنتاج غذاء، لكنه بناء لوطنٍ أخضر، واقتصادٍ مستدام، ومستقبلٍ آمن.
شكرًا لكم من القلب.
شكرًا لأنكم لم تبخلوا بالجهد، ولم تستسلموا للتحديات. شكرًا لأنكم آمنتم بأن زيت الزيتون المصري ليس سلعةً تجارية، بل رسالة وطنية وأمانة صحية للأجيال القادمة. دمتم أبطالًا خلف كل قطرة تفيض بالنقاء، ووسامَ فخرٍ على صدر هذا الوطن العظيم.
كانت هذه الرسالة بالإنابة عن كل خادمي ومحبي الشجرة المباركة ومنتجاتها.
* أستاذ ورئيس قسم الزيوت والدهون بالمركز القومى للبحوث