الأرض
الإثنين 11 أغسطس 2025 مـ 03:03 صـ 16 صفر 1447 هـ
موقع الأرض
رئيس مجلس الإدارةخالد سيفرئيس التحريرمحمود البرغوثيالمدير العاممحمد صبحي

النعناع الأخضر ينقذ الدواجن من لهيب الصيف

تعد موجات الحر الشديدة ظاهرة متكررة خلال فصل الصيف، حيث يقف مربو الدواجن في مواجهة تحديات قاسية، ليس أقلها ما تتعرض له "الفراخ البيضاء" من إجهاد حراري قد يهدد إنتاجها وصحتها. وسط هذه الأزمة الموسمية، ظهر حل تقليدي قديم بثوب جديد، لا يتعدى ثمنه خمسة جنيهات، لكنه أثبت فعالية مدهشة: النعناع الأخضر.

من الماضي إلى الحاضر.. عودة النعناع إلى واجهة الحلول الطبيعية

لطالما استخدم الفلاحون قديماً الأعشاب الطبيعية في تربية الدواجن والماشية، إلا أن التطور الصناعي وسرعة الإنتاج دفعت بهذه العلاجات إلى الظل. اليوم، وفي ظل اشتداد تأثير التغير المناخي، يعود النعناع الأخضر ليحجز مكانه مجددًا كحل عملي وآمن وذو جدوى اقتصادية كبيرة.

كشف أحد مربّي الدواجن عن تجربته الشخصية، قائلاً إن النعناع، رغم بساطته، أحدث فرقًا حقيقيًا في صحة الطيور، خاصة في أشهر الصيف القائظة.

وأوضح أن إدخاله ضمن نظام الرعاية اليومية للدواجن ساعد في خفض درجات حرارة أجسامها بشكل ملحوظ، وساهم في تقليل آثار الإجهاد الحراري، الذي يُعد العدو الأول لإنتاج الدواجن خلال الصيف.

فوائد متعددة.. وصحة أفضل للدواجن

لم تقتصر فوائد النعناع على التبريد فقط؛ بل أكد المربي أن هذه النبتة العطرية أدت إلى فتح شهية الفراخ، وتحسين عملية الهضم، والحد من الانتفاخات والغازات. كما أشار إلى أن النعناع يحتوي على مركبات طبيعية مضادة للبكتيريا والفطريات، ما يعزز من مقاومة الطيور للأمراض التنفسية، ويُحسّن من أدائها الحيوي بشكل عام.

واعتبر أن كل هذه الفوائد تتجلى بوضوح مع ارتفاع درجات الحرارة، حين تصبح الدواجن أكثر عرضة للاختناق ومشاكل الجهاز التنفسي، مؤكداً أن النعناع يريح الحلق ويساعد على تحسين التنفس، وهو ما ينعكس مباشرة على جودة لحومها وزيادة معدلات النمو.

طريقة الاستخدام.. بين العصير والمطحون

بحسب ما أوضح المربي، فإن النعناع يُقدَّم للفراخ بداية من عمر أسبوعين. ويُنصح بفرمه في الخلاط مع ليمونتين (بدون سكر)، ثم يُصفّى جيدًا، ويُضاف منه ربع كوب لكل لتر ماء شرب. أما النعناع المجفف، فيُستخدم مطحونًا بمعدل 10 جرامات لكل كيلو علف، مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا.

نظرة نحو المستقبل.. هل يتغير شكل رعاية الدواجن؟

في ظل ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والبحث المستمر عن بدائل طبيعية، يبدو أن التجارب الفردية التي أثبتت جدواها، مثل استخدام النعناع، قد تشكل نواة لتوجه أوسع نحو "الطب الطبيعي" في قطاع تربية الدواجن. وقد يدفع هذا النجاح الباهر الباحثين والجهات المختصة إلى دراسة أوسع لفعالية الأعشاب الطبية في تحسين صحة الحيوان وتقليل الاعتماد على المواد الكيميائية.

ختامًا، يظهر أن الحلول الكبيرة لا تأتي دائمًا من المختبرات أو بأسعار باهظة. أحيانًا، تكمن الفعالية في نبات بسيط، تُقطف أوراقه من حديقة المنزل أو من سوق شعبي، لكنه يحمل في داخله قدرة على حماية الثروة الحيوانية من ضربات الطبيعة.