الخميس 28 مارس 2024 مـ 02:28 مـ 18 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

البيان المعقول لتنوير العقول  بخطورة الكولسترول 

 د. جمال شعبان
د. جمال شعبان

تداولت السوشيال ميديا أن الكوليسترول LDL ليس سبباً من أسباب الاصابة بأزمات القلب والشرايين

وأنه لا طائل للعلاج منه وأنه قد رفع من قائمة المحظورات واستدلوا ببعض كلام الخبراء مثل بروف أسامة حمدي بأن القشطة والسمن البلدي غير ضارين .

وقالوا أهلًا باباحة كل الطعام الذي يرفع الكوليسترول بما أنه لا ضير منه

في الحقيقة ثمة خلط وسوء فهم بين جمهرة غفيرة من المتابعين من العامةوحتى بعض الأطباء منهم.

هذا بيانٌ للناس لاستجلاء الحقيقة وفك الالتباس ودرء الشبهات ووضع النقاط علي الحروف

أولاً فالكوليسترول في حد ذاته يمثل ربع المخ تقريبًا ومكون أساسي لجدار الخلية الحية و عديد من هرمونات الجسم مثل استروچين وتستوسترون وركيزي لامتصاص فيتامينات ADEK

ثانيا الرابطة الوشيجة والعروة الوثقي بين الليبوبروتين الكوليسترول الضار LDL وجلطات القلب والشرايين لا يعتريها انفصام مثل الزواج الكاثوليكي

معناه أن إرتفاع الكوليسترول LDLوتركه بدون علاج سيقود بلا أدني شك إلي إنسداد شرايين القلب والمخ والأطراف ولا سيما لدي الأشخاص المدخنين أو المصابين بالبدانة أو إرتفاع ضغط الدم أو مرض السكر.

تخفيض مستوي الكوليسترول الضار LDL بالتأكيد يؤدي الى خفض احتمالات الإصابة بجلطات القلب والمخ ولاسيما مرضى السكر.
والدليل في اعتلال الدهنيات الوراثي يصاب الأطفال والصبية اليافعون بتصلب الشرايين وأزمات القلب وهم في ريعان الشبيبة

ثالثة الأثافي ومنبع الارتباك والالتباس بين الناس
والخلط في مصدر إرتفاع الكوليسترول هل هو داخلي ذاتي أم من الطعام وليس بخطر الكوليسترول LDL

الكوليسترول الضار LDL الداخلي المرتفع يحدث بسبب زيادة إنتاجه من الكبد وليس له حل سوي علاجه بالأدوية مثل مخفضات الكوليسترول المعروفة بالاستاتين statin أو بعض الادوية الحديثة بالحقن.

أما الكوليسترول في الطعام كالموجود في البيض والكبد والكلاوي والمخ والجمبري وغيره من القشريات البحرية فمساهمته قليلة في كوليسترول الدم لصعوبة إمتصاصة من الأمعاء وتأثيره لا يتجاوز نسلة ١٠-١٥٪؜ من كوليسترول الدم

وهو ما حدا بهيئة الزراعة الأمريكية في ٢٠١٥ أنه تعلن أنه لاداعي لتحديد كميته في الأكل لأقل من ٣٠٠٠ مجم يوميًا كما كان منصوصاً عليه

فيمكن للشخص البالغ أن يتناول بيضة أو إثنين مسلوقتين يوميًا بلا وجل

هذا ليس معناه أن الكوليسترول غير ضار ولكن زيادته من هذا المصدر (البيض) ضئيلة.

أما عن الدهون المشبعة وعلاقتها بجلطات القلب والمخ لأنها ترفع الكوليسترول الضار في الدم.
والدهون المشبعة لا تحتوي على الكوليسترول ولكن تناولها بكثرة يرفع من مستوى الكوليسترول الضار في الدم بنسبة كبيرة.

وتأتي الدهون المشبعة من مصدرين رئيسيين أولهما اللحوم والثاني منتجات الألبان كاملة الدسم.

فالدهون المشبعة من اللحوم تزيد بلا شك من احتمالات الإصابة بجلطات القلب والشرايين كما أن اللحوم ذاتها ولا المخلقة منها كاللانشون والهوت دوجز والبلوبيف وغيرها تزيد احتمالات الإصابة بالسكر من النوع الثاني.

