البرسيم الفحل يحل أزمة العلف وخصوبة التربة

كشف الدكتور فيصل يوسف، أستاذ المحاصيل الحقلية وتكنولوجيا علم البذور بمركز البحوث الزراعية، عن أهمية التوسع في زراعة البرسيم الفحل خلال الفترة الفاصلة بين حصاد محاصيل مثل الأرز المبكر أو الذرة السيلاج، وزراعة القمح. حيث تظل الأرض فارغة خلال شهري أغسطس وسبتمبر، وهي فترة يمكن استغلالها بفعالية في زراعة البرسيم الفحل ضمن ما يُعرف بنظام التعاقب المحصولي الثلاثي: (أرز أو ذرة – برسيم فحل – قمح).
وأوضح يوسف أن البرسيم الفحل وحيد الحشة (Mono-cut Type) يحتاج من 70 إلى 80 يومًا فقط في الأرض، ليمنح المزارع حشة واحدة بمتوسط إنتاجية تتراوح بين 20 إلى 25 طنًا من العلف الأخضر، بنسبة مادة جافة تبلغ حوالي 20%، أي ما يعادل 4 إلى 5 أطنان من الدريس.
وأشار إلى أن البرسيم الفحل أكثر ملاءمة لإنتاج الدريس من البرسيم المسقاوي، نظرًا لانخفاض محتواه الرطوبي، مما يجعله مصدرًا مهمًا للعلف في أوقات ندرة الأعلاف الخضراء. وأضاف: "من يزرع البرسيم الفحل في 20 أغسطس، يمكنه حصاده بحلول 1 إلى 10 نوفمبر، ثم يزرع القمح مباشرة بعده دون الحاجة إلى حرث الأرض، أي على البلاط".
قيمة مضافة تتخطى حدود العلف
لا تقتصر فوائد البرسيم الفحل على إنتاج العلف فقط، بل تمتد لتؤثر إيجابًا على محصول القمح الذي يُزرع بعده. وبيّن الدكتور فيصل يوسف أن هذا التأثير يمكن تلخيصه في عدة نقاط رئيسية:
1. تحسين إنتاجية القمح: أوضح أن نوع المحصول السابق للقمح يؤثر بشدة على إنتاجيته. وتأتي الزراعة عقب محصول بقولي (كالبرسيم الفحل) في المقدمة من حيث الفائدة، مقارنة بالزراعة بعد الذرة أو الأرز، التي تعتبر من أسوأ الخيارات بسبب الرطوبة العالية في الأرض، وضعف التهوية، وزيادة الإصابة بحشرة الحفار، ونقص المادة العضوية.
2. إضافة سماد أزوتي طبيعي: يضيف البرسيم الفحل ما يعادل 2 شيكارة يوريا للفدان، نتيجة التلقيح بالعقدين البكتيري، وهو ما يعود بالفائدة مباشرة على القمح المزروع لاحقًا.
3. زيادة المادة العضوية والدبال: ترك المجموع الجذري للبرسيم في التربة بعد الحش يُسهم في تحسين خصوبتها وزيادة محتواها العضوي.
4. تقليل تكاليف تجهيز الأرض: يمكن زراعة القمح مباشرة بعد البرسيم دون خدمة، ما يخفض من تكاليف الزراعة والعمالة.
5. خفض تكلفة مكافحة الحشائش: الحشائش العريضة تُزال أثناء حش البرسيم، ما يُقلل الحاجة إلى مكافحتها في القمح.
6. الاستغناء عن السوبر فوسفات: إذا تم تسميد البرسيم الفحل بالسوبر، فلا حاجة لإضافته مرة أخرى للقمح، مما يُقلل من التكلفة.
7. زيادة إنتاجية القمح: يحقق القمح المزروع عقب البرسيم الفحل زيادة تتراوح بين 2 إلى 3 أردب للفدان.
تفاصيل فنية للمزارعين
معدل التقاوي الموصى به: 20 كجم للفدان
موعد الزراعة الأمثل: الثلث الأخير من شهر أغسطس
زراعة البرسيم الفحل... خيار اقتصادي وبيئي
اختتم الدكتور فيصل يوسف حديثه بالتأكيد على أن زراعة البرسيم الفحل ليست فقط استغلالًا ذكيًا للفترة بين المحاصيل، بل تمثل أيضًا خطوة استراتيجية لتحسين جودة الأرض، وخفض التكلفة الإجمالية لمحصول القمح، إلى جانب توفير كميات مهمة من العلف الأخضر والدريس في وقت يُعد فيه توفير الغذاء الحيواني من أبرز التحديات أمام المزارع المصري.