الأرض
الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 مـ 04:34 صـ 14 ربيع آخر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

وكيل معهد القطن: المحصول شريان حياة ومحرك اقتصادي عالمي

محصول القطن
محصول القطن

أكد الدكتور مصطفى عطية عمارة، وكيل معهد بحوث القطن للإرشاد والتدريب والمتحدث الإعلامي للمعهد، أن القطن ليس مجرد محصول زراعي، بل نسيج حياة اجتماعية واقتصادية، وثقافة متجذرة في صميم الحضارة الإنسانية. وأضاف أن القطن يظل أكثر الأقمشة شيوعًا في صناعة الملابس، ومصدر دخل رئيسي للملايين حول العالم، لا سيما من صغار المزارعين والعمال والنساء في المجتمعات الريفية الفقيرة.

وفي هذا السياق، شدد عمارة على أن القطن يوفّر فرص عمل مستدامة ولائقة، ويساهم في اقتصادات الدول الكبرى، لكنه يمثل أيضًا شبكة أمان للبلدان الأقل نموًا، إذ يُعد المحصول الوحيد الذي يوفر الألياف والغذاء والوقود معًا. كما يلعب دورًا جوهريًا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

القطن العالمي: من إنتاج الألياف إلى تمكين الإنسان

تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للقطن، الذي أُقيم لأول مرة في 7 أكتوبر 2021، بمبادرة من دول "القطن الأربعة": بنين، بوركينا فاسو، تشاد، ومالي. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين فرص الوصول إلى الأسواق، وتسليط الضوء على أهمية القطن في سلاسل القيمة العالمية، خاصة في الدول النامية.

ويُعد هذا اليوم مناسبة عالمية لتجديد الالتزام بقطاع القطن المستدام، وتعزيز التوعية بمدى تأثيره على الأمن الغذائي، والبيئة، ومستويات المعيشة. كما يمثل فرصة لتبادل المعرفة وعرض التجارب الناجحة، واستكشاف آفاق جديدة في صناعات القطن.

أهداف اليوم العالمي للقطن: نحو تنمية شاملة ومستدامة

أوضح الدكتور عمارة أن من أبرز أهداف هذا اليوم العالمي:

1. زيادة الوعي بأهمية القطن ومنتجاته المتعددة في الحياة اليومية والاقتصاد.

2. تسليط الضوء على دور القطن في الحد من الفقر، خاصة في الدول النامية.

3. تعزيز التجارة الدولية ودعم دخول الدول الأقل نموًا إلى أسواق القطن.

4. إبراز الدور الاجتماعي الذي يلعبه القطاع في تمكين المرأة وتوفير فرص عمل للشباب.

5. توحيد أصحاب المصلحة والعمل معًا لتطوير سلسلة القيمة وتحقيق التنمية المستدامة.

القطن... أكثر من مجرد نسيج

القطن ليس مجرد قماش يلامس أجسادنا، بل هو مادة طبيعية صديقة للبيئة، تتحلل بيولوجيًا وتقلل من التلوث. يمكن استخدامه في صناعة الملابس، والمفروشات، ومستحضرات التجميل، وحتى كعلف للحيوانات ووقود عضوي.
ويُزرع القطن اليوم في أكثر من 80 دولة، ويُعد مصدر رزق مباشر لأكثر من 35 مليون مزارع، نصفهم من النساء، وتستفيد من قطاع القطن ما يقرب من 100 مليون أسرة حول العالم.

كما يغطي القطن نحو 2.1% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة عالميًا، لكنه يساهم بنسبة عالية في الناتج المحلي الزراعي للعديد من الدول، ويُستخدم بنسبة 80% في صناعة الملابس، و15% في المفروشات، و5% في المنتجات غير النسيجية.

تحديات كبرى أمام قطاع القطن

رغم الأهمية الاقتصادية والاجتماعية للقطن، فإن هذا القطاع يواجه مجموعة من التحديات الحرجة، أبرزها:

تقلبات أسعار السوق العالمية.

تغير المناخ والآفات الزراعية.

الحروب والاضطرابات الاقتصادية.

ضعف الاستثمارات في الصناعات التحويلية.

غياب نظم تجارية عادلة وشفافة.

وشدد عمارة على أهمية تعزيز الاستثمارات في البحوث الزراعية، وتكنولوجيا التصنيع، وتطوير المنتجات الثانوية للقطن، بما يُسهم في توسيع القطاع إلى ما هو أبعد من إنتاج الألياف الخام. كما دعا إلى إطلاق برامج دعم مباشرة للمنتجين، وتوفير آليات حماية للأسعار، وتشجيع الاستدامة البيئية والعدالة في التجارة الدولية.

نحو مستقبل أكثر استدامة للقطن

مع تزايد التحديات البيئية والاقتصادية، يصبح تعزيز استدامة قطاع القطن ضرورة ملحّة. ويكمن الحل في:

تشجيع الزراعة الذكية مناخيًا.

تبني التكنولوجيات الحديثة والمبتكرة.

توسيع الصناعات المرتبطة بالقطن، وزيادة القيمة المضافة.

تمكين المرأة والمجتمعات الريفية من خلال هذا القطاع الحيوي.

ويمثل اليوم العالمي للقطن دعوة مفتوحة للعالم للتفكير في هذا المحصول بوصفه مفتاحًا لتحقيق التنمية الشاملة، والعدالة الاجتماعية، والاستدامة البيئية.