لذا للوقاية من أمراض شرايين القلب والمخ يجب نزع دهن اللحوم الحمراء والامتناع تمامًا عن أكل اللحوم المُخَلقة processed meat ولتقليل فرص الاصابة بالسكر ينصح بالاقلال من أكل اللحوم الحمراء ككل الى مرة أو مرتين أسبوعيا
والامتناع عن اللحوم المصنعة مثل اللانشون

أما المصدر الآخر للدهون المشبعة وهو منتجات الألبان كالزبادي والجبن والقشدة والسمن البلدي فهى ذات فائدة على عكس الدارج ولا تزيد من أمراض شرايين القلب والمخ كما كان معتقدًا من قبل
إلا أن متناولي منتجات الألبان عالية الدسم قد يزيد وزنهم لكثافة السعرات الحرارية في دهن منتجات الألبان
يمكنك تناول منتجات الألبان عالية الدسم بدون خوف لكن باعتدال
ولكن تجب مراعاة الكمية حتى لا يزيد الوزن وبالتالي تزيد فرص الإصابة بمرض السكر وأمراض القلب والمرتبطة أيضًا بزيادة الوزن

نوعان من الدهون أولهما قاتل جدًا والآخر مفيد جدًا!
أما القاتل جدًا فهو الزيوت المهدرجة كالسمن الصناعي والموجود في جميع المعجنات كالتورتة والكعك ومعظم الحلويات والبسكويت والبطاطس المحمرة والمقليات ويكفي تناول جرام واحد منه يوميًا ليزيد فرصة حدوث جلطات القلب بنسبة ٩٣٪؜ كما أثبتت كلية هارفارد للصحة العامة.

وللأسف مصر من أعلي الدول في العالم في إستهلاك هذا السمن المصنع من الزيوت المهدرجة والتى منعته تمامًا العديد من الدول المتقدمة لخطورته الشديدة وهي بمثابة السم القاتل في علب من الصفيح!

أما الدهن المفيد فهو القادم من زيت الزيتون والأفوكادو وهى الزيوت الوحيدة التى تخفض الكوليسترول الضار وترفع الكولسترول المفيد في الدم.

ومن أفضل الدهون أيضًا دهن السمك والموجود بكثرة في السمك البوري المصري والقراميط وغيرهم من الاسماك الدهنية فهو يخفض مستوى الترايجليسرايد triglycerides في الدم كما أن به مادة ال EPA المضادة للالتهاب في الجسم والموجودة في دهن الأوميجا ٣ omega-3 والمتوافرة في دهون الاسماك.

والابحاث الحديثة أثبتت أن تناول ال EPA من دهون السمك يقلل الإصابة بجلطات القلب بنسبة ٢٥٪؜.

وخلاصة القول:
أكثر من أكل الأسماك الدهنية
أو تناول زيت السمك
وأكثر من زيت الزيتون
ولا مانع من أكل البيض المسلوق واحدة أو إثنتين يوميًا
لا مانع من شرب اللبن كامل الدسم
وتناول منتجات الألبان كالجبن والقشدة والسمنة البلدي ولكن بإعتدال شديد لزيادة سعراتها الحرارية مما قد يزيد الوزن
وأفضل منتجات الألبان الزبادي والجبن المخمر كالجبن الازرق والرومي وحتى المش لإحتوائهم على بكتريا اللاكتوباسيلس lactobacillus المفيدة للجهاز الهضمي وللصحة عمومًا.

وإمتنع تمامًا عن دهون اللحم وتوقف عن أكل الدهون المخلقة كاللانشون
ولا تدخل بيتك بتاتا السمن الصناعي وكل ما دخل فيه السمن الصناعي
وتوقف عن المحمرات في الزيوت والسمن الصناعي كالبطاطس الشيبس وغيرها
اللحوم الحمراء ينزع عنها الدهن ولا تزيد مرات تناولها عن مرتين أسبوعيا ً

توقف عن أكل اللحوم المخلقة كاللانشون والهوت دوجز والبلوبيف حتي تعيش بقلب سليم وشرايينً صحيحة.