خطط علمية للنجاة من الإجهاد الحراري بالدواجن

كشفت الدكتورة هند أحمد محمود عمر- باحثة فارماكولوجيا بمعمل الزقازيق عن هشاشة صناعة الدواجن أمام ظاهرة متنامية، تُعرف بـ«الإجهاد الحراري»، وتفرض نفسه كتهديد حقيقي على صحة الطيور وكفاءة إنتاجها.
الإجهاد الحراري: مشكلة تعيشها الدواجن صامتة
تبيّن الباحثة الدكتورة هند أحمد محمود عمر، أن الإجهاد الحراري يحدث عندما يفقد الدجاج القدرة على موازنة إنتاج حرارة الجسم وفقدها، وهي حالة تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة والرياح المحمّلة بالحرارة.
وأضافت أن الوضع يزداد حدة عند الكتاكيت الصغيرة، التي تحتاج لدرجات حرارة مرتفعة (35–40 °م) خلال أسبوعها الأول، بينما يحتاج الدجاج الناضج إلى درجات معتدلة تتراوح بين 19 و24 °م.
لماذا يعاني الدجاج أكثر؟
أوضحت أن الدواجن تفتقر إلى الغدد العرقية، ويغطّيها الريش بأكملها، في حين أن حرارة أجسامها تُعد أعلى من باقي الحيوانات. إضافة إلى ذلك، فإن طبقة الدهون تحت الجلد تحدّ من قدرتها على التبريد، مما يجعلها ضحية سهلة للحرارة المرتفعة.
مبدأ «الدجاج لا ينام في الصيف»
وأشارت إلى أنه عندما يضرب الحر منطقة العنابر، يلجأ الدجاج إلى سلوكيات اضطرارية للتخفيف من الضغط الحراري. ومن ذلك: انخفاض الشهية، اللهث، استهلاك كميات كبيرة من الماء، ضرورة رفع الأجنحة، الخمول اللافت، وانخفاض معدل التحويل الغذائي.
هذه الاستجابات لا تغيّر فقط من سلوك الطيور، بل تتسبب في اختلال التوازن الحمضي القاعدي في الجسم، خفض هرمونات النمو، تراجع المخزون العضلي من الجليكوجين، وارتفاع التوتر المناعي.
تداعيات اقتصادية وجينية مدمّرة
ونوهت إلى أن الضحية الأكبر ليست الطائر وحده، بل المزارع أيضاً، إذ يتراجع إنتاج اللحوم والبيض، مع تراجع جودة البيض من حيث اللون، السمك، والقيمة الغذائية. وتؤثر حرارة الصيف أيضاً على خصوبة الطيور ومقدرتها على الفقس، بل تهبط جودة الذكور من خلال نقص كفاءة الحيوانات المنوية.
المواجهة بالحيل والابتكار
أشار البحث إلى مجموعة من الإجراءات الفعالة لإنقاذ الموقف:
التغذية الذكية: توزيع العلف في أوقات حرارية مناسبة، إضافة الماء للأعلاف، واستخدام الفيتامينات والمعادن الضرورية (فيتامينات C وA، وسيلينيوم).
البيئة العازلة: تحسين التهوية، استخدام مراوح تبريد، التأكد من درجات حرارة الماء، خفض كثافة الحظائر، وتركيب وحدات تبريد طبيعية.
الإسعافات الحرجة: الرش بالماء البارد، توفير محاليل كلوريد الأمونيوم أو البوتاسيوم، والدعم العلاجي للكلية والكبد.
البنية المستدامة: تخصيص مساحات مناسبة لكل طائر، زراعة أشجار تحيط بالمزرعة لتخفف من الحرارة، واستخدام أسطح بيضاء معزولة تعكس أشعة الشمس.