الخميس 18 أبريل 2024 مـ 09:16 مـ 9 شوال 1445 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

التلقيح والإخصاب في الزيتون

تنطلق حبوب الطلع من مآبر الأزهار في حال توفر الحرارة والرطوبة المناسبتين، وتنقل بواسطة الرياح وتتوضع على المياسم المستقبلية لأزهار نفس الصنف ( تلقيح ذاتي ) أو على صنف آخر( تلقيح خلطي ) فالتلقيح الخلطي هو القاعدة لضمان إثمار جيد.

ولكي يتم الإخصاب بنجاح يجب أن يكون الميسم في حال استقبال مع بقاء البويضات حية لفترة طويلة إضافة إلى قصر فترة نمو الأنبوبة الطلعية وهذا ما يسمى بفترة التلقيح الفعالة فإذا كانت حيوية البويضات ستة أيام بعد تفتح الزهرة وإذا كان نمو الأنبوبة الطلعية ضمن القلم يستغرق خمسة أيام فإن فترة التلقيح الفعالة ستكون يوماً واحداً وبهذا يمكن القول إن أية حبة طلع تصل الميسم في اليوم الأول لها الحظ الكبير في إخصاب البويضة بينما تفشل حبوب الطلع في الأيام التالية في تحقيق ذلك .

يتباين فترة التلقيح الفعالة من صنف لآخر، فقد تكون أربعة أيام وتمتد إلى ثمانية أيام.

ومن أهم أسباب انخفاض الإنتاجية في بعض أصناف الزيتون، ترافق فترة الإزهار بهطول الأمطار أدى إلى زيادة كبيرة في نسبة الرطوبة النسبية مما يحول دون انتشار حبوب الطلع في هذه الظروف فإن جميع الأزهار الكاملة التي كانت متفتحة خلال اليومين اللذين سبقاً الهطول لن تخصب وتكون فترة التلقيح الفعالة معدومة.

وقد أشارت الأبحاث إلى أن إضافة عنصر الآزوت في نهاية الصيف تطيل فترة التلقيح الفعالة وذلك لما هذا العنصر من تأثير على فترة حياة البويضات ويزيد من فترة الحصول على إثمار غزير، وقد يكون الإثمار مستحيلاً بالتلقيح الذاتي وفي بعض الحالات التلقيح الخلطي في بعض الأنواع بالرغم من كون أعضائها الجنسية كاملة وذلك بسبب ظاهرتي العقم الذكري وعدم التوافق.

تتجلى ظاهرة عدم التوافق بفشل حبوب طلع زهرة ما في إخصاب بويضة الزهرة نفسها (عدم توافق ذاتي ) أو إزهار صنف آخر (عدم توافق خلطي ).

وتكمن آلية عدم التوافق الذاتي في أن حبة الطلع تحمل مورث العقم لا تستطيع الإنبات على ميسم يحمل في خلاياه نفس المورث وحتى إذا أنبتت لا تتمكن الأنبوبة الطلعية من التوغل ضمن أنسجته ، يتميز صنف الزيتي المنتشر في محافظة حلب بظاهرة عدم التوافق الذاتي نتيجة فشل الإخصاب، وكذلك انخفاض في عاملي الخصوبة الصنفية والحيوية الطلعية حيث توجد ثمار بكرية صغيرة بجانب الثمار الطبيعية يؤدي ارتفاع نسبة الثمار البكرية إلى خفض الإنتاج بنسبة تقدر بـ25%مع صعوبة قطاف هذه الثمار الصغيرة وفقد معظمها في المعاصر عند مرحلة الغسيل إضافة إلى استنزاف قسماً منها لمخزون العناصر الغذائية في الشجرة مما يؤثر على إثمار الموسم المقبل.

ونفّذ لبابيدي تجارب التلقيح الخلطي على صنف الزيتي باستعمال حبوب طلع من أصناف مختلفة بغية اعتماد صنف ملقح مناسب متوافق خلطياً مع صنف زيتي، سعياً لحل مشكلة عدم توافقه الذاتي والحصول على نسبة عالية من الثمار الطبيعية وزيادة إنتاجيته كماً ونوعاً.

وأظهرت نتائج التلقيح الخلطي على الصنف الزيتي ثبات تفوق صنفي الصوراني والقيسي على بقية الأصناف واعتمادها كصنفين ملقحين متوافقين خلطياً مع الصنف الزيتي، وذلك بتحقيقهما زيادة في نسبة الإثمار ودليل الإثمار عن بقية معاملات التلقيح.