الخميس 25 أبريل 2024 مـ 07:18 مـ 16 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

مسؤول لـ”الأرض”: 4 محاور تسير عليها المراكز البحثية والجامعات لتقليل فجوتنا من إنتاج القمح

درويش : صنف جيزة 171 من افضل الأصناف المصرية الآن .. ومتوسط انتاجية الفدان ارتفعت إلى 18 أردب

درويش : طرق الرى الحديثة والزراعة على مصاطب عوامل مهمةلزيادة  إنتاجية فدان القمح

درويش : لا يوجد ما يسمى بالقمح الفرعونى .. وما روج حوله مجرد شائعة

يعد القمح هو محصول الحبوب الاول على مستوى العالم، وكذلك على المستوى المحلى حيث يشكل المحصول الغذاء الرئيسى الاول، وتنتج مصر حوالى ٥٥ % من احتياجاتها وتستورد 45% من الخارج ما يتبع ذلك من زيادة فاتورة الاستيراد من العملة الصعبة الأمر الذى يستوجب التقليل من حجم الفجوة الغذائية من القمح.

وتزامنا مع موسم زراعة القمح واستعرضا لدور الباحثون فى مجال استنباط أصناف عالية الإنتاجية من القمح وخطة المراكز البحثية والجامعات المصرية فى الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من القمح، كان لموقع جريدة "الأرض" هذا الحديث مع الدكتور إبراهيم درويش، عضو الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح، ورئيس قسم المحاصيل الحقلية بكلية الزراعة جامعة المنوفية، وإلى نص الحوار..

تستورد مصر سنويا كميات لا يستهان بها من القمح .. فما الخطة التى تعمل عليها المراكز البحثية والجامعات المصرية فى الوصول إلى الاكتفاء الذاتى من القمح؟

تنتهج الدولة المصرية من خلال المراكز البحثية والجامعات المصرية على عدة محاور للوصول الاكتفاء الذاتى والحد من الاستيراد،  وأول هذه المحاور لمحور الاول زيادة المساحات المنزرعة من القمح والوصول بها إلى ثلاثة ونصف مليون فدان، ويتم زراعة حوالى ثلاثة ملايين ومئتين ألف فدان وذلك على حساب مساحة البرسيم المنزرع كأعلاف، وزراعة أراضى جديدة كالمستصلحة حديثا فى المناطق الجديدة والتوسع فى زراعة الساحل الشمالى.

وماذا عن المحاور الثانى ؟

هناك محور ثانى يتم التركيز عليه وهو العمل على زيادة إنتاجية وحدة المساحة، وهو ما يسمى بالتوسع الرأسىى ورفع المتوسط العام من 18 إلى أكثر من 20 أردب خاصة وأن الأصناف المنزرعة لها القدرة الإنتاجية التى تسمح بذلك، وفى هذا المحور تتبع الدولة المصرية سياسة صنفية ممتازة، فلا تعتمد على صنف واحد من القمح بل هناك العديد من الأصناف التى تناسب كل ظروف ومناطق الدولة، فمثلا الصنف مصر ا ومصر 2 يمكن أن يتم زراعتهما فى جميع مناطق الجمهورية وهما مقاومين لجميع الامراض، وهناك أصناف الجميزة منتجة من محطة بحوث الجميزة مثل جميزة 5وجميزة 9وجميزة 10وجميزة 11وجميزة 12وهى تناسب الدلتا وهناك أصناف سخا  المنتجة من محطة بحوث بداية من الأصناف القديمة سخا 8وسخا 69 والاصناف الحديثة سخا 94ويخا 95 وأصناف جيزة منتجة من محطة بحوث الجيزة  مثل جيزة 164وجيزة 165وجيزة 168وجيزة 171 ويعتبر صنف جيزة 171 من افضل الأصناف المصرية الآن ، وصنف شندويل وأصناف سدس من محطة بحوث سدس مثل سدس12وسدس14، وكل الأصناف السابقة تتبع نوع قمح الخبز، أما أصناف بنى سويف 1,2,3,4,5 وسوهاج كلها تتبع نوع قمح الديورم والذى يستخدم لصناعة المعكرونة، ويتم زراعتها بنجاح فى الوجه القبلى، كما تعمل الدولة فى استنباط اصناف جديدة تتحمل الاجهادات البيئية مثل الحرارة العالية ونقص المياه والجفاف والملوحة والتى يمكن زراعتها فى الأراضى الجديدة والهامشية وتساهم فى ترشيد المياه.

وما هو متوسط إنتاجية الفدان من القمح حاليا؟

قديما كان إنتاج الفدان من القمح لايتحاوز 8 أردب للفدان علما بأن وزن الأردب 150 كيلو جرام، وكان انتاجنا من القمح  لايتعدى 20% اى أننا كنا ننتج رغيف واحد من كل خمس أرغفة ونستورد 4 أرغفة من الخارج مع أن عدد السكان كان فى حدود خمسين مليون، أما الآن فقد وصل متوسط إنتاج الفدان( 18)اردب وتم استنباط أصناف ذات قدرة إنتاجية عالية تصل إلى ثلاثون أردب تحت الظروف البيئية المناسبة وتطبيق  للتوصيات الفنية اللازمة وهذا ما جعل انتاجنا يحقق إكتفاء ذاتى يصل إلى أكثر من خمسون فى المائة مع زيادة ومضاعفة عدد السكان إلى أكثر من 100مليون.

بجانب المحورين اللذين أشرت إليهما .. هل هناك محاور أخرى موضوعة لسد فجوة الاستيراد من القمح؟

هناك محورين آخرين أحدهما متمثل فى استحداث طرق زراعية جديدة مثل طرق الرى الحديثة والزراعة على مصاطب فى أراضى الوادى والدلتا والتى ترفع من إنتاجية وحدة المساحة بالإضافة إلى زيادة البحوث التى تهتم بالتسيد وطرقه وانواعه والمكافحة المتكاملة وغيرها من التوصيات الفنية والتى تصب فى صالح زيادة الإنتاج، أما المحور الأخير فهو متمثل فى تقليل الفاقد سواء كان الفاقد أثناء عملية الحصاد والدراس والتخزين أو أثناء الطحين والخبيز، والعمل على إنتاج رغيف خبز يتم استهلاكه ولايتم وضعة فى الذبالة، او استخدامه كعلف للدواجن أو الانتاح الحيوانى، ومن المهم أن نعلم أن هناك طرازين من القمح الطراز الأول ويسمى القمح الشتوى وهو يزرع شمالا فى اوربا ويحتاج لموسم نمو عام كامل والطراز الثانى قمح ربيعى وهو يمكث فى الارض مدة ستة شهور تقريبا، وهو الذى يزرع فى مصر فى شهر نوفمبر خلال موسم الخريف ويتم أزهاره وطرد سنابله فى الربيع خلال شهر مارس ويحصد فى شهر مايو، وهو الذى تتبعه جميع الاصناف المصرية، كما نود الإشارة أن الدولة المصرية تقوم بإنتاج التقاوى سنويا وتوزعها على المزارعين بحيث توزع لكل محافظة الأصناف التى تجود فى منطقتها.

ما رأيك حول ما أثير بشأن القمح الفرعونى؟

مقولة أن هناك حبوب من القمح وجدت فى مقابر المصريين أو قمح فرعونى هو كلام مضلل ومكذوب ويضحك به بعض التجار  على المزارعين، وهناك أحد احتمالين لهذه الشائعة، أنه كان هناك أصناف من القمح أنتجتها محطة بحوث سدس وهى محطة  فى الوجه القبلى وكانت تسمى هذه الأصناف long spike أو طويلة السنبلة وهى صنف سدس 1وسدس4 وسدس5 وسدس6 وهذه الأصناف مع طول سنبلتها الا انها للاسف قليلة التفريغ وبالتالى يقل المحصول الاجمالى لكن مظهرها فى الحقل يغرى المزارع وتم تجاوز هذه الأصناف ووقف زراعتها منذ فترة وتنتج بدلا منها  أصناف  سدس 12وسدس14 اما الاحتمال الثانى أن هناك محصول علف اسمة تريتكال وهو ناتج عن تهجين بين نبات القمح والذى يسمى باللغة الإنجليزية Truticunوبين حشيشة هى أحد أقرباء القمح تسمى الشيليم وباللغة الإنجليزية Cical وبعد نجاح التهجين أنتج مايسمى التريتيكال ومن خلال الاسم يظهر أنه أخذ المقطع الاول من القمح باللغة الإنجليزية والمقطع الاخير من الشيليم، ونتج منه أصناف كثيرة  وهو يشبه القمح وسنبلته كبيرة وطويلة ويستخدم كمحصول علف حيوانى، ولكنه لايستخدم فى تغذية الإنسان لبعض المشاكل فى الحبوب بالنسبة الأحماض الامينية، وقد دخل مصر منه أصناف كثيرة محبوب علف وقد استغل التشابه فى الحبوب بينه وبين حبوب القمح  أن بعض المستوردين كانت تستورده وتدخله بديلا عن القمح لرخص ثمنه وتم الكشف عن هذه القضايا وبالتالى مظهر النبات والسنابل يغرى المزارع ويمكن أن التجار استغل هذا الأمر وأطلقوا عليه قمح فرعونى لكن الخلاصة أنه لايوجد شىء اسمه قمح فرعونى، وانصح المزارعين بالقيام بشراء تقاوى القمح من أماكن موثوق بها واتباع السياسة الصنفية الموصى بها لمنطقته واتباع التوصيات الفنية المعلنة من وزارة الزراعة.