الإثنين 29 أبريل 2024 مـ 10:08 صـ 20 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

الفاو: تفاقم أزمة الأمن الغذائي وسط النزاع المستمر والتحديات الاقتصادية في السودان

أصدرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) تحذيراً قوياً بشأن أزمة الغذاء المتصاعدة في السودان، وقالت إنه في ظل استمرار النزاع والتدهور الاقتصادي في البلاد، هناك حاجة ماسة إلى دعم إنساني عاجل ومكثف للمجتمعات الريفية.

ووفقاً لآخر توقعات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، يعاني أكثر من 20.3 مليون شخص، يمثلون أكثر من 42 في المائة من سكان البلاد، من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى من التصنيف) بين يوليو/ وسبتمبر/ 2023. وبالمقارنة مع نتائج التحليل الأخير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي تم إجراؤه في مايو/ 2022، تضاعف تقريباً عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد.

ومع وجود 14 مليون شخص في مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف) وما يقرب من 6.3 مليون شخص في مرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف) من مراحل الجوع الحاد، فإن الوضع خرج بلا شك، والولايات الأكثر تضرراُ هي تلك التي تعاني من النزاع النشط، بما في ذلك الخرطوم وجنوب وغرب كردفان ووسط وشرق وجنوب وغرب دارفور، حيث يواجه أكثر من نصف السكان الجوع الحاد.

وقد أدى العنف إلى نزوح واسع النطاق لأكثر من 2.6 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد، وأجبر أكثر من 700,000 آخرين على البحث عن ملاذات آمنة لهم في البلدان المجاورة. وتعرضت البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك مرافق الرعاية الصحية ومصادر الطاقة والاتصالات السلكية واللاسلكية، لأضرار جسيمة، مما أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وأدت اضطرابات السوق وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى تفاقم معاناة السكان في الوصول إلى السلع والخدمات الأساسية.

وفي هذا السياق، أعرب السيد عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، عن قلقه العميق إزاء الوضع، قائلاً: "لقد كان للنزاع عواقب وخيمة على الأمن الغذائي والتغذوي ورفاه ملايين الأشخاص. تواجه العائلات معاناة لا يمكن تصورها، ومن الضروري أن تتدخل منظمة الأغذية والزراعة لدعم أكثر من مليون مزارع في هذا الموسم لإنتاج ما يكفي من الغذاء للشعب السوداني".

استجابة منظمة الأغذية والزراعة

كانت استجابة المنظمة للأزمة سريعة وشاملة. وعلى الرغم من الظروف الأمنية المعقدة، نجحت المنظمة بشراء 8,840 طناً من الحبوب (الذرة الرفيعة والدخن) وبذور البامية لتقديمها إلى أكثر من نصف مليون اسرة مزارعة في جميع أنحاء البلاد بدعم من حكومات الولايات المتحدة الأمريكية والنرويج وألمانيا وهولندا، والصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ. وتسعى حملة توزيع البذور الطارئة إلى توسيع نطاقها لتصل إلى نحو مليون مزارع في الوقت المناسب لموسم الزراعة، بما يضمن إنتاج حبوب كافٍ لتغطية احتياجات ما يصل إلى 19 مليون شخص لمدة عام.

وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، كانت منظمة الأغذية والزراعة أول وكالة تابعة للأمم المتحدة تصل إلى غرب كردفان منذ بدء النزاع. وقد سهّل هذا الإنجاز الوصول فيما بعد إلى شمال وشرق وجنوب دارفور، مما سمح للمنظمة بتوسيع نطاق مساعداتها للمجتمعات الضعيفة.

لكن محدودية الموارد تعرقل جهود المنظمة لمكافحة أزمة الغذاء. إذ تحتاج المنظمة بشكل عاجل إلى 65 مليون دولار أمريكي للوصول إلى 1,255,000 أسرة ضعيفة (حوالي 6.3 مليون شخص) وتزويد الأسر الزراعية الرعوية ببذور عالية الجودة والتدريب لموسم الزراعة الشتوية 2023 وموسم الزراعة الصيفية 2024، واستعادة وتحسين إنتاج الحليب للأسر الرعوية، وحماية الثروة الحيوانية للأسر الضعيفة من خلال تقديم لقاحات الحيوانات، وتوفير معدات الصيد لدعم سبل عيش أسر الصيد الضعيفة.

النظرة المستقبلية

ترسم التوقعات للفترة القادمة من أكتوبر/ الأول 2023 إلى فبراير/ 2024 صورة مقلقة، حيث من المحتمل أن يواجه حوالي 15 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، وهو أعلى رقم مسجل يتزامن مع موسم الحصاد في البلاد. ومن المتوقع أن تكون دارفور الكبرى وكردفان الكبرى وولاية الخرطوم هي المناطق ذات العدد الأكبر من السكان في المرحلة الثالثة من التصنيف (مرحلة الأزمة) والمرحلة الرابعة (مرحلة الطوارئ). وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن يزداد محصول الدخن والذرة الرفيعة زيادة طفيفة، مما سيساعد على تجديد مخزون الأسر، وتحسين صحة الماشية، وتعزيز إنتاج الحليب. ومع ذلك، قد لا يكون هذا التحسن كافياً لتلبية الاحتياجات الغذائية المتزايدة، خاصة في الولايات التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة البعلية. ويهدد ارتفاع تكلفة المدخلات الزراعية (البذور والأدوات والأسمدة) والعمالة وتعطل الأنشطة الزراعية إنتاج المحاصيل وبالتالي بتفاقم أزمة الغذاء.


وقال هونجي يانج، ممثل منظمة الأغذية والزراعة في السودان: "لا نزال ملتزمين بدعم الأسر الريفية في السودان في هذه الأوقات العصيبة. ولكن هذا العمل الحاسم لا يمكن أن يستمر بدون وصول الموارد في الوقت المناسب. الزراعة هي شريان الحياة، ومع بدء الموسم الزراعي الرئيسي، يلزم اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي ولإنقاذ الأرواح وسبل العيش".

تعمل منظمة الأغذية والزراعة على الخطوط الأمامية مع الشركاء المحليين والمجتمع الإنساني لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للمجتمعات الريفية الضعيفة في السودان.