الأرض
الثلاثاء 10 يونيو 2025 مـ 07:30 صـ 13 ذو الحجة 1446 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

المتحف الزراعى فى القاهرة .. دليلك الكامل فى عالم الزراعة

المتحف الزراعى فى القاهرة
المتحف الزراعى فى القاهرة

تعتبر الزراعة هى العامل الأساسى الأول الذى ساعد المصرى القديم على إنشاء حضارة على ضفاف النيل ، ومن ثم قيام الحضارات المتعاقبة على مر العصور، ولولا الزراعة ماكانت هناك حضارة ، ولكان الإنسان مايزال يرفل فى ظلام البدائية.

ومن أجل هذا فقد تم إنشاء المتحف الزراعى ، ليكون بمثابة تأريخ للنهضة الزراعية المصرية منذ مهد التاريخ حتى العصر الحديث ، ففى عام 1927 صدر مرسوم ملكى بإنشاء " متحف فؤاد الأول الزراعى "، ليكون أول متحف زراعى فى الشرق الأوسط ، وثانى أكبر متحف زراعى على مستوى العالم بعد المتحف المقام بالعاصمة المجرية بودابست ، وقد تبرعت الأميرة فاطمة إسماعيل إبنة الخديوى إسماعيل و شقيقة الملك فؤاد الأول بقصرها الكائن بحى الدقى لإنشاء هذا المتحف.

وقد تم إستقدام مصممى المتحف الزراعى بالعاصمة المجرية بودابست لتصميم وبناء المتحف الزراعى المصرى ، وقد تم تشييده على النمط الأوروبى المستوحى من العصر القوطى .. وقد تم تقسيم المتحف إلى ثلاث مبانى ، المبنى الأول و قد خصص لعرض كل مايتعلق بالحياة النباتية علاوة على النباتات النادرة والمنقرضة ، أما المبنى الثانى فقد خصص لعرض كل مايتعلق بالحياة البرية والحيوانية ، أما المبنى الثالث فيضم مقتنيات ومعروضات وآلات زراعية قديمة تؤرخ تطور الزراعة المصرية بداية من مرحلة ماقبل التاريخ حتى يومنا هذا ، والذى تم تقسيمه لاحقا إلى متحفين ، الأول ويسمى متحف الزراعة المصرية فى العصر الفرعونى ، أما الثانى فيسمى متحف الزراعة المصرية فى العصور اليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

كما يضم المتحف مكتبة كبيرة تحوى الكثير من الكتب والمخطوطات النادرة المختصة بالزراعة ، ويوجد أيضا قاعة سينما بهدف عرض الأفلام المتعلقة بهذا الشأن ، والتى يشرح بعضها كيف توصل المصرى القديم إلى حرث الأرض والزراعة.

ويضم المتحف الزراعى حاليا سبعة متاحف ، وفيها يتم إستخدام أحدث وسائل العرض وفق تكنولوجيا حديثة من حيث الإضاءة والتهوية ، وذلك لأن أغلب المعروضات بالمتحف مكونة من مواد عضوية ( نباتات - حشرات - حيوانات ) والتى تتفاعل مع الحرارة والضوء والرطوبة ، مما يعرضها للتلف ، لذا فقد راعى القائمون على المتحف إستخدام بعض الأجهزة الحديثة بهدف إمتصاص الرطوبة والتغلب عليها .. أما خارج مبانى المتحف فقد تم زراعة مسطحات خضراء بنباتات بعضها نادر ، علاوة على إنشاء حديقتين على الطراز الفرعونى.

ومن الروائع التى يضمها المتحف حجرة تسمى " حجرة القطن " ، وتعد الأشهر بين الحجرات التى يضمها المتحف ، حيث تحوى عينات من أجود أنواع الأقطان التى تمت زراعتها فى عهد محمد على باشا.

وختاما .. يعتبر هذا المتحف قبلة لكل المهتمين والدارسين للزراعة ، علاوة على الباحثين فى مجال النباتات والحيوانات والحشرات .. فهو بمثابة قراءة حية للتاريخ الزراعى و الحيوانى من البداية وحتى النهاية.