اهميه الرضاعه الطبيعيه

في الاسبوع الاول من شهر اغسطس من كل عام يحتفل العالم بالأسبوع العالمى للرضاعه الطبيعيه وذلك لنشر الوعى باهميه الرضاعه الطبيعيه للام والطفل. ويشارك فى هذه الاحتفاليه منظمه الصحه العالميه واليونيسيف وتاتى الاحتفاليه كل عام بشعار مختلف يدعم ويحث الامهات المرضعات على اهميه الرضاعه الطبيعيه ومواصله الرحله حتى الانتهاء من فتره الرضاعه الطبيعيه كاملة.

متى تبدأ رحله الرضاعه الطبيعيه ؟

من الضرورى البدء فى الارضاع فى الساعه الاولى من الولاده والتى تسمى بالساعه الذهبيه فى حياه الطفل رغم مشقه الام بعد عمليه الولاده الا انه من الضرورى ان تجد الدعم من الفريق الطبى فى المستشفى، وهذه النوعيه من المستشفيات التى تدعم الام فى البدء بالرضاعه الطبيعيه من الساعه الاولى تسمى مستشفيات صديقه للطفل وذلك للتاكد من حصول الطفل على لبن السرسوب لما له من اهميه كبيره للطفل وايضا لتعويد الام والطفل على الرضاعه الطبيعيه حتى بعد نزول اللبن طوال فتره الرضاعه. تمتد هذه الفتره حتى السته اشهر الاولى وهو ما يعرف بالرضاعه المطلقه او الحصريه وهى الرضاعه التى تعتمد فيها الطفل على الرضاعه من لبن الام فقط منذ الساعه الاولى حتى السته اشهر الاولى دون دخول اى مغذيات اخرى ولا حتى الماء بهدف الحصول على اقصى استفاده من العناصر الغذائيه الضروريه لنمو الطفل بشكل سليم. والجدير بالذكر هنا ان صحه الطفل تقودنا الى مصطلح اخر وهو ال1000يوم الذهبيه فى حياه الطفل والتى تبدء منذ ان قدر الله له الخلق فى رحم الام وصولا للسته اشهر الاولى من عمر الطفل انتهاءا باتمام الطفل العامين من عمره والتى تكون فيها الرضاعه الطبيعيه مستمره مع التغذيه التكميليه وإدخال وجبات صحية للطفل.

فتغذية الام طوال فتره الحمل والعامين الاول من عمر الطفل هو ما يحدد بالطبع الحاله الصحيه للطفل ومدى مقاومته للمسببات المرضيه المحيطه به. وجدير بالذكر ايضا ان الممارسات الصحية للام فى تلك الفترة تساهم في تحديد نوع الولادة، فالولادة الطبيعيه تكون مفيده للطفل اكتر لما يتلقاه من اجسام مناعيه فى مسار الولاد الطبيعيه تعمل على تحسين الجهاز المناعى للطفل وحمايته من امراض عديده، ايضا من الاخطاء الشائعه ان يتم تحديد مواعيد للرضاعه، فالرضاعه تكون عند احتياج الطفل وظهور علامات الجوع على الرضيع مثل البكاء لفترات متقاربه وتكون تقريبا من 8-12 مره فى اليوم مع مراعاه الاوضاع الصحيحه لجلسه الام وحمل الطفل بطريقه سليمه تتضمن عدم الاضرار بصحة كلاهما.

فوائد الرضاعه الطبيعيه

بالنسبة للطفل تعمل الرضاعة الطبيعية على توفير الاحتياجات الغذائية الضروريه لنمو الطفل بالاضافه للاجسام المناعيه والتى هى بمثابه خط الدفاع الاول عن اى مسببات مرضيه لان تركيب اللبن فى ثدى الام يكون مختلف باختلاف المرحله العمريه للطفل فكل مرحله عمريه لها احتياجاتها، فنجد قدره الله سبحانه وتعالى تتجلى فى ان يكون لبن الام ملبيا لهذه الاحتياجات فى تلك الفتره. ايضا الرضاعه الطبيعيه تمنح التغذيه المثلى للطفل دون زياده او نقصان وبالتالى لا سوء تغذيه ولا زياده فى الوزن او سمنة، ومن ضمن الفوائد ايضا التلامس الجسدى والتواصل البصرى بين الام والطفل والذى يعمل على خلق علاقه عاطفيه ومنح الشعور بالامان والانتماء للام وبالتالى للاسره والمجتمع لاحقا.

بالنسبه للام فالرضاعه الطبيعيه تعمل على تقليل النزيف بعد الولاده وارجاع حجم الرحم الى وضعه الطبيعى مره اخرى ايضا تعمل على طبط وزن الجسم بعد فتره الحمل المصحوبه بزياده الوزن كما تعمل على تقليل خطر الاصابه بسرطان الثدى او المبيض بالاضافه الى تقليل اعراض الاكتئاب بعد الولاده.

تغذيه الام فتره الحمل والرضاعه

تحتاج الام فتره الحمل والرضاعه للتغذيه المتوازنه والمتكامله على اختلاف المستوى الاقتصادى والمعيشى للاسر فنجد ان مفهوم الوجبه المتكامله ليس قاصرا على الاسر ذات مستوى الدخل المرتفع، فمصطلح تخطيط الوجبات هنا من الاساسيات فى التغذيه حتى يتم سد الاحتياجات الاساسيه من مصادر مختلفه باختلاف التكلفه الاقتصاديه. فتحتاج الام فتره الرضاعه سعرات حراريه اضافيه من 350-400 سعر حراري وذلك بهدف سد الاحتياجات الضروريه لادرار اللبن، وللحصول على تلك السعرات لابد ان تكون الوجبه متوازنه من جميع العناصر الغذائيه فمن الضرورى ان تحتوى الوجبه الغذائيه على: 1- مصادر البروتين سواء من مصادر نباتيه (العدس، الفول، الفاصوليا، اللوبيا، الصويا) او مصادر حيوانية (البيض، الحليب، الاجبان، الكبد، الاسماك، الدواجن، اللحوم ) 2- الكربوهيدرات كمصادر للطاقه مثل الحبوب الكامله (البرغل، الفريك ،الشوفان، حبه القمح الكامله ) 3- الدهون غير المشبعه والاسماك التى هي مصدر هام للاوميجا3 بالاضافه الى الفيتامينات والعناصر المعدنيه مثل الكالسيوم والحديد، وايضا المشروبات الطبيعيه مثل اليانسون والكراويه والحلبه وغيرها، مع تجنب المواد الحافظه والمصنعه والوجبات عاليه السكريات مثل العصائر المحلاه التى تعمل على زياده وزن الام والطفل ويجب الحد من المشروبات الغنيه بالكافيين فلا تزيد عن مقدار 2 فنجان صغيره فى اليوم لان الكافيين يسبب التوتر والارق وقله النوم للام والطفل ايضا نتجنب اى منتجات غير مبستره مثل المايونيز او الكاسترد والوجبات عاليه الحمل الميكروبى مثل الفسيح او الاسماك المملحه.

نصائح للأم اثناء فتره الرضاعه

- بالنسبة للام خلال فتره الرضاعه يفضل شرب الماء بكميات كافيه طوال اليوم لتعويض ما تم فقده من سوائل اثناء عمليه الرضاعه الطبيعيه.

- من الضرورى ان تتناول الام فتره الرضاعه مجموعه متنوعه من الاطعمه ليساعد ذلك فى تغيير نكهه اللبن للطفل فيتذوق الطفل نكهات محتلفه تساعده بعد ذلك فى تقبل الاطعمة مستقبليا ايضا.

- ننبه على ضرورة تناول الاغذية الغنية بالحديد مع فيتامين سى لتعزيز امتصاص الحديد، مثل شوربه العدس والحبوب والخضروات الورقيه والفواكه والخضروات المجففه مع قطرات من الحمضيات مثل الليمون

- ضرورة سد الاحتياجات من البروتين حتى من المصادر النباتيه مثل منتجات الصويا كحليب الصويا وجبن الصويا والتوفو ايضا من الجيد تناول بدائل اللحوم من البقوليات مثل الحمص والفاصوليا والبازلاء المجففه والمكسرات مثل الفول السودانى او عين الجمل والبندق و البذور مثل بذور الكتان والشيا.

- حرص الام المرضع على تناول فيتامين ب12 وعاده ما نجده فى المنتجات الحيوانيه مثل اللحوم والدواجن والكبد والبيض ، ومن الصعب ان نجده فى الاغذيه التى من مصادر نباتيه.

- التاكيد على ضروره الحصول على فيتامين (د) وذلك من الحليب وبعض الأغذية الاخرى مع التعرض للشمس وذلك لتسهيل امتصاص الكالسيوم والفوسفور للام والطفل حتى لا يتعرضوا لترقق العظام او الكساح.

- مراعاه اذا كانت الام تعانى من الحساسيه الغذائيه لنوع من الاطعمه ضروره استبداله او التوقف عنه فبعض الامهات مثلا لديها تحسس من الاسماك وبالتالى يجب النصح بتناول مكمل الاوميجا 3 لتعويض ما يحتاجه جسم الام فى تلك الفتره الهامه .

*باحث بقسم الاغذية الخاصة والتغذية

معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية