السبت 4 مايو 2024 مـ 06:42 مـ 25 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

النزاع المتصاعد والتدهور الاقتصادي المستمر يؤديان إلى تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان

في ظل تفاقم أزمة الأمن الغذائي في السودان، تدق منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ناقوس الخطر وتحث جميع الأطراف المعنية على اتخاذ إجراءات جماعية فورية لتجنب وقوع كارثة إنسانية وشيكة.

وفقاً لتوقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر حديثاً، يواجه 17.7 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، أي ما يمثل 37 في المائة من السكان الذين شملهم التحليل، مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، المصنف في المرحلة الثالثة وما فوق من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (أزمة أو أسوأ) بين أكتوبر 2023 وفبراير 2024. وتتواجد الفئات السكانية الأكثر تأثراً بانعدام الأمن الغذائي في الولايات التي تشهد مستويات عالية من العنف المنظم، بما في ذلك دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والخرطوم - وخاصة في منطقة المدن الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان.

أوضحت الفاو أن النزاع المستمر وتصاعد العنف يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وزيادة حالة الأمن الغذائي سوءاً للسكان في العديد من المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية. ويتضاعف حجم هذه المشكلة نتيجة انخفاض الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية والصدمات المناخية والنزوح، وذلك وفقاً لتقرير منظمة الأغذية والزراعة الأخير بشأن الأداء الزراعي للسودان في موسم الصيف بعنوان "السودان: تقييم سريع للأداء الزراعي للموسم الصيفي".

وأدى اتساع رقعة العنف إلى نزوح 6.3 مليون شخص، بما في ذلك حوالي 5.1 مليون نازح داخلياً و1.2 مليون لجأوا إلى البلدان المجاورة. وتأتي غالبية النازحين داخلياً من ثماني ولايات، وتستحوذ ولاية الخرطوم على الحصة الأكبر بنسبة 67 في المائة. وينتشر السكان النازحون في جميع ولايات السودان الثماني عشرة ويمتد نزوحهم إلى ما وراء حدود البلاد، خاصة إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.

كما تسبب النزاع في إلحاق أضرار جسيمة ودمار هائل بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية والمدارس والطرق ومصادر الطاقة والمياه بالإضافة إلى أصول الاتصالات. وأدت عمليات النهب واسعة النطاق للأسواق والبنوك والصناعات والمباني العامة إلى زيادة النقص في الخدمات الأساسية والمواد الغذائية وغير الغذائية في جميع أنحاء البلاد، مما أدى إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي الهشة وسوء التغذية.

وفي الفترة بين يوليو وسبتمبر 2023، قبل موسم الزراعة المهم، أعانت المنظمة أكثر من مليون أسرة زراعية - أو 5 ملايين شخص - لدعم إنتاج الغذاء المحلي والحفاظ على سبل العيش الريفية. ولكن على الرغم من كل تلك الجهود، فإن عدم الاستقرار وتحديات الوصول لا تزال تهدد الأمن الغذائي.

وقال هونغجي يانغ، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان: "في مواجهة تحديات الأمن الغذائي المثيرة للقلق، تؤكد منظمة الأغذية والزراعة على التزامها الراسخ بدعم المجتمعات الريفية السودانية. إن الحاجة الملحة واضحة وتفانينا صادق، لكن الطريق إلى الأمام يتطلب المزيد من التمويل للحفاظ على دعمنا الحيوي".

تحتاج منظمة الأغذية والزراعة بشكل عاجل إلى 75.4 مليون دولار أمريكي، وهو ما يمثل حوالي 80 في المائة من التمويل المطلوب بموجب خطة الاستجابة الإنسانية المنقحة للسودان للفترة من مايو إلى ديسمبر 2023. وهذه الأموال ضرورية لتلبية الاحتياجات المتصاعدة، وتعزيز الإنتاج الغذائي المحلي، وتحسين إمكانية الوصول إليه في جميع أنحاء البلاد.