الأرض
الإثنين 19 مايو 2025 مـ 06:07 مـ 21 ذو القعدة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

خبير يوضح السعر العادل ويضع روشتة للنهوض بالحلويات

بين التجار والمنتجين.. من مسئول عن ارتفاع أسعار المشمش فى الأسواق؟

ارتفاع أسعار المشمش
ارتفاع أسعار المشمش

الحلويات أو الفاكهة ذات النواة الحجرية هامة اقتصاديا ومرغوبة استهلاكيا في الأسواق المحلية والعالمية، وبالرغم من توافرها في الأسواق، إلا أن ارتفاع أسعارها إلى قيم غير مسبوقة كان علامة استفهام لدى المستهلكين لمعرفة مدى صحة هذه الأرقام المعلنة في الأسواق ولدى التجار.

رصدت "جريدة الأرض" تباينا ملحوظا في أسعار الحلويات في عدد من المتاجر كان أكثرها ارتفاعا المشمش الذي وصل سعر الكيلو منه إلى قرابة 100 جنيه فما صحة تلك الأسعار؟ ومن المسؤول عنها؟ وما هو السعر العادل؟

وفقا لخريطة الأسعار المعلنة في سوق العبور فإن سعر الجملة لكيلو المشمش في سوق العبور وصل إلى 50 جنيها وسط زيادة الطلب عليه من التجار وقلة الكميات المعروضة وذلك بحسب ما أفاد به عدد من التجار.

وفسر منتجون، أن زيادة الإقبال ترجع لصغر موسم حصاد المشمش، والذي لا يزيد عن شهرين حتى يقال في المثل الشعبي "في المشمش"، ما يشير لصغر المدة، أما قلة الكميات المعروضة فكان بحاجة لتفسير علمي دقيق.

وقال طايع، تاجر فاكهة، إن ارتفاع سعر المشمش يرجع إلى ارتفاع تكاليف النقل والتداول، فضلا عن زيادة معدلات الهالك في الثمار.

وقال الدكتور أيمن اسماعيل، استشاري إدارة المزارع ومؤسس شركة السفينة الخضراء، إن السعر العادل لكيلو المشمش من أرض المزرعة هو 20 جنيه كحد أدنى مشيرا إلى أن تكلفة إنتاج الكيلو لا تقل عن 10 جنيهات.

وأوضح "أيمن"، إن تكلفة فدان المشمش حوالي 60 الف جنيها في الوقت الذي تصل فيه متوسط انتاجية الفدان إلى 6 أطنان تقريبا وهو ما يفسر سعر الإنتاج.

وكشف إستشاري إدارة المزارع، عن حدوث تذبذبات شديد في مساحات زراعة المشمش بين الموسم والاخر بسبب صعوبة إدارة العمليات الزراعية فيه مقارنة بغيره من الفواكة ذوات النواة الحجرية، لا سيما أنه حساس للمياه بشكل كبير.

أرجع مؤسس السفينة الخضراء، أسباب ما سبق إلى عدة عوامل منها :-

1-التغيرات المناخية بعيدة المدى والتقلبات المناخية قصيرة المدى مع ثبات برامج إدارة المحصول من برامج رى وتغذي ومكافحة وعمليات فنية فمازال الكثير ممن يعملون بمجال إنتاج الفاكهة ذات النواة الحجرية يلتزم بمواعيد محددة وثابتة في إجراء الكثير من العمليات المهمة مثل التقليم ورش كاسرات السكون مع وجود تغير بشكل يلاحظه الجميع في طبيعة المناخ عن العقود الماضية.

2-عدم الاعتماد على الخبرات الإدارية والفنية التي لا تطور من نفسها لمواكبة التغيرات السريعة في المجال الزراعي.

3-لجوء الكثير من منتجين الفاكهة ذات النواة الحجرية إلى استخدام الكثير من المبيدات ذات السمية العالية أو التي لا تخضع لقوائم المبيدات المعترف بها عالميا والتي يتم تحديثها سنويا مما يسبب وجود الكثير من متبقيات المبيدات والتي تؤثر على الصحة العامة وكذلك التسويق العالمي.

كما وضع "إسماعيل"، روشتة للخروج من الأزمة تتضمن الالتزام بالتوصيات الأتية للمحافظة على المساحات الموجودة مع التوسع الأفقي والراسي بحثا عن زيادة الإنتاج ومن ثم ضبط الأسعار وذلك من خلال ما يلي:-

1-ضرورة اللجوء إلى التصنيع الزراعي لمساعدة المزارع والمستثمر على تحديات الأسواق وليكن عنده البدائل الجيدة مثل صناعات التجفيف المختلفة للكثير من الحاصلات الزراعية الفائضة ومن أهمها محصول المشمش.

2-ضرورة اتباع برامج إدارة المحصول المتطورة مع تطور الأوضاع الحالية سواء االاحوال المناخية أو أحوال الأسواق مع مراعاة ودراسة الأسواق بشكل جيد للحصولوتوجية الحصول للسوق الأفضل للحصول أعلى عائد اقتصادي ممكن.

3-وضع خطة مكافحة شاملة بواسطة المصائد سواء كانت المصائد الفرمونية أو الغذائية أو عن طريق الرش الجزئي لمكافحة ذبابة الفاكهة بأنواعها والتي هي من أهم عوامل إهدار الكثير من محصول أشجار ذات النواة الحجرية وكذلك من أهم أسباب رفض المنتج للتصدير للأسواق العالمية.

4- يجب على كل من المستثمرين و صغار الفلاحين على التخلي عن الأجندات والبرامج والروشتات والخبرات الشخصية الثابتة التي لا يحدث لها تطور يواكب التغيرات السريعة والاعتماد على الأشخاص والبرامج المتطورة مع الوضع الحالي.

جدير بالذكر أن المشمش من الفواكه الصيفية ذات القيمة الغذائية العالية المفضلة للمواطن المصرى الذى يدخل بجانب الاستهلاك الطازج فى كثير من الصناعات الغذائية التى اهمها العصائر والمربات ورقائق المشمش التى تزيد من قيمته الاقتصادية .

وبحسب احصاءات وزارة الزراعة فإنه تتركز زراعة المشمش فى محافظتى القليوبية والفيوم والتى تصل مساحتها إلى حوالى خمسة آلاف فدان معظمها من الأشجار البذرية التى تختلف فيما بينها فى طبيعة النمو ومواعيد التزهير والنضج وكمية المحصول وجودة الثمار .

وتبلغ المساحة المنزرعة من صنف المشمش الكانينو والامل لأكثر من 50 ألف فدان وتزداد المساحة المنزرعة من المشمش صنف الكانينو سنويا والتى تقدر حاليا بحوالى 30ألف فدان نظرا لإقبال ثماره ودخوله فى الإثمار مبكرا عن السلالات المحلية ومناسبة الظروف المناخية له فى مناطق زراعته بالأراضى الصحراوية حديثة الإستزراع.