أسرار التغذية السليمة لأشجار المانجو بعد الحصاد

شدد الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد البساتين بكلية الزراعة، جامعة قناة السويس، على أهمية اتباع مجموعة من المعاملات الزراعية الدقيقة بعد انتهاء موسم الجمع مباشرة.
وأكد أن تلك الإجراءات تختلف بحسب نوعية الأصناف، سواء كانت محلية أو أجنبية، مشيرًا إلى أنها تمثل فارقًا جوهريًا في جودة الإنتاج.
تقليم وتجديد: خارطة طريق للأصناف المحلية
وأوضح "جمعة" أن أولى الخطوات التي يجب تنفيذها بعد الحصاد هي عملية التقليم، التي تهدف إلى إزالة الطراحات القديمة غير الحيوية، والسماح بنمو طراحات جديدة أكثر نشاطًا. ويشترط أن تتم العملية بطريقة فنية تحافظ على التوازن الطبيعي لشكل الشجرة، مع ضمان تهوية داخلية جيدة دون تعريض قلب الشجرة لأشعة الشمس المباشرة.
كما نوه إلى ضرورة تقصير النموات المفرطة والتخلص من أية تشوهات زهرية أو خضرية قد تؤثر على صحة الأشجار.
وأشار إلى أن هذه الفترة مثالية أيضًا لإجراء عمليات التطعيم، خصوصًا للأشجار البلدية أو تلك التي تضررت بفعل تقليم سابق خاطئ.
تغذية دقيقة وري منتظم
وحول جانب التغذية، شدد الدكتور علاء جمعة على أهمية إضافة عنصر النيتروجين بعد التقليم مباشرة لتحفيز النمو الجديد، يليه رش العناصر الصغرى، ثم تسميد بالكالسيوم بورون بعد مرور شهر. وتُقدر الكمية اللازمة بما يعادل 25% من السماد السنوي المخصص لكل شجرة.
أما بخصوص الري، فأوضح أنه يجب الاستمرار في الري المنتظم بمعدلات مرتفعة حتى تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، حيث يُنصح حينها بالتقليل التدريجي. ولم يغفل عن أهمية الرش الوقائي بعد التقليم، باستخدام مركب "أكسي كلور النحاس"، يعقبه رش حشري، ثم استخدام صابون زراعي لإزالة العفن الهبابي، مشيرًا إلى إمكانية الاكتفاء برشة واحدة من مركب "كلينر" بتركيز 5/600، نظرًا لفعاليته كمركب حشري وفطري في آن واحد، لاحتوائه على 12% بوتاسيوم.
الأصناف الأجنبية.. تقليم مدروس وتغذية موجهة
فيما يخص الأصناف الأجنبية من المانجو، كشف "جمعة" أن أفضل توقيت للتقليم يمتد من أواخر أغسطس حتى نهاية سبتمبر.
ويتيح هذا الموعد فرصة للتحكم في حجم الأشجار بما يتناسب مع المسافات الزراعية المحددة، بالإضافة إلى تقصير الطراحات وتعزيز جودة الإثمار. وأشار إلى أن التأخير في التقليم يؤدي غالبًا إلى إنتاج طراحات غير ناضجة وضعف نسبة العقد، لذا يُفضل عدم تقليم الأشجار في حالة تأخر الجمع.
وأكد ضرورة إزالة النموات الداخلية لتحسين تهوية قلب الشجرة، مع مراعاة أن تكون نسبة النيتروجين في السماد أقل مقارنة بعنصري البوتاسيوم والفوسفور. كما يُنصح بإجراء رشة من العناصر الصغرى وأخرى من "كالسيوم يورون" لتعزيز الصلابة والنمو.
وأشار إلى أن الموعد الأنسب لتقليم هذه الأصناف يختلف باختلاف النوع، حيث يُفضل تأجيل التقليم إلى الفترة من منتصف يناير حتى منتصف فبراير، باستثناء صنف "النعومي" الذي يجب تقليمه في فترة منتصف ديسمبر حتى منتصف يناير.
خلاصة
تُعد المعاملات الزراعية ما بعد الجمع عنصرًا حاسمًا في تعزيز إنتاجية أشجار المانجو. من خلال اتباع جدول دقيق للتقليم، التغذية، والري، يمكن للمزارعين الحفاظ على حيوية أشجارهم وتحقيق إنتاج وفير وعالي الجودة. ومن هنا، تأتي أهمية وعي المزارع بالفروق الدقيقة بين الأصناف المحلية والأجنبية لضمان أفضل نتائج ممكنة