أسرار زيت الزيتون في مقاومة الأمراض المزمنة

أكدت الدكتورة سماء محمد علي عبدالرسول، الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن زيت الزيتون يعد واحدًا من أعظم الهدايا التي منحتها الطبيعة للإنسان، حيث لم تحظَ شجرة مثل شجرة الزيتون بمكانة راسخة في التاريخ والثقافة والغذاء والدواء كما حظيت هذه الشجرة المباركة.
وأشارت إلى أنه منذ آلاف السنين، شكلت زراعة الزيتون جزءًا لا يتجزأ من حضارة حوض البحر المتوسط، ولا تزال حتى اليوم رمزًا للصحة والرخاء والاستدامة.
وأوضحت الدكتورة سماء محمد علي عبدالرسول، أن زيت الزيتون لا يمثل فقط منتجًا غذائيًا، بل يُعتبر كنزًا صحيًا ورافدًا اقتصاديًا ذا أهمية متزايدة في ظل توجه العالم نحو الأغذية الصحية والمستدامة.
التركيب الفريد لزيت الزيتون: غذاء ودواء في آنٍ واحد
وقالت د. سماء إن ما يمنح زيت الزيتون هذه الأهمية الفائقة هو تركيبته الكيميائية الفريدة، التي تجمع بين الأحماض الدهنية الصحية، ومضادات الأكسدة القوية، والفيتامينات والمعادن، وهو ما يجعله غذاءً مثاليًا ومكملًا صحيًا لا غنى عنه.
أهم العناصر التي يحتوي عليها زيت الزيتون:
حمض الأوليك (Oleic Acid): يشكل ما بين 70-80% من مكوناته، ويُعد من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة المفيدة للقلب والشرايين.
حمض اللينوليك (Linoleic Acid): من أحماض الأوميجا-6 الضرورية لصحة الجلد والجهاز المناعي.
مركبات فينولية (Phenolic Compounds): مثل الأوليوروبين والهيدروكسي تيروسول، وهي مضادات أكسدة فعالة تقي من الشيخوخة والأمراض المزمنة.
فيتامين E و K: يحافظان على صحة الأوعية الدموية والعظام ويعززان مناعة الجسم.
معادن هامة: كالكالسيوم والمغنيسيوم والحديد، التي تسهم في التوازن الغذائي.
الفوائد الصحية لزيت الزيتون: درع حماية شامل للجسم
بفضل تركيبته المتكاملة، يمتلك زيت الزيتون قدرات علاجية ووقائية واسعة، منها:
تعزيز صحة القلب: من خلال خفض الكوليسترول الضار ورفع الكوليسترول الجيد.
مضاد قوي للالتهابات: حيث يحتوي على مركبات تعمل بفعالية شبيهة بالأسبرين.
دعم صحة الدماغ: يقلل من خطر الإصابة بأمراض تنكسية مثل ألزهايمر.
تنظيف الكبد: يقي من تراكم السموم والدهون في الكبد.
تحسين الهضم: ينظم حركة الأمعاء ويساعد على الهضم السلس.
مقاومة الشيخوخة: يحافظ على مرونة الجلد ويبطئ من ظهور التجاعيد.
تحديات تواجه إنتاج زيت الزيتون في مصر
رغم الإمكانيات الزراعية الكبيرة، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تعوق إنتاج زيت الزيتون بالجودة المطلوبة في مصر، أبرزها:
قلة الاعتماد على المعاصر الحديثة، مما يؤدي إلى تراجع جودة الزيت المنتج.
التركيز الأكبر على إنتاج زيتون المائدة، وليس زيت الزيتون.
تأثيرات التغيرات المناخية، التي تؤثر على استقرار الإنتاج وجودته.
استخدامات زيت الزيتون في الصناعات الغذائية
لا يقتصر زيت الزيتون على الاستخدام المنزلي، بل يُعد عنصرًا أساسيًا في عدة صناعات غذائية متنوعة:
الطهي والتحضير اليومي: القلي الخفيف، تتبيل السلطات، وإضافة النكهة للأطباق.
المخبوزات الصحية: يدخل في صناعة المعجنات، الكيك والبسكويت.
المنتجات المعلبة: مثل الأسماك، الأجبان، والمخللات.
الصلصات والمأكولات الجاهزة: كالمايونيز، صلصة الطماطم، الحمص، والطحينة.
الأغذية الوظيفية والمكملات: يدخل في تركيبة مكملات لمرضى القلب والسكري.
كلمة أخيرة: لماذا يجب أن يكون زيت الزيتون جزءًا من نظامك الغذائي اليومي؟
مع تزايد وعي المستهلكين حول العالم بأهمية التغذية الصحية، يظل زيت الزيتون على رأس قائمة الزيوت الطبيعية التي توصي بها منظمات الصحة والغذاء. إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي لا يقتصر فقط على الاستفادة من فوائده الصحية، بل هو أيضًا استثمار في الصحة العامة وطول العمر.
ولعل أفضل ما يمكن قوله عنه ما قاله القدماء:
"زيت الزيتون... ذهبٌ سائلٌ لا يقدّر بثمن."