الجمعة 29 مارس 2024 مـ 03:03 مـ 19 رمضان 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

25% من سكان الكاريبي مصابون بالبدانة .. 6.6 مليون شخص

الأمم المتحدة تدعو لمحاربة الجوع وأمراض البدانة وسوء التغذية

بائعو فواكه في ريو دي جانيرو- البرازيل
بائعو فواكه في ريو دي جانيرو- البرازيل
سانتياجو دي تشيلي ـ البرازيل

ـ ارتفاع نسبة البدناء بمقدار 3 أضعاف حول العالم، منذ 1975، وارتفاع نسبة الجوع بنسبة 11% خلال السنوات الأربع الأخيرة، وفقا لبانوراما الأمن الغذائي والتغذوي 2019.

ـ البانوراما تدعو لفرض الضرائب وتقديم الحوافز المشجعة على الغذاء الصحي وأنظمة الحماية الاجتماعية وبرامج التغذية المدرسية وتنظيم تسويق الأغذية والإعلان عنها.

 

أظهر تقرير الأمم المتحدة الجديد "بانوراما الأمن الغذائي والتغذوي 2019" تضاعف انتشار البدانة لدى البالغين في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ثلاث مرات منذ عام 1975، حيث تؤثر البدانة على واحد من كل أربعة بالغين في منطقة عاد فيها الجوع ليسجل زيادة مرة أخرى.

ودعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية/ منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وبرنامج الأغذية العالمي، بلدان المنطقة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الزيادة في سوء التغذية.

وشدد التقرير على الحاجة إلى تعزيز بيئات الغذاء الصحية من خلال فرض الضرائب وتقديم الحوافز التي تدعم الغذاء الصحي، ووضع أنظمة الحماية الاجتماعية، وبرامج التغذية المدرسية، وتنظيم الإعلان عن الأغذية وتسويقها. وشدد التقرير كذلك على أهمية تحسين وضع العلامات الغذائية باستخدام أنظمة تحذير غذائية واضحة تضمن سلامة وجودة الأغذية المباعة في الشارع، وإعادة صياغة مكونات بعض المنتجات لضمان فائدتها الغذائية.

ووفقاً لتقرير بانوراما، لوحظت أكبر زيادة في البدانة لدى البالغين في منطقة البحر الكاريبي، حيث تضاعفت هذه النسبة أربعة أضعاف لترتفع من 6 في المائة عام 1975 إلى 25 في المائة، وهي زيادة بالأرقام المطلقة من 760 ألف إلى 6.6 مليون شخص.

وأوضح الممثل الإقليمي لمنظمة الفاو خوليو بيردجو أن الزيادة الهائلة في البدانة - التي تؤثر على 24 في المائة من سكان المنطقة، أي حوالي 105 مليون شخص، وهي تقريباً ضعف المستوى العالمي البالغ 13.2 في المائة، ليس لها تكاليف اقتصادية ضخمة فحسب، بل إنها تهدد أيضا حياة مئات الآلاف من الناس.

ووفقا لـ "بانوراما" يتوفى 600 ألف شخص سنويا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بسبب الأمراض المرتبطة بالأنماط الغذائية السيئة، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وترتبط الأنماط الغذائية غير المناسبة بمزيد من الوفيات مقارنة بأي عامل خطر آخر، الأمر الذي يهدد أجيالنا المستقبلية، حيث تضاعفت معدلات البدانة لدى الأطفال والمراهقين ثلاث مرات بين عامي 1990 و2016.

وقالت مديرة منظمة الصحة للبلدان الأمريكية في منظمة الصحة العالمية، كاريسا إف إيتيان: "يجب أن نعمل الآن لعكس هذا الاتجاه، ومنع الأطفال من المعاناة من تداعيات الأنماط الغذائية السيئة على صحتهم ونوعية حياتهم المستقبلية". مضيفة أنه "لتحقيق ذلك، نحتاج إلى التزام المجتمع بأسره، كما نحتاج إلى السياسات العامة التي تنظم المنتجات الغذائية غير الصحية، وخلق بيئات مواتية للنشاط البدني، وتشجيع الأكل الصحي في المدرسة وعلى مائدة الأسرة".

وأظهر التقرير أن المنطقة أسوأ من بقية العالم في غالبية مؤشرات سوء التغذية المرتبطة بالإفراط في السعرات الحرارية، فقد تضاعفت زيادة الوزن منذ سبعينيات القرن العشرين بحيث أصبحت تؤثر الآن على 59.5 في المائة من البالغين في المنطقة، أي 262 مليون شخص، بينما في جميع أنحاء العالم فإن المعدل أقل 20 نقطة مئوية حيث يبلغ 39.1 في المائة.

وعلى النقيض من ذلك، فإن معدلات نقص التغذية في المنطقة هي أقل من المعدل العالمي (6.5 في المائة مقابل 10.8 في المائة عالمياً)، وكذلك التقزم (9 في المائة مقابل 21.9 في المائة). كما أن معدلات الهزال أقل بكثير (1.3 في المائة مقارنة مع 7.3 في المائة في العالم). ومع ذلك، فإن الوكالات تحذر من الزيادة المقلقة في معدلات الجوع، والتي نمت مرة أخرى بمقدار 4.5 مليون شخص منذ عام 2014 - بزيادة قدرها 11 في المائة - لتصل إلى 42.5 مليون شخص في عام 2018، وهي أعلى نقطة في العقد الماضي.

التغيرات في بيئة الغذاء

يقدم التقرير تحليلاً مفصلاً لكيفية تغيّر البيئة الغذائية في المنطقة والذي يُفهم على أنه مساحة التفاعل بين الناس والظروف المادية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية-الثقافية التي تؤثر على طريقة حصولهم على الطعام وإعدادهم واستهلاكهم له.

وأظهر التقرير أن مبيعات المنتجات الغذائية فائقة التجهيز هي الأسرع نموًا في أمريكا اللاتينية، وتزيد من تعرض السكان للكميات المفرطة من السكر والصوديوم والدهون. وبين الأعوام 2000 و2013، نما استهلاك المنتجات فائقة التجهيز بأكثر من 25 في المائة، كما نما استهلاك الوجبات السريعة بنسبة 40 في المائة تقريباً.

وقالت بيرنت آسن، المديرة الإقليمية لليونيسف لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي: "في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يأكل الكثير من الأطفال القليل من الطعام الصحي والكثير من الأطعمة المصنعة"، وأشارت إلى أن "ما يقرب من 1 من كل 5 أطفال دون سن خمس سنوات يعانون من سوء التغذية أو زيادة الوزن، مما يمنعهم من النمو بشكل جيد. إن مهمة الجميع هي ضمان توفير طعام صحي وبأسعار معقولة لجميع الأسر، خاصة الأكثر ضعفا".

ويعد التوسع في سلاسل المتاجر الكبرى، وهيمنة شركات تصنيع الأغذية تغييراً رئيسياً آخر في البيئة الغذائية الإقليمية، وهو التغير الذي أتاح توفير المنتجات فائقة التجهيز في كل مكان وبأسعار أقل من الأغذية المغذية. والفقراء هم الأكثر تأثراً بهذه التغييرات، لأنه بالنسبة لهذه المجموعة السكانية، يكون الوصول إلى الأغذية غير الصحية بدلاً من الغذاء الصحي أسهل وأرخص.

الاستجابات الإقليمية لتشجيع بيئات الغذاء الأكثر صحة

لقد استجابت المنطقة لارتفاع معدل سوء التغذية من خلال سلسلة من السياسات العامة. فقد قامت دول مثل تشيلي والإكوادور وبيرو وأوروجواي بتنفيذ قوانين وضع الملصقات على الأغذية بشكل يسمح للمستهلكين باتخاذ قرارات أفضل.

بينما قامت كل من البرازيل وشيلي وكوستاريكا والإكوادور والمكسيك وبيرو وبنما وأوروغواي بتحسين اللوائح المتعلقة بالإعلانات الغذائية. وقد تبنت ما لا يقل عن 13 دولة في المنطقة تدابير مالية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الغذاء الكافي. وشدد تقرير بانوراما على أن برامج الحماية الاجتماعية والتغذية المدرسية، ونظم وسياسات الإمداد بالغذاء والتسويق العامة التي تعزز سلامة الأغذية وجودتها، ضرورية لتحسين التغذية.

وقال ميغيل باريتو المدير الإقليمي للبرنامج: "إذا قمنا بتوسيع برامج الحماية الاجتماعية في منطقتنا، فسنواجه بشكل أفضل العبء المزدوج الذي يمثله الجوع والبدانة على المجتمعات والأسر، فهذان وجهان لسوء التغذية." وتغطي برامج الحماية الاجتماعية اليوم أكثر من 200 مليون شخص في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك 85 مليون تلميذ يحصلون على وجبات الفطور أو الوجبات الخفيفة أو الغداء.

موضوعات متعلقة