اليابان تستورد الأرز الكوري الجنوبي لأول مرة منذ 25 عاما

في خطوة غير معتادة، استوردت اليابان أول شحنة من الأرز الكوري الجنوبي منذ عام 1999، وذلك بعد أن دفع ارتفاع أسعار الأرز المحلي المستهلكين اليابانيين إلى البحث عن بدائل أجنبية رغم الرسوم الجمركية المرتفعة.
وأكد مسؤول في القطاع الزراعي الكوري الجنوبي أن مكتب طوكيو التابع للاتحاد الوطني للتعاونيات الزراعية (نونجهيوب) قام هذا الشهر بتوريد وبيع طنين من الأرز الكوري في الأسواق اليابانية وعبر الإنترنت. وأضاف أن هذه هي أول عملية من نوعها منذ افتتاح المكتب في العاصمة اليابانية، مشيرا إلى أن الشحنة قد نفدت بالكامل، مع توقع وصول 20 طنا إضافيا خلال أيام.
وتُعد الكمية رمزية مقارنة بإجمالي استهلاك اليابان، لكنها تشكل مؤشرا إيجابيا لصادرات كوريا الجنوبية الزراعية، التي تضررت مؤخرا من سياسات تجارية حمائية، خاصة تلك المرتبطة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي هذه الصفقة في وقت تحاول فيه دول شرق آسيا، مثل كوريا الجنوبية والصين واليابان، تعزيز التعاون التجاري فيما بينها، وسط اضطرابات في النظام التجاري العالمي. وكان وزراء التجارة في الدول الثلاث قد اجتمعوا مؤخرا في سيول للتأكيد مجددا على أهمية دعم التجارة الحرة.
رغم أن الأرز الكوري لم يكن يحظى بميزة سعرية في اليابان بسبب رسوم الاستيراد البالغة نحو 340 ين (2.4 دولار) لكل كيلوجرام خارج الحصة المعفاة البالغة 770 ألف طن سنويا، فإن الارتفاع الحاد في أسعار الأرز المحلي الياباني - بنسبة بلغت 92% على أساس سنوي في أبريل، وهي الأعلى منذ عام 1971 - جعله خيارا قابلا للمنافسة.
يُذكر أن السوق اليابانية لطالما كانت منغلقة أمام الأرز المستورد بسبب تفضيل المستهلكين للحبوب المحلية والتعقيدات المرتبطة بسلاسل الإمداد، غير أن الضغوط التضخمية الحالية فتحت الباب أمام تغيير هذا النمط ولو جزئيا